يبدأ المنتخب البرازيلي رحلة تعويض ما فاته قبل 64 عاماً، عندما يقص شريط افتتاح النسخة ال20 لكأس العالم من ملعب «أرينا كورنثيانز» في ساو باولو، بمواجهة نظيره الكرواتي اليوم (الخميس) في الجولة الأولى من منافسات المجموعة الأولى. وتعود كأس العالم إلى البرازيل، البلد الأكثر تتويجاً باللقب (5 مرات) للمرة الأولى منذ 1950 حين وصل «سيليساو» إلى المباراة النهائية، قبل أن يخسر أمام جاره الأوروغواي (1-2) أمام 200 ألف مشجع غص بهم ملعب «ماراكانا». ولا تزال مرارة نهائي 1950 في فم الجمهور البرازيلي الذي يحلم بأن يتمكن منتخب بلاده من الظفر باللقب العالمي للمرة الأولى منذ 2002، والسادسة في تاريخه. ويدخل البرازيليون إلى العرس الكروي العالمي وهم متفائلون بحظوظهم، خصوصاً أن مدربهم الحالي هو لويز فيليبي سكولاري، الذي قادهم إلى اللقب الخامس عام 2002 في كوريا الجنوبية واليابان على حساب الغريم الألماني. رسم «فيليباو» تشكيلته بتأن، بين وديات وكأس قارات أحرزها بفوز صاعق في النهائي على إسبانيا بطلة العالم (3-صفر). بعد مباراتين ضد بنما في 3 حزيران (يونيو) في غويانا (4-صفر)، وصربيا في 6 منه على ملعب مورومبي في ساو باولو (1-صفر)، تبدأ خريطة الطريق من افتتاحية كرواتيا في ساو باولو بانتظار حلم خوض المباراة النهائية في ريو دي جانيرو في 13 تموز (يوليو). كان مشهد اختيار سكولاري تشكيلته هذه المرة متناقضاً مع 2002، آنذاك ضغط عليه الجمهور قبل وبعد الاختيار، فاضطر للنوم في فندق غير اعتيادي للهرب من غضبهم بعد استبعاده الهداف روماريو. لكن في 2014 حتى روماريو الذي ينتقد ظله أحياناً، وافق على خيارات مدرب البرتغال السابق، كما مهرها الملك بيليه بموافقته، مع أنه كان يفضل وجود كاكا أو رونالدينيو فيها. كان النجاح في كأس القارات 2013 الحجة الرئيسة لسكولاري باستبعاد رونالدينيو (97 مباراة دولية) حامل الكرة الذهبية في 2005، وكاكا (87 مباراة دولية) أفضل لاعب في العالم عام 2007، وروبينيو (92 مباراة دولية)، والجيل الأولمبي في 2012 على غرار لوكاس وباتو وغانسو ولياندرو ودامياو وغيرهم. ويبدو المهاجم نيمار أخطر أسلحة البرازيل في المونديال، بعد خوضه موسماً مقبولاً مع برشلونة إثر انتقال من سانتوس فاحت منه رائحة الفساد، وأطاح برئيس الفريق الكاتالوني ساندرو روسيل. وستعود البرازيل في مباراة اليوم بالذاكرة إلى عام 2006 عندما تواجهت مع الكروات في الجولة الأولى من الدور الأول لمونديال ألمانيا، وخرج «سيليساو» فائزاً بهدف سجله ريكاردو كاكا الذي حسم المواجهة الرسمية الوحيدة لبلاده مع منافسه الحالم بتكرار إنجاز 1998، عندما فاجأ العالم بوصوله إلى الدور نصف النهائي على حساب ألمانيا، وإنهائه المونديال الفرنسي في المركز الثالث. ويعتبر المنتخب الكرواتي من المنتخبات الصعبة، على رغم اضطراره إلى خوض الملحق القاري لكي يتأهل إلى النهائيات، وعلى رغم غيابه عن مونديال جنوب أفريقيا 2010، وهي المسابقة الوحيدة إلى جانب كأس أوروبا 2000 التي يفشل بالتأهل إليها. ويشرف على المنتخب الكرواتي في العرس الكروي البرازيلي لاعب وسطه السابق نيكو كوفاتش، الذي تسلم المهمة بعد فشل بلاده في التأهل مباشرة إلى النهائيات بقيادة إيغور ستيماتش. ورفع ابن ال43 معنويات الفريق ونظم اللعب في الملحق واستعداداً لنهائيات البرازيل، وبمعاونة شقيقه روبرت نجح نيكو في عبور ملحق آيسلندا بهدفي ماريو ماندزوكيتش وداريو سرنا إياباً، بعد أن تعادلا من دون أهداف على أرض الفريق المتواضع ذهاباً.