أكد صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية رفض المملكة القاطع أي تدخل في شؤونها الداخلية بأي شكل من الأشكال، وأيا كان مصدره. وأفاد في رد على سؤال للزمية «عكاظ» حول ما خرجت به الولاياتالمتحدة إثر صدور بيان وزارة الداخلية بحظر المظاهرات، المسيرات، والاعتصامات والدعوة إليها، بالتأكيد على ما أسمته وزارة خارجية واشنطن بحق السعوديين في الاحتجاج السلمي، بوصفه حقا للشعب في ممارسة حرية التعبير «نرفض المزايدة على حرص قيادتنا على مصالح الوطن والمواطنين واحترام حقوقهم، أو التعدي على الثوابت والقيم الإسلامية الحنيفة التي تستند إليها قوانين وأنظمة المملكة، بما في ذلك تلك التي تؤسس مبادئ المجتمع المدني، والهادفة إلى حماية المجتمع والحفاظ على أمنه واستقراره وسلامته من الفرقة والفتن، وهو ما نصت عليه تعاليم الشريعة الإسلامية وأكدت عليه البيانات الصادرة عن كل من هيئة كبار العلماء وسماحة مفتي عام المملكة». وأوضح وزير الخارجية خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده أمس في مقر فرع وزارة الخارجية في منطقة مكةالمكرمة، أن هذه البيانات شددت على ضرورة لزوم مصلحة المجتمع، وعلى أن الإصلاح والنصيحة لا تكونان بالمظاهرات والوسائل والأساليب التي تثير الفتن وتفرق الجماعات، وحرمت بموجبه المظاهرات لمخالفتها الأنظمة المعمول بها، والتي ترتكز على الكتاب والسنة، متابعا بالقول «أرجو أن يكون هذا الموقف واضحا». وفيما يتعلق بظروف تغيير النظام في مصر وتأثيره على عملية السلام، لفت إلى أن هذا الشأن يقرره المصريون واهتمامهم به. وعن موقف دول مجلس التعاون من إقرار أو المطالبة بفرض حظر جوي على ليبيا، أشار سعود الفيصل إلى أن ما نقل عن صدور بيان ختامي عن اجتماع المجلس الوزاري لوزراء الخارجية في الإمارات العربية، ناقش الموضوع ووجد أنه يتعلق بمسؤوليات الجامعة العربية، مستطردا «لذلك أجل إصدار البيان إلى اليوم في اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون في الرياض، ليتسنى له الاتصال حتى يعرف إذا كان هناك من إمكانية داخل المجلس الوزاري للجامعة العربية أم لا». وأشار إلى أنه قد تمت الموافقة على عقد اجتماع الجامعة العربية السبت المقبل، وبالتالي الموضوع سيكون مطروحا هناك للتعاطي معه، موضحا أن المجلس كان غرضه وقف النزيف والحرص على وحدة أراضي ليبيا واستقلالها، وليس له أي غرض كان، وسيطرح الموضوع على مجلس الجامعة. وأضاف أن الخيارات لكيفية الوصول إلى هذا الهدف وهو حماية الليبيين ووقف نزيف الدم. وهذا يقع على عاتق الجامعة العربية والمجلس الوزاري بها. وعما إن كان هناك تصدع في العلاقات السعودية الأمريكية خاصة في تغير مواقف الأخيرة، قال إن ذلك ليس من طرفنا ونحن لم نتدخل في الشؤون الداخلية الأمريكية، ونحن حريصون على هذه العلاقات. وتطرق وزير الخارجية إلى الاحتجاجات التي تشهدها بعض الدول العربية، وإذا كانت تعود إلى خلل في الحكومات أم أنها بإيعاز من الخارج، قال إن التدخل الخارجي واضح، ولكن هل هو السبب الرئيس أم لا، مشيرا إلى أن لكل بلد ظروفه الخاصة، وهناك من يؤمن بنظرية المؤامرة، وأن الأشياء تتم بتحرك خارجي. وأعتقد أن الموضوع مزيج من عوامل عدة وليس عاملا واحدا. وأضاف أنه لا يستطيع أن يقول إن ظاهرة المشاكل تعم كل البلدان، إذ إن هناك تشابها للأحداث، بيد أنه قال إن الربط بينهما يختلف جذريا عن بعضهما البعض. وحول إن كانت هناك أصابع خارجية تحاول العبث بأمن المملكة، أقر سعود الفيصل أن المملكة ليست في حاجة إلى الأصابع الخارجية. وتابع «سنقطع أي أصبع سيأتي إلى المملكة. وأضاف أن أفضل وسيلة للوصول إلى ما يريده المواطن هو الحوار سواء كان المواطن من المنطقة الشرقية، أو الغربية، أو الشمالية. وأقر وزير الخارجية أن مبدأ الحوار خير وسيلة للاحتكام للمسائل الذي يواجهها المواطنون، مشيرا إلى إن أبواب جميع المسؤولين مفتوحة للاستماع للمواطنين، مسترسلا أن التغيير سيأتي عن طريق مواطني هذا البلد وليس عن طريق الأصابع الخارجية. وعما إذا كانت إيران تدعم إثارة الفتن في المملكة، قال: «نأمل من إيران أن تتعامل مع المظاهرات التي تنظم في الداخل الإيراني، مؤكدا أنه لا يوجد في المملكة أية مظاهرات، ولن تقبل الرياض أي تدخل صغيرا كان أو كبيرا». وفيما يتعلق برؤيته لمستقبل العلاقة مع مصر، أوضح أن العلاقات السعودية المصرية استراتيجية وقوية، وأن المملكة تتعامل مع أي إدارة مصرية يختارها الشعب.