حذرت الجمعية السعودية لطب وجراحة الصدر من التهاون في التعامل مع المنظفات المنزلية، ونبهت إلى ضرورة اتباع الاستخدام الآمن لتفادي مخاطرها الصحية. وقدرت الجمعية نتائج التعامل الخاطئ مع المنظفات بمئتي إصابة سنوياً. وبمناسبة الحملة الصحية التي تطلقها الجمعية بالتعاون مع وزارة الصحة بعنوان " خطر المنظفات المنزلية: الوقاية والعلاج" التي بدأت في 29 ذو القعدة الموافق 1 سبتمبر بمركز غرناطة التجاري بالرياض( من الساعة 3 -11 مساء)، قدمت الجمعية السعودية لطب وجراحة الصدر "نصائح تخصصية" ومعلومات صحية عن إصابات إهمال الاستخدام الآمن للمنظفات، مشددة على الانتباه والحذر من الاستعمال المفتوح للمواد الكيميائية إلا بعد معرفة مكوناتها وطرق استعمالها والتأكد من قراءة وفهم التعليمات الموضحة عليها، وأخذ كافة الاحتياطات الضرورية، وعدم ابقائها قريبة من متناول الأطفال، وتجنب وضعها في علب أخرى غير أوعيتها الأصلية حتى لا يحصل خطأ في معرفة نوعية المادة الموجودة في الوعاء البديل.
وأشارت الجمعية بصورة خاصة إلى خطورة خلط الكلوريكس مع الفلاش. وقالت : تستعمل مادة الكلوريكس المبيضة في تنظيف الملابس والمراحيض ودورات المياه والأدوات الخزفية والرخام والسيراميك ولزيادة فاعلية التنظيف يعمد البعض الى إضافة مواد أخرى مثل الفلاش، وتقدر الحالات بأكثر من مائتي حادثة سنويا في المملكة، ومؤكدة " الخطورة البالغة التي تحدث من جراء استنشاق الأبخرة المتصاعدة من تفاعل هذه المركبات الكيميائية وخصوصا في جو مغلق مثل دورات المياه، ونصحت بتجنب خلط هذه المركبات لغرض التنظيف أو استعمالها معا في نفس الموقع، وعند الضرورة يمكن استعمالها كل على حدة وفي أوقات متباعدة ، مع ضرورة التهوية الجيدة للمكان المراد تنظيفه، وترك الباب مفتوحا وابقاء مروحة الشفط تعمل باستمرار، مع استعمال الكمام الطبي غير المنفذ للأبخرة والغازات المتصاعدة. ونبهت الجمعية إلى أنه على كل من يعاني من الحساسية والربو أو أي من الأمراض الصدرية المزمنة عدم الاقتراب من هذه المواد وعدم مباشرة التنظيف باستخدامها. وشددت على أهمية قراءة التعليمات الواردة على العلبة بتمعن وتطبيق الإجراءات المطلوبة بدقه. وعند الشعور بضيق التنفس أو السعال أو الغثيان أو الدوخة أو العطاس الشديد وانسداد الأنف يجب المسارعة بالخروج الى الهواء الطلق وغسل الأيدي وإبعاد الملابس المتأثرة بهذه المواد. واذا لم تتحسن الحالة واستمر السعال أو ضيق التنفس أو حصل إغماء أو زرقة الشفتين فيلزم طلب الإسعاف أو التوجه لأقرب غرفة طوارئ. وعن طرق المعالجة قال رئيس مجلس إدارة الجمعية الأستاذ الدكتور محمد بن صالح الحجاج أنه في حالة بلع أو شرب هذه المواد من قبل الأطفال فإنه لا ينصح بالتحريض على القيء لما في ذلك من زيادة تخريش الأغشية المبطنة للمريء والمعدة، ولكن يجب المسارعة في إعطاء الطفل كمية كبيرة من الحليب والماء وشراب مضاد الحموضة (حليب الماغنيسيوم) والتوجه فورا الى أقرب مركز اسعافي. وأوضح أن العلاج الإسعافي للاستنشاق المكثف للأبخرة يستلزم إعطاء الأكسجين عالي الدفع بكمية كبيرة، وتقديم علاج الربو المكثف للمصابين به، وإعطاء المضادات الحيوية عند توقع حدوث التهابات مجاري التنفس ، ومعالجة أي مضاعفات تنتج عن الحالة. وإذا لم تتحسن الحالة أو ظهر فشل رئوي فيلزم تقديم التنفس الصناعي بصورة عاجله. وعما إذا كانت هناك مضاعفات لاحقه أو مستقبليه عن حالات الاستنشاق أوضح الدكتور الحجاج أنه عند معالجة الإصابة الحادة الأولى وعودة الحالة الى طبيعتها فإن الأمر قد لا يكون انتهى بعد؛ لأنه كثيراً ما يصاب المريض بأعراض الربو المزمن أو تمدد. الشعب الهوائية، أو فقدان الصوت، أو تليف مجاري التنفس وتضيقها محدثة مشكلة صدرية طويلة الأمد. ولذلك ينصح بمتابعة الحالة الصحية لدى الطبيب .