انبرى أبناء محافظة الطائف لتجميل التشوه البصري في منطقتي الهدا والشفا الذان يعدان من أبرز المواقع السياحية في المملكة ، وأطلقوا عددا من المبادرات التي تهدف لتجميل الطائف المأنوس ، وتحويله إلى جنة للناظرين عبر العديد من الأنشطة الاجتماعية والاقتصادية والسياحية . ونشط المجتمع المحلي بمعالجة هذا التشوه ، تمهيدا لإحلال الجمال البصري السياحي محل التشوه المتراكم منذ سنوات في الطائف. وأعدت الهيئة العامة للسياحة والآثار خطة تهدف إلى القضاء تدريجيا على هذه الظاهرة عبر حزمة من الأنشطة التنظيرية والتفاعلية بالإضافة لورش عمل مختصة لمعالجة التشوه مع قيادات المجتمع المحلي ورجال الأعمال. وعقدت الهيئة يوم أمس الأحد بالإضافة إلى يوم الأحد القادم ورشتي عمل " السياحة تثري تركز على إيجاد حلول جذرية لمعالجة التشوه البصري الحاصل في الهدا والشفا بمحافظة الطائف. على ذات المستوى تنفذ الهيئة مشروعا لمعالجة التشوه البصري بالتعاون مع أمانة الطائف برأسمال قدره مليون ريال من الهيئة والشركاء. ويتم متابعة هذه المشاريع مباشرة من سمو أمير منطقة مكةالمكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل ، حيث طلب سموه رفع تقرير دوري عن مراحل تنفيذ المشروع. وكان سمو رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز قد زار مؤخرا محافظة الطائف وجال في المواقع السياحية ووجه بتنفيذ الورشة التي يشارك فيها الفاعلين من أبناء المحافظة ، بالإضافة إلى مشاركة القطاع الخاص في تحويل التشوه البصري إلى جمال يوازي " الطائف عروس المصائف". وتعد ظاهرة التشوه البصري قضية تراكمية ناتجة عن تقليد معماري غير مرتبط ببيئة وثقافة المكان ، إضافة لعدم توفر تخطيط حضري طويل الأجل. وتهدف المعالجة البصرية إلى تحسين ألوان المباني مع اختيار وتوزيع قائمة ألوان تتناسب مع البيئة الطبيعية للمحافظة عليها من التشوه البصري. على سياق متصل ينطلق مشروع معالجة التشوه البصري وتحسين ألوان المباني تجريبيًا لأول مرة في منطقة وادي ذي غزال في مدينة الطائف . ومن المنتظر أن تكون الطائف غابة لونية لافتة للأنظار كما هو الحال في معظم المدن السياحية في العالم التي تتمايز بمعالمها التي اكتسبتها من ثقافتها وبيئتها المحلية . وكان رجال الأعمال في المحافظة قد تفاعلوا مع إعلان صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس هيئة السياحة والآثار بإنشاء صندوق لمعالجة التشوه البصري في منطقتي الهدا والشفا السياحيتين نتيجة البناء العشوائي والتلوين في المنازل. وقدم عضو الغرفة التجارية الصناعية في الطائف أحمد العبيكان مبلغ مائة ألف ريال دعما للصندوق، كما قدم رجل الأعمال سفر النويشر مبلغ 50 ألف ريال، فيما تنازل منظم مهرجان الورد لهذا العام عيد السواط عن 50 في المائة من دعم الهيئة للمهرجان لصالح الصندوق، كما سيتم دعم الصندوق الذي يرأسه محافظ الطائف ويبلغ رأس ماله مليون ريال من عدد من الجهات الحكومية كمحافظة الطائف، هيئة السياحة، الأمانة، والغرفة التجارية. على ذات السياق أكد أمين الطائف المهندس محمد المخرج أن سير العمل منتظم في عدد من المشاريع الداعمة للسياحة في الطائف ومن أبرزها معالجة التشوه البصري. يشار إلى أن ظاهرة التشوه البصري يمكن معالجتها وفقا لخطط منهجية شاملة ومتكاملة ، بالإضافة لتوظيف العمل الفني بشكليه المجسم والمسطح في العمارة والساحات والشوارع والمداخل المهمة ، إلى جانب طلاء وتجميل الأعمدة والأسقف والجسور وواجهات الأبنية السكنية والخدمية. وتتهيأ الطائف لأن تكون عاصمة السياحة الزراعية والريفية لوجود أرضية جاهزة ، وبيئة محسنة ، وأجواء رائعة في جميع فصول السنة .