يصيب ارتفاع أرقام ضغط الدم مئات ملايين الأشخاص حول العالم وقد يسبب مضاعفات كارثية يمكن أن تجعل صاحبها قعيد الفراش، أو قد تهدد بنقله إلى العالم الآخر. وإذا كنت لا ترغب في الوقوع تحت رحمة ارتفاع ضغط الدم وعواقبه التي لا ترحم، فحبذا لو شربت يومياً كوباً واحداً من عصير الشمندر. واذا أخذنا في الاعتبار نتائج بحوث علماء بريطانيين من جامعة كوين ماري على مجموعة من الفئران التي تعاني ارتفاع الضغط، فإن الحيوانات التي شربت 250 ميلليليتراً من عصير الشمندر في اليوم انخفض معدل ضغط الدم المرتفع لديها بنسبة 20 في المئة بالمقارنة مع الفئران التي لم تتناوله قط. أما السبب فعزاه العلماء إلى مركبات النيترات الموسعة للأوعية الدموية والتي توجد بغزارة في الشمندر. من ناحية أخرى سبق للبروفسور أندي جونز وفريقه من كلية الرياضة والعلوم الصحية في جامعة إكستر البريطانية أن توصلوا إلى نتيجة مفادها أن عصير الشمندر يزيد القدرة على التحمل، ويساعد العضلات على القيام بمجهود إضافي خلال التمارين الرياضية، مثل ركوب الدراجات الهوائية وما شابه. الدراسة شملت رجالاً ترواحت أعمارهم من 19 إلى 30 سنة مارسوا رياضة ركوب الدراجات بعد أن شربوا نصف ليتر من عصير الشمندر في اليوم ولمدة 7 أيام، فجاءت المحصلة بأن العصير ساعد على ممارسة هذه الهواية لفترة أطول بنسبة 16 في المئة. أما السر فيكمن في غنى العصير بمادة النيترات التي توسع الأوعية الدموية وبالتالي سرعة تدفق الأوكسيجين إلى كل أنحاء الجسم ما يزيد من قوة التحمل، ويخفض المستوى الذي تستخدمه العضلات كمصدر أساسي للطاقة. يجدر التنويه هنا بأن مركبات النيترات توجد في الكثير من الخضر الطازجة مثل الخس والشمر. ويحتوي عصير الشمندر على الكثير من السكر والفيتامينات مثل الفيتامين سي، والفيتامين ب1، والفيتامين ب2، كما يحتوي على نسبة عالية من البوتاسيوم وأملاح المنغنيز والحديد. ويشبه عصير الشمندر الأحمر في خصائصه الدم البشري، إذ يحتوي على الحديد الذي يساعد على توليد كريات الدم الحمر، ويزود الجسم بالأوكسيجين النقي، ويقدم الدعم للرئة في أداء وظيفتها التنفسية. ويساهم عصير الشمندر في تنظيف الكبد من السموم، وفي إطاحة الشحوم التي تتراكم فيه، كما يشارك في تعديل الحموضة القلوية في الدم، ويدعم القولون في التخلص من فضلاته، ويخفف من حدة المعاناة من الإرهاق. أيضاً، يعتبر عصير الشمندر مقوياً فعالاً للذاكرة، ويعطي لشاربه الشعور بالسعادة لأنه يحضّ على إفراز مواد تحسن المزاج. ويحتوي العصير على كمية وافرة من مضادات الأكسدة التي تحارب الشوارد الكيماوية الحرة التي تعجل من تلف الخلايا، وبالتالي تمنعها من تنفيذ مخططاتها المعادية التي تسرّع عجلة الشيخوخة، وتقود إلى زرع أمراض خطيرة للغاية. ويحضر عصير الشمندر كما يلي: يتم وضع المقادير الآتية بعد غسلها وتقطيعها جيداً في الخلاط الكهربائي: حبتان من الشمندر، 4 جزرات، تفاحتان. بعد الحصول على مزيج متجانس تجرى تصفيته للحصول على العصير الصحي.