وجد الفنانون الشباب فرصتهم الحقيقية في تشكيل ورسم أسماء الله الحسنى، بعد أن كانت موهبتهم التي تعرف ب(فن الشارع) محصورة على الرسومات الجدارية التي كان ينظر إليها الآخرون كنوع من (الشخمطة) وتشويه المنظر العام، هذه المواهب الشابة والأفكار الإبداعية احتوتها بعض الأيدي التي تقدر قيمة الفن وتنظر إليه كنوع من الإبداع غير المحدود، حيث قاموا بتوظيف هذه المواهب في تشكيل المنظر العام بالرسومات الجمالية. وشارك فنانو "الجرافيتي" في مسابقة "الحسنى 99" التي نظمتها الفنانة التشكيلية فاطمة باعظيم بالتعاون مع مجمع الرد سي مول بجدة، لمدة خمسة أيام حيث يتنافس الفنانون على كتابة أسماء الله الحسنى على جدار مساحته 1500متر، بمشاركة خطاط الحرم المكّي إبراهيم العرافي ومجموعة من الخطاطين ليساهموا في تنمية أداء المشاركين من المواهب الواعدة من المبدعين الصغار في فن الخط وتحفيز الزوار على تنمية ثقافة الخط العربي. وقد كان من المستغرب أن يقدم فنانو "الجرافيتي" مهاراتهم لرسم لوحة كبيرة تحمل أسماء الله الحسنى، كما لم يخطر في بال كثير منهم أن يأتي اليوم الذي يرسم فيه اسم من أسماء الله الحسنى بشكل جمالي من خلال هذا الفن، وقد اعتبر احد المشاركين أن مشاركته في المسابقة لم يكن الغرض منها الفوز فيها، وقال الفنان محمد باجبير "قررت المشاركة في المسابقة بعد أن أعجبت بفكرتها، وقد سبق لي أن شاركت في مسابقات متفرقة وكنت أطمح للفوز بالجائزة، غير أني في هذه المسابقة حرصت على المشاركة لأتشرف برسم لوحة جمالية تحمل اسم الله جل جلاله". من جهتها، اعتبرت الفنانة التشكيلية فاطمة باعظيم أن تنظيم مسابقة "الحسنى 99" كان حلماً وتحقق اليوم، وقالت باعظيم أن فكرة هذه المسابقة راودتني منذ فترة "لكن عدم وجود الإمكانيات وصعوبة الحصول على الموافقات والدعم للمشروع حرمتني إقامتها طوال الفترة السابقة". وأكدت باعظيم أن فناني "الجرافيتي" من فئة الشباب محرومون من تنظيم الفعاليات الرسمية لهم، وقالت: "قد يشارك بعض فناني الجرافيتي في بعض المسابقات الكبيرة، لكنك إذا نظرت إلى جوائز المسابقة فلن تجد جائزة تختص بفن الجرافيتي"، مشيرة إلى أن هذه المسابقة محصورة على فئة الشباب فقط كنوع من تقديم الدعم لهم والإشادة بأعمالهم الفنية التي سيكون لها شأن في المستقبل القريب إن شاء الله. وقد شارك في المسابقة الشباب والفتيات وحتى الأطفال، إلا أن عزوف الفتيات كان واضحاً من خلال عدد المشاركات في المسابقة اللاتي تواجدن في الساحة المخصصة للرسم، كما أن كثيراً من الفتيات اللاتي سجلن في المسابقة عبر الانترنت لم يحضرن للمشاركة، ويعود السبب، بحسب صاحبة فكرة المسابقة، إلى أن إبداع الشباب في بعض الأعمال أحرجهن من المشاركة والتحدي للفوز بالجائزة