بعد أن وصفت البنوك السعودية ب "بمصاصي الدماء" كما تصورهم أفلام هوليوود، قوبلت تلك السيدة السعودية التي حضرت جلسة الإسكان بتصفيق حار من الحضور الذين تفاعلوا مع ماطرحته من هجوم ضد تلك البنوك التي اعتبرت أنها تفتقد المسوؤلية الاجتماعية، وأرهقت كاهل المواطنين بالقروض ذات الفوائد العالية. صبا فهد بدا أنها حركت مشاعر المواطنين من الحاضرين في جلسة الإسكان أمس، حيث صب عدد آخر منهم جام غضبه على البنوك السعودية، مطالبين بوضع أنظمة تردعها، وتسهم في خفض فوائد التمويل كما هو موجود في معظم دول العالم. صبا أثارت فضول عدد من الحاضرين حيث علت رؤوسهم أثناء مشاركتها بالحديث للبحث عنها، لكن الساتر الموضوع في الصالة بين النساء والرجال حال دون ذلك، واكتفوا بسماع حديثها الذي بدأته بالقول: "منذ خمسة أعوام وأنا أسمع عن مشكلات الإسكان والتمويل.. الأسئلة هي نفسها تتركز على تكلفة السكن.. لم أر حلولا.. البنوك هي مشكلتنا ويجب التدخل". حديث المرأة أثار كثيرا من الجدل داخل الصالة.. البعض يهمس لزميله ويضحك.. وهنا آخرون معجبون.. وأجانب يبتسمون.. لكن هناك متحدثون في الجلسة بدا عليهم الغضب. أحد المتحدثين قاطع بقوله: "أعتقد أنه حان الوقت الذي يجب فيه على البنوك أن تجد حلولا لمشكلات الإسكان". "الزميلة الاقتصادية" تابعت صبا فهد التي خرجت من القاعة، وبدا أن أحد المتحدثين أثناء خروجه لاحظها وبدأ الحديث بينهما: "المتحدث: وصف مصاصي الدماء للبنوك السعودية لا يليق. ترد السيدة: لم يكن هذا الوصف خطأ.. إنهم أضروا العملاء بفوائدهم وكسبوا كثيراً من ورائهم، ولا نرى من قبلهم حلولا في قضية الإسكان. المتحدث: مهما كان الوصف لا يجب أن تطلقيه في مؤتمر كهذا. السيدة: أعتقد أن ما ذكرته كان منطقياً ويعبّر عن وجهة نظري". احتد النقاش بين المتحدث والسيدة.. وبدا أن الأخيرة دافعت عن رأيها بقوة، ولم يثنها كلام المتحدث الذي لم يرق له طرحها، في حين كانت أعين عدد من الحضور تراقب هي الأخرى المشهد. "الزميلة الاقتصادية" سألت تلك السيدة المختصة في التسويق العقاري والتي فضلت عدم ذكر اسمها: لماذا أنت منفعلة؟ أجابت:"هذا الشخص لا يريدني أن أعبر عن رأيي، وما قلته حقيقة يؤكدها معظم المواطنين.. ما نراه من البنوك السعودية جشع يستحق الحديث عنه، وإذا لم يوافقني الرأي، عليه ألا يصادر رأيي".