زهرة جازان المسكينة، التي اغتالتها يد الفساد والإهمال؛ حيث نقلوا للطفلة دماً ملوثاً بفيروس الإيدز في أحد مستشفيات وزارة الصحة، التي تحظى بدعم وافر من ميزانية بلادي! "رهام" قد تكون ابنتي أو ابنتك، قريبتي أو قريبتك.. فبأي ذنب سلبوها أغلى ما تملك، ومحوا الابتسامة من محياها ومحيا ذويها؟!
هل ذنبها أنها نشأت في مكان فقير، لم تصل إليه الرفاهية والرعاية في بلادي؟
هل لأنهم يعلمون ضَعف قوتها وقِلَّة حيلتها فقتلوها بدم بارد، ثم خرجوا ببياناتهم الهزيلة؛ ليطمئنوا المجتمع - بأسطوانتهم المعتادة - بأنه سيتم إيقاع أقصى العقوبة بحق مَن تثبت إدانته؟!
لقد أضاعوا مستقبلها، وأدخلوا الحزن والكآبة على أسرتها، وأدخلوا الرعب في قلوب المواطنين.. فما الضامن من عدم تكرار قصة "رهام"؟ بل كم من فاجعة وقعت وتقع، بطلها الفساد والإهمال، ولا ندري عنها؟
إن قضية "رهام" لتصفع بشدة كل مسؤول يتحدث عن أن الأمور على ما يرام، وأننا نضاهي أرقى الدول في تطبيق أنظمة الجودة.
قد ينسبون الكارثة إلى إهمال أحد الفنيين، أو الممرضين، ولكن مَن المسؤول عن توظيف هذا المهمل المستهتر؟ ومَن المسؤول عن مراقبته؟ ومَن... ومَن....؟
هل سنرى محاسبة علنية وأحكاماً رادعة لكل من تسبَّب في هذه الكارثة؛ لوقف العبث بأرواح البشر؟ فلا بد أن يُعلم أن رهام ليست أرخص من أبناء أي مسؤول أو رجل أعمال في السعودية. رهام - يقيناً - ليست الأولى في مسلسل الإهمال والآلام.. لكن نرجو أن تكون قضيتها سبباً في وقف مسلسل الرعب في مستشفياتنا ومسلسل الفساد في بلادنا؟ * محمد المعدي .