شهدت منطقة حائل أمس، افتتاح أول مزرعة متكاملة في السعودية في مدينة القاعد، إذ تهدف لتقديم أفكار نوعية لصغار المزارعين للاستفادة من مخرجات المزرعة، مثل المخلفات أو الأسمدة من الحيوانات أو الأشجار أو النخيل. ودعا وكيل وزارة الزراعة للشؤون الزراعية الدكتور خالد الفهيد صغار المزارعين إلى تطبيق نموذج المزرعة المتكاملة، التي تتميز بقدرتها على ممارسة الأنشطة المتنوعة سواء على صعيد الإنتاج النباتي أم الحيواني في مكان واحد، وفي شكل يحقق ميزة نسبية تتمثل في ترسيخ فكرة المزارع المتكاملة التي تحوي الأنشطة الزراعية النباتية والحيوانية. وقال الفهيد في تصريح خاص إلى الزميلة «الحياة»: إن فكرة المزرعة المتكاملة والنموذجية عملية وضع نموذج أو ما يسمى مزرعة متكاملة، تهدف لتقديم أفكار نوعية وخاصة لصغار المزارعين للاستفادة من مخرجات المزرعة مثل المخلفات أو الأسمدة من الحيوانات أو الأشجار أو النخيل، وليستفيد المزارع منها ولا يخرج أي شيء من المزرعة، وهي بمثابة عملية «تدوير» داخل المزرعة، لافتاً إلى أن اهتمام الوزارة في تطبيق فكرة المزرعة المتكاملة يبرز من اهتمامها بتحقيق الاستدامة البيئية والمساهمة في الأمن الغذائي. وأوضح أن الهدف من وراء الفكرة يتمثل في تشجيع صغار المزارعين على استغلال المزرعة استغلالاً كاملاً في المجالات الزراعية كافة، بدءاً من الإنتاج النباتي وتنمية الثروة الحيوانية، مروراً بتدوير المخلفات النباتية والحيوانية وإنتاج الأسمدة العضوية التي من الممكن إعادة استخدامها في المواسم الزراعية القادمة، وجعل المزرعة وحدة إنتاجية متكاملة للحصول على عائد مادي مجزي يتناسب والتكاليف بحسب وحدة الإنتاج. وأكد الفهيد أن تطبيق فكرة المزرعة المتكاملة يسهم في المحافظة على الموارد الطبيعية وتحقيق الاستدامة البيئية واستغلال المزرعة كنموذج متكامل في الأنشطة الزراعية النباتية والحيوانية، وتحقيق قدرة تنافسية للمنتج الوطني في الأسواق العالمية إلى جانب المساهمة في الأمن الغذائي من خلال رفع نسبة إسهام المنتج الوطني في الناتج المحلي. وأشار إلى حرصهم الكبير على غرس المفاهيم الإيجابية لدى أصحاب المزارع المتكاملة ومربي الثروة الحيوانية عبر تشجيعهم للمساهمة بمنتجاتهم الحيوانية في الناتج الوطني، وتحريك الاقتصاد المحلي وإنعاش أسواق المواشي، والارتقاء بواقع الإنتاج المحلي. من جهته، أوضح منسق برنامج التعاون الفني بين الوزارة و«الفاو» الدكتور عبدالله وهبي ل الزميلة «الحياة» أن المزرعة المتكاملة تتميز بإمكان تطبيق مختلف الممارسات الزراعية المتطورة ذات الكفاءة العالية، مثل الزراعة المحمية في البيوت البلاستيكية والزراعة المائية والزراعة في بدائل التربة، وهي نماذج تتميز بقلة الكلفة وغزارة الإنتاج وجودة المنتج. وأشار وهبي إلى أن فوائد تطبيق هذا النموذج تتمثل في المساهمة في الأمن الغذائي من خلال الإنتاج الزراعي النباتي والحيواني، والحفاظ على الموارد الطبيعية وتحويل المزرعة التقليدية إلى وحدة إنتاج متكاملة ونموذجية يسهل من خلالها تقديم الخدمات الزراعية والبيطرية وتشجيع أصحاب المزارع للعمل في مهنة الزراعة والإنتاج الحيواني، والحد من انتشار الأمراض الوبائية للثروة الحيوانية من خلال الفصل بين السلالات، وتوافر مساحة كافية لتربية الحيوانات.