قضت ثلاث طالبات فيما أصيب سائقان و14طالبة أخرى من منسوبات كلية العلوم والدراسات الإنسانية في ضرما (جنوبالرياض) أمس، إثر حادثة اصطدام مركبة مع حافلتي نقل مخصصة للطالبات. وباشرت الحادثة فرق الدفاع المدني والهلال الأحمر السعودي لاستخراج المتوفيات، والمصابات اللائي تم نقلهن إلى مستشفى ضرما العام، فيما جرى تحويل خمس حالات خطرة إلى مستشفيات في الرياض. وأكد المتحدث الرسمي للهلال الأحمر مازن الغامدي ل الزميلة «الحياة» أن حافلتين لنقل الطالبات كانتا تسيران على مسار واحد، واعترضت مركبة من نوع «هايلوكس» الطريق، تمكنت الحافلة الأولى من تفاديها بإصابات مختلفة. وقال الغامدي إنه أثناء محاولة الحافلة الأخرى تفادي المركبة ارتطمت بعمود الإنارة، نتج منه وفاة ثلاث طالبات، ووقوع إصابات طفيفة. وأشار إلى أنه تم نقل مجموعة من الحالات الخطرة إلى مستشفى ضرما، وتم إدخال ثلاث منها إلى غرفة العمليات فوراً لإصابتهن بنزف داخلي. وأضاف: «تم نقل مجموعة من الحالات إلى مستشفى الأمير سلمان في الرياض بواسطة الإسعاف الجوي». وأوضح مصدر مطلع في إدارة «مرور الرياض» ل الزميلة «الحياة» أن الطالبات توفين في مكان الحادثة، مشيراً إلى أن المصابات تم نقلهن إلى مستشفى الأمير سلمان في الرياض بواقع حالتين، وأربع حالات إلى مجمع الملك سعود الطبي، ونقل سائقا الحافلتين إلى مستشفى ضرما العام. وقال المصدر إنه تم التحفظ على سائق المركبة، مبيناً أن الطالبات هن هاجر برناوي، وجواهر الشمري، وندى الرياعي، مضيفاً: «كان يقود المركبة الخاصة شاب ثلاثيني، فيما كان ستيني يقود الحافلة، وتتحفظ جهات الضبط على السائق الثالث (52 عاماً) كان يقود سيارة من نوع هيونداي». بدوره، قال شاهد عيان (فضل عدم الكشف عن هويته) إنه رأى أحد سائقي المركبات يلتفت إلى زميله لإلقاء التحية مهملاً الطريق، وبمجرد عودة عينيه على الطريق فوجئ بمركبة أمامه، ما أدى إلى الاصطدام المباشر من دون استخدام المكابح. وأشار شاهد العيان إلى أن قائدي الحافلتين كانا يقودان بسرعة عالية. ولم تكن حادثة الطالبات الواقعة صباح أمس لطالبات كلية العلوم والدراسات الإنسانية في ضرما هي الأولى، فقد سبقتها حالات عدة على مستوى الطالبات والمعلمات في مختلف مناطق المملكة، إلا أن هذه الحادثة التي راح ضحيتها 3 طالبات مع إصابة الباقيات بإصابات متفرقة في وقت كانت تنتظر فيه الطالبات ال17 بدء محاضراتهن الجامعية. وبين الطالبات المصابات هيفاء ذات ال19 ربيعاً، والتي تتلقى علاجها في مستشفى ضرما، فطالبة القانون لا تزال في حال الصدمة مما حدث، لكنها لم تُخفِ روتينها اليومي الدراسي الذي يبدأ مع مطلع الفجر، وينتهي بعد الظهر، إذ تقول: «أنا وعدد من زميلاتي لم نجد الفرصة في جامعات الرياض، ما دفعنا إلى البحث عن الجامعات الواقعة في المحافظات المجاورة، فكان الاختيار لكلية العلوم والدراسات الإنسانية في ضرما». وتستذكر هيفاء بعضاً من تفاصيل الحادثة، إذ كانت وزميلاتها نائمات خلال الطريق، قبل أن يستيقظن على صوت الحادثة، فبدأت تطلب المساعدة من طريق النافذة المجاورة لها، فيما تم نقل بعض المصابات بواسطة حافلة أخرى عبرت ذات الطريق وكانت تنقل معلمات، في حين طالبت بإيجاد حلّ لوضع الطالبات والمعلمات اللاتي يجدن أنفسهن مضطرات للذهاب والعودة عبر طرق خطرة. ولم تغادر الطالبة في قسم الحاسب الآلي الجوهرة التي كانت من بين المتوفيات الثلاث ذهن زميلتها في القسم «أمل»، فتارة تتذكر الأوقات التي كانت تمضيها معها في طريق الذهاب والعودة، وتارة أخرى تفكّر في حال ابنها المولود قبل عام. وتقول أمل في حديثها ل الزميلة «الحياة»: «كانت الحادثة خطرة، نظراً لاشتراك ثلاث مركبات فيها، وإضافة إلى زميلتي الجوهرة، توفيت الطالبة ندى من قسم القانون، والطالبة هاجر من قسم الحاسب الآلي». من جهته، أشار محمد المطيري والد الطالبة المصابة شوق إلى أنه كان قلقاً على ابنته كعادته في كل يوم، إلا أن القلق كان متزايداً أكثر من المعتاد في يوم الحادثة (أمس). صحافيون يلجأون إلى رعاة الإبل ليرشدوهم إلى مكان الحادثة لم يجد الصحافيون المتابعون لحادثة طالبات الكلية بداً من الاستعانة برعاة الإبل على الطريق الواقع بين قرية ضرما وطريق مكة غرب العاصمة، لسؤالهم عن تفاصيل الحادثة، والاستدلال على مكانها تحديداً، خصوصاً أن الطريق الذي يصل امتداده إلى 30 كيلومتراً كان خالياً من وجود أي مؤشر لوقوعها أمس. وفي الوقت الذي لم تختلف إجابات الرعاة عن بعضهم، ولم تمكن الصحافيين من تحديد الموقع الفعلي لوقوع الحادثة، هرع الأخيرون لفروع الجهات الحكومية ما بين شرطة ضرما والدفاع المدني والهلال الأحمر لتحديد موقع الحادثة، وأماكن المركبات التي تعرضت للحادثة. وأوضح بعض رعاة الإبل ل الزميلة «الحياة» أنهم لا يعلمون شيئاً عن الحادثة، مشيرين إلى أنهم للتو قدموا للمرعى بعد وقوع الحادثة بست ساعات تقريباً. من جانبهم، أكد أولياء أمور الطالبات أن الخوف من الجمال السائبة على امتداد الطريق بات هاجساً يقلقهم، في ظل عدم وجود دوريات في ذلك الطريق، لافتين إلى أنه لا يوجد فاصل بين المسارين، حتى لو كان ترابياً، كما أنه يخلو من نقاط التفتيش والدوريات المرورية.