حظيت فتاة دار الرعاية بالأحساء هيفاء عيسى بتشييع مهيب كان حديث المجتمع، وازدحمت وسائل التواصل الاجتماعي بالصور والتغريدات التي تطالب بالتحقيق في أي تقصير، إلى جانب تنظيم حملات باسم «اليتيمة هيفاء». عاشت فتاة الأحساء هيفاء حياتها بعيدة عن دفء العائلة، إلا أن مشهد يوم أول من أمس (الثلثاء) كان استثنائياً وجديراً بأن تسدل ستارة حياة هذه الفتاة عليه، إذ جمعت جنازتها أطياف المجتمع الأحسائي، إلى جانب مشاركة كبيرة من المقيمين، إثر الحملات المكثفة في وسائل التواصل الاجتماعي، التي دعت إلى المشاركة في الصلاة ودفن هيفاء في أرض مقبرة الصالحية. وتناقل مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي تفاصيل اليومين الأخيرين في حياة الفتاة، وأشارت بعض القصص إلى أن آخر عمل قامت به هو محاولتها أن تتوضأ، قبل أن تسقط وتصاب في خاصرتها ورأسها، ليحدث لها نزف داخلي، وتغادر الحياة بعد يومين في غرفتها الخرساء بقسم العناية المركزة في المستشفى، وسط حزن كبير لكل من عرفها من موظفات الدار وزميلاتها، اللاتي سردن ذكرياتهن مع زميلتهن الراحلة، مؤكدات أنها كانت «تحمل شخصية استثنائية، وتتميز بالعطاء والبذل ومساعدة الآخرين». وازدحمت قاعة العزاء بأبناء المجتمع الأحسائي والجاليات المختلفة، وسط سؤال «من هي هيفاء»؟ و«كيف ماتت»؟ و«ما قصتها»؟ وعلى رغم جهل الكثيرين بالتفاصيل إلا أن واجب العزاء دفعهم لذلك. وأحيت حكاية موت اليتيمة هيفاء عيسى مطالبات متكررة بالالتفات الجاد لمثيلاتها ممن أصبحن شريحة مهمشة مجتمعياً، وتركزت التغريدات على أنها كانت تعاني أمراضاً، وعجزت عن إيجاد مستشفى يقبل علاجها، على رغم بحثها المستمر عن «واسطة» تسهل الأمور، وتغريدات أخرى تحدثت عن حالها الصحية المتدهورة. يذكر أن جمعية بر الأحساء نهضت بتكاليف جنازة هيفاء، وخصصت سهماً وقفياً باسمها، فيما تلقى المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات في الأحساء تبرعات من سيدات باسم اليتيمة هيفاء، وأعلن المكتب أنها فازت في برنامج «نداء من ربي للاعتكاف» في رمضان العام الماضي، مشيداً بأنها «من المميزات والمتعاونات مع المكتب».