يواصل معرض وسائل الدعوة إلى الله تعالى الخامس عشر الذي تقيمه حالياً وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في منطقة الباحة تحت شعار (كن داعياً) فعالياته المصاحبة له من برامج دعوية، يوم السبت التاسع عشر من شهر رجب 1433ه في مركز المعارض بمدينة الباحة ، حيث سيلقي بمشيئة الله تعالى فضيلة الشيخ الدكتور فالح بن محمد الصغير محاضرة بعنوان : ( العدل والرحمة في حياتنا الاجتماعية ) عقب صلاة المغرب بالقاعة المخصصة بمقر المعرض . وفي إطار البرامج الدعوية للجاليات ، سيلقي - إن شاء الله - الداعية نعيم الرحمن محمد يونس محاضرة باللغة الهندية بعنوان : ( تحقيق شهادة لا إله إلا الله وشهادة أن محمد رسول الله ) بقاعة المحاضرات بمقر المعرض بعد صلاة العشاء . وقد بلغ عدد الزوار الذي استقبلهم المعرض (083ر3) زائراً في يومه الثالث الخميس السابع عشر منه على مختلف فئاتهم التعليمية والعُمرية ، وبذلك يبلغ إجمالي عدد زواره منذ افتتاحه يوم الثلاثاء (502ر12) زائر . وضمن البرامج الدعوية الرئيسة للمعرض ألقى معالي الشيخ الدكتور سعد بن ناصر الشثري - عبر النقل المباشر بالصوت والصورة من مدينة الرياض إلى مقر المعرض بالباحة- محاضرة بعنوان : (التقليد والتعصب في ميزان الشريعة استهلها قائلا : إن الناس على قسمين ، القسم الأول من يأخذ الأحكام الشرعية من الأدلة مباشرة لأنه مؤهل لذلك ، وهناك صنف آخر من الناس ليس لديه أهلية لأخذ الأحكام من الأدلة وهؤلاء يجب عليهم التقديم في الرجوع إلى علماء الشريعة وفي سؤالهم عما يشكل على الناس من المسائل الفقهية ، وهناك صنفان الصنف الأول أهل الذكر وهم الذين يسألون ، والصنف الثاني ليس من أهل الذكر فهؤلاء يسألون أهل الذكر . وأبان معاليه أن التقليد في لغة العرب يؤخذ من التعليق ولذلك يقولون قلادة وهي ما يعلق بالعنق والمراد بالتقليد السير على طريقة الآخرين وعند الأصوليون يريدون التقليد الالتزام المكلف في حكم شرعي من ليس قوله حجة في ذاته ، مبيناً أنه إذا نظر الإنسان في النصوص الشرعية ، ونظر لوقائع الناس وجدهم يطلقون لفظة التقليد على عدد من المعاني ، أول ذلك تقليد الأنبياء عليهم السلام ، والسير على طريقهم وهذا مما أمر الله - جلا وعلا - به ، والنوع الآخر من أنواع التقليد هو تقليد الآباء وكثير من الناس يسيرون على طرائق أبائهم وأجدادهم وسائر قرابتهم ، وهذا من الأمور التي تنتشر بين الناس . وأوضح الدكتور الشثري أن تقليد الآباء ينقسم إلى قسمين ، القسم الأول ، آباء على الضلالة ، وهؤلاء من قلدهم فقد ضل سواء السبيل ولم يهدهم إلى الطريق المستقيم , والنوع الآخر التقليد المستأجر ، وهؤلاء الذين يستأجرهم بعض الناس من أجل أن يسيروا على طريقه، وخصوصاً الذين يأخذون المال الحرام ، وهؤلاء عقوبتهم شديدة لأنهم يصدون عن دين الله . واستطرد الدكتور الشثري قائلاً : إن هناك نوع آخر من أنواع التقليد ، وهو التقليد الأعمى الذي لا يفكر الإنسان في ما يقلد , وذلك بأن يأخذ من الأحكام الشرعية وهو ليس بأهلها ، ولا يتفكر في كلام من يتكلم وإنما كلما سمع مقالة طار بها ونقلها ودعا إليها , والنوع الآخر من أنواع التقليد هو تقليد الكفار لأن الشريعة الإسلامية جاءت بالنهي عن التشبه بهم . واستعرض معاليه بعد ذلك أنواع التقليد المذموم الذي يكون بين الرجال والنساء ، وتقليد الاستهزاء يعني أن يقلد الإنسان غيره في حركات أو عمال وهذا تقليد محرم , وقد جاءت الشريعة الإسلامية السمحة بالنهي عن السباب والشتم ، والمراد به إظهار معايب الآخرين والكلام بها عند حضورهم ، مبيناً أن هناك أيضاً أنواع التقليد كتقليد المبتدعة والسير على طريقتهم للبدعة وهي التقرب لله - عز وجل - في ما لا يشرعه رب العزة والجلال ، والنوع الأخير من أنواع التقليد ، وهو التقليد الذي عند الأصوليين وذلك بأن نأخذ بأقوال العلماء وفتاواهم ومن هو الذي يقلٍّد والذي يُقلَّد الذي يسير على أقوال غيره منهم غير مجتهدين ، أما المجتهد يجب عليه أن يعمل باجتهاده ، والمجتهدون يجب عليهم الرجوع إلى القرآن والسنة النبوية المطهرة . وبين معالي الدكتور سعد الشثري - في ختام محاضرته - أن العالم الذي يجب أن نقلّده فيجب أن تتوفر فيه عدداً من الشروط ، فعلماء الشريعة قالوا : هناك خمسة شروط لا بد أن تتوفر في هؤلاء العلماء ، الأول : أن يعرف الأدلة الشرعية بتفاصيلها من الكتاب والسنة والإجماع ، والشرط الثاني : أن يعرف طريقة استخراج الأحكام الشرعية من هذه الأدلة ، والشرط الثالث : أن يعرف مواطن الإجماع والاختلاف ، والشرط الرابع : أن يعرف من لغة العرب ما يمكنه من فهم النصوص الشرعية كتاباً وسنة ، أما الشرط الخامس : وهو العدالة وهو شرط لقبول الآخرين لقوله . وقد قدم القائمون على معرض وسائل الدعوة إلى الله لمعالي الشيخ الدكتور سعد بن ناصر الشثري درعاً تذكارياً باسم المعرض تقديراً وعرفاناً لمعاليه لمشاركته في البرنامج الدعوي الرئيس للمعرض ولجهود الدعوية التي يبذلها ، عقب ذلك قام معاليه عبر النقل المباشر بالصوت والصورة من مدينة الرياض إلى مقر المعرض بالباحة بتلقين الشهادتين لعشرين فرداً من الجالية الفلبينية العاملة في المنطقة من مختلف الأعمار و المستويات التعليمية. وهنأ معاليه المسلمين الجدد - الذين بلغ عددهم عشرين شخصاً – بمناسبة إسلامهم ، ومتمنياً لهم التوفيق والنجاح في حياتهم الجديدة بعد إسلامهم ، كما شكر معاليه المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بمحافظة العقيق على جهودهم الطيبة للدعوة إلى الله وطلب منهم أن يشكروا الله أن هيأ لهم هؤلاء الأشخاص الذين يرغبون في الدخول في دين الله ، وبدورهم أهدى القائمون بالمكتب التعاوني بمحافظة العقيق المسلمين الجدد مجموعات من الكتب والكتيبات الدينية التي تبين لهم كيفية أداء بعض العبادات كما قدموا لهم شرحاً عن محاسن الإسلام وفضله وأهمية الالتزام بما أمر به الله تعالى في كتابه العزيز ، متمنين لهم حياةً سعيدة في ظل الدين الإسلامي الحنيف .