يسعى كل من مانشستر يونايتد الإنكليزي وبرشلونة الإسباني إلى حسم التأهل إلى نصف نهائي مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، الثلاثاء 12-04-2011، عندما يستقبل الأول مواطنه تشلسي بعدما هزمه في عقر داره ذهاباً 1-0، ويحل الثاني ضيفاً على شاختار دانييتسك الأوكراني بعدما سحقه 5-1 على أرضه الأسبوع الماضي. ويحارب الفريقان على أكثر من جبهة، إذ يخوض مانشستر نصف نهائي مسابقة كأس إنكلترا أمام مانشستر سيتي السبت المقبل، وهو المرشح الأوفر حظاً لحصد لقبه التاسع عشر في الدوري المحلي، في حين يخوض برشلونة نهائي مسابقة الكأس الأسبوع المقبل ضد غريمه ريال مدريد، كما يتقدم على الأخير بفارق 8 نقاط في الدوري المحلي. وكان "الشياطين الحمر" حققوا فوزهم الأول على ملعب تشيلسي منذ عام 2002 بهدف وحيد لولدهم الذهبي واين روني في الشوط الأول من مباراة الذهاب. ويدرك مدرب مانشستر يونايتد السير الاسكتلندي أليكس فيرغسون أن مباراة الرد على ملعب "أولد ترافورد" لن تكون سهلة أبداً، خصوصاً أن تشيلسي فقد جميع أوراقه هذا الموسم. وسيسعى تشيلسي الذي بلغ ربع النهائي للمرة السادسة في المواسم الثمانية الأخيرة، إلى تحقيق ثأره من "الشياطين الحمر"، أبطال 1968 و1999 و2008، الذين كانوا حرموا الفريق اللندني من الفوز باللقب المرموق للمرة الأولى في تاريخه بالفوز عليه في نهائي 2008 بركلات الترجيح بعد تعادلهما 1-1 في الوقت الأصلي على ملعب "لوجنيكي" في العاصمة الروسية موسكو، بعد أن أهدر القائد جون تيري ركلة ترجيحية شهيرة أمام مرمى الحارس الهولندي ادوين فان در سار. وتأتي مباراة الغريمين الإنكليزيين في فترة يحلق فيها يونايتد في الدوري المحلي وبات قريباً من حصد لقبه التاسع عشر والانفراد بالرقم القياسي في عدد مرات إحراز اللقب أمام ليفربول (18 لقباً). ويبتعد "الشياطين" الحمر بفارق سبع نقاط عن آرسنال أقرب منافس لهم (مع مباراة مؤجلة للأخير)، بعد أن حققوا فوزاً سهلاً على فولهام 2-0 في الدوري، في حين حقق تشيلسي فوزاً باهتاً على ويغان بهدف وحيد للفرنسي فلوران مالودا، وهو يحتل المركز الثالث في البرميير ليغ التي أحرز لقبها الموسم الماضي، بفارق 11 نقطة. ويعتبر تشيلسي في العامين الأخيرين من أبرز العقد لدى فيرغسون، حيث فاز 3 مرات متتالية، بينها مواجهات حاسمة في الموسم الماضي، ومواجهة قوية في الموسم الحالي في الدوري انتهت لمصلحة الفريق اللندني 2-1 تعرض بعدها فيرغسون للإيقاف خمس مباريات لانتقاده بشدة حكم المباراة مارتن أتكينسون، لكنه أعاد يونايتد إلى سكة الفوز في مباراة الذهاب التي شهدت أيضاً مطالبة تشيلسي بركلة جزاء في أواخر المباراة. وسيفتقد تشيلسي أحد نجومه الصاعدين بقوة هذا الموسم، وهو المدافع البرازيلي دافيد لويز غير المخول بتمثيل تشيلسي في دوري الأبطال بعد خوضه المسابقة هذا الموسم مع بنفيكا البرتغالي، بيد أن المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي سيستفيد من خدمات المهاجم الإسباني الدولي فرناندو توريس المنتقل من ليفربول مقابل 50 مليون جنيه إسترليني. ويعتقد كثيرون أن السبب الرئيس لاستقدام توريس بهذا المبلغ الرهيب، هو قدرته على حسم مباريات القمة في دوري الأبطال، وهي المسابقة الكبرى الوحيدة التي لاتزال غائبة عن خزائن النادي منذ استلام الملياردير الروسي رومان ابراموفيتش زمام الأمور في النادي عام 2003. ويقول فيرغسون الساعي إلى لقبه الثالث في المسابقة القارية بعد 1999 و2008: "في هذه المرحلة من الموسم الفوز هو الأهم". وعن صيام توريس بعد 648 دقيقة على قدومه من ليفربول، قال قائد الفريق الدوي جون تيري: "مجرد أن يسجل هدفه الأول يمكنه إزالة الحمل عن كتفيه". أما الإيطالي كارلو أنشيلوتي مدرب تشيلسي وصاحب الخبرة الكبيرة في المسابقة بعد قيادته ميلان الإيطالي لإحراز اللقب مرتين عامي 2003 و2007، فقال: "قد يسجل الهدف الأهم لنا في أولد ترافورد، من يعلم. لكني لا أعلم من سيكون في التشكيلة بعد". وكان تشيلسي فاز على أرض يونايتد 2-1 في الدوري العام الماضي، وبحال كرر النتيجة عينها سيتأهل إلى نصف النهائي، لكن فريقين فقط تمكنا من قلب نتيجتيهما في الأدوار الإقصائية من دوري الأبطال حتى الآن. وبحال تأهل يونايتد سيواجه على الأرجح شالكه الألماني الذي سحق إنترميلان الإيطالي حامل اللقب 5-2 في عقر داره. وفي ضوء المباراة الثانية على ملعب "دونباس ارينا" في أوكرانيا محطة سهلة على الورق للفريق الكاتالوني كي يبلغ الدور نصف النهائي. ويغيب عن برشلونة مدافعه الفرنسي إريك أبيدال لخضوعه لجراحة لإزالة ورم في كبده، والمهاجم بويان كركيتش لإصابته، وصانع الألعاب الدولي اندريس اينييستا لإيقافه، لذلك استدعى المدرب غوسيب غوارديولا الشبان تياغو الكانتارا وأندرو فونتاس والمكسيكي جوناثان دوس سانتوس. وكان برشلونة تابع تألقه في الفترة الرائعة التي يعيشها راهناً وسحق ضيفه شاختار دانييتسك 5-1 على ملعبه "كامب نو" الأسبوع الماضي. ويُتوقع أن يواجه برشلونة مواطنه وغريمه التاريخي ريال مدريد الذي سحق توتنهام الإنكليزي 4-0 في ذهاب ربع النهائي أيضاً. ونجح برشلونة في تحقيق فوزه التاسع على التوالي على أرضه في المسابقة، في حين سقط شاختار بطل الدوري المحلي أربع مرات في المواسم الخمسة الاخيرة والذي يخوض ربع النهائي لأول مرة في تاريخه، للمرة الثانية فقط في آخر 11 مباراة في دوري الأبطال (فاز 9 مرات). وحقق برشلونة فوزه الخامس على شاختار في 8 مباريات مقابل فوزين لخصمه وتعادل واحد. وكان برشلونة فاز على شاختار 1-0 في كأس السوبر الأوروبية عام 2009 في موناكو بهدف من بدرو رودريغيز في الوقت الإضافي، لكن الأوكرانيين فازوا في المواجهة قبل الأخيرة على ملعب "كامب نو" 3-2 في الجولة الأخيرة من دوري المجموعات في موسم 2008-2009، بيد أن النتيجة كانت هامشية لأن بطل الليغا كان ضمن تأهله إلى الدور الثاني وهو واصل مشواره حينها حتى اللقب الثالث في تاريخه. وتابع برشلونة مسلسل انتصاراته المحلية وتغلب على الميريا 2-1، في حين سقط شاختار على أرضه أمام اوبولون كييف 0-1 في الدوري، ليتعرض شاختار لخسارته الأولى على ملعب "دونباس أرينا" الذي يتسع ل51 ألف متفرج منذ افتتاحه في سبتمبر/ أيلول 2009، ما أغضب المدرب الروماني ميرسيا لوشسيكو الذي أرجع الهزيمة إلى "افتقاد التركيز بعد الهزيمة الثقيلة أمام برشلونة". وسيغيب عن شاختار المدافع رافزان رات بسبب الإيقاف، ويحوم الشك حول مشاركة الظهير الكرواتي داريو سرنا لإصابته في مباراة أوبولون.