حملت «مطوية» صادرة أخيراً عن إحدى «إدارات التعليم» في السعودية، «المعلم» و«المعلمة» أسباب وجود ظاهرة «العقاب» في المدارس، مرجعةً ذلك إلى خلل في صفاته الشخصية من عدم اتصافه بالرحمة والصبر والحلم أو جهله بالأساليب التربوية وكيفية التعامل مع الطلاب والطالبات. وبحسب «المطوية» التي أعدها عدد من مشرفي قضايا شاغلي الوظائف التعليمية فإن الطلاب والطالبات يتحملون أسباب وجود ظاهرة «العقاب» ولكن بالدرجة الثانية لعدم انضباطهم في الصف. وعرفت العقاب في المدارس على أنه إجراء يقوم به المعلم لإحداث ألم نفسي أو جسدي في المتعلم نتيجة سلوك خاطئ صدر منه، مشيرةً إلى أن العقاب يشيع استخدامه في المجال التربوي بصورة تجعل منه إشكالية كبيرة تواجه المجتمع بأسره. في المقابل، قسمت العقاب في المجال التربوي إلى نوعين، عقاب بدني يتم بإحداث الألم الجسدي كالضرب ونحوه، وهو عقاب مرفوض تماماً في المجال التربوي، معنوي وهو من خلال إحداث الألم النفسي، ويندرج تحت هذا النوع العديد من الأساليب كحرمان المعاقب مما يحب أو الإعراض عنه، أو التعبيس في وجهه، أو حسم الدرجات، أو التفريق بين الأصدقاء في مقاعدهم وغيرها. وحددت «المطوية» الأضرار الناتجة من استخدام العقاب البدني على الطلاب والطالبات منها: أن الضرب يولد في داخلهم كراهية المعلم أو المعلمة، ويجعل العلاقة مبنية على الخوف، ويزيد من حدة العناد والعدوانية لدى الطلاب والطالبات، إضافة إلى أنه يغلي مبدأ الحوار والمناقشة ويضيع فرص التفاهم بينهم، ويبعد الطلاب والطالبات عن تعلم مهارات حياتية مثل فهم الذات والثقة والطموح والنجاح، وكذلك يقوي دوافع السلوك الخارجية على حساب الدافع الداخلي الذي يعتبر الأهم نفسياً ودينياً. ونبهت إلى أن كل من يمارس العقاب بمختلف أنواعه ويخالف تعليمات وزارة التربية والتعليم، تتخذ بحقه عقوبات تربوية وإدارية تؤدي إلى إبعاده عن العمل التربوي وتحويله إلى عمل إداري، مطالبةً المعلم والمعلمة بالتفكير في الهدف من العقاب الذي سيستخدمه وجدواه، وأن يكون مناسباً لنوع الخطأ حتى لا يشعر الطالب والطالبة بالظلم، مع مراعاة الفروق الفردية في العقاب.