يفخر"موجوغاليري"باستضافة معرض مشترك لثلاثة فنانين أفارقة، هم محمد أبوالنجا من مصر، وفييه ديبا من السنغال، وسونيا راديميير من جنوب إفريقيا. وسيعرض الثلاثة أعمالهم في المعرض المقام تحت اسم "يحدث الآن" Happening Now، بما يشي به الاسم من علاقة الأعمال الفنية المعروضة بتفاصيل الحياة اليومية التي يخوضها الفنانون الثلاثة، وما تنضوي عليه من انعكاس للحالة الاجتماعية السائدة في بلدانهم حيث يُقيمون. ورغم أن الفنانين الثلاثة يتشاركون القارة الإفريقية وطناً، فإن هناك اختلافات ملموسة في الواقع المعاصر بين البيئات الثقافية التي يعيشونها. ولا شكّ في أنّ اللغة نفسها تشكّل اختلافاً جوهرياً واضحاً بين هذه الأقطار الإفريقية الناطقة بالعربية في مصر والفرنسية في السنغال والإنجليزية في قارة إفريقيا. يعلّق أبوالنجا، في أعماله التي تحمل مجتمعة اسم "القاهرة 11"، على الامتزاج بين الثقافة المصرية القديمة من جهة والروحانية التي تتجلّى في أوقات الاضطرابات الاجتماعية والعنف السياسي من جهة ثانية. ويستكشف أبوالنجا من خلال عمله المسمّى "أربع أشجار في ميدان التحرير" (2012) العلاقة السابقة بين الثوار المصريين القدامى والتجربة الحديثة لميدان التحرير في مصر براهِنِها المضطرب. ويمكن ملاحظة العلاقة بين الأشجار والورق والأساطير في محاولة أبوالنجا للبحث في كيفية فهم الحياة المعاصرة في بلده. أما راديميير، فهناك في نظامها الفني "ليتمس" (2013) - المستند في فكرته إلى اختبار ورقة دوار الشمس – إشارة ملحوظة إلى الأيادي التي تسهم في تحريك المشهد السياسي سواء في جنوب إفريقيا أو في القارة الإفريقية عموماً. وتحاول راديميير من خلال أعمالها أن تعرض لمسألتي القياس والمساءلة المرتبطتين بالحكومات، في الوقت الذي تُبرز فيه فلسفة "أوبونتو" الجنوب إفريقية التي تركّز على الو لاءات الإنسانية والتعاطف بين بني البشر، وهي فلسفة كامنة في قلب الطبيعة البشرية الإفريقية. ويتمّ تنشيط شاشات الفيديو الثلاث في النظام بمجرّد ظهور شخص آخر، ليُعرض شريط لقلب نابض، فقط بسبب وجود ذلك الإنسان الآخر في المكان. من ناحيته، يستكشف ديبا ظاهرة العولمة، وأثرها على القارة الإفريقية. وهو يرى أن البلاستيك يعتبر رمزاً عالمياً يجسّد العولمة. ويحاول ديبا، عبر ابتكار جماليات جديدة، فهم نظام يؤثّر فيه الفائض المادّي، الناجم عن مجتمع صناعي سريع الحركة، تأثيراً مستمراً في العلاقة بين الجسم والمساحة المحيطة به. وتتّضح مفاهيم الكثافة والترتيب والاضطراب، التي يشكّل جزءاً من الأسلوب الاستكشافي الذي يتبعه ديبا، في لوحات الوسائط المتعدّدة مثل العمل "إنڤاهيسيوس 2" (2012)، حيث يجري التعبير عن الكمّ والتعداد والتعقيد بمواد مختارة. كان كل من أبوالنجا وديبا وراديميير قد التقوا في عدة مناسبات خلال السنوات القليلة الماضية في السنغال ومصر، وناقشوا خلال لقاءاتهم إمكانية عرض أعمالهم الفنية في معرض واحد، منطلقين من التنوّع الثقافي المشترك في القارة الإفريقية. "يحدث الآن" هو معرض يخوض من أوجه متعدّدة في أعماق التنوّع والقوّة المميِّزَين للثقافة الإفريقية.