من طفولة صعبة عانى فيها أوجاع اليتم والفقر وشظف العيش مع إخوته في قريتهم «فرعة الزوّد» في بني سعد جنوبالطائف، حتى وفاته قبل أيام لواء متقاعدا، عاش اللواء يحيى سرور الزايدي حياة عصامية، كسر فيها التحديات وواجه الصعاب وتغلب عليها، شادا عضده بأخيه مشعل الذي كان أيضا صديقه ورفيق دربه، والذي حقق معه فيما بعد نجاحات كبيرة في المجال التجاري والاستثماري. وفي مقال نشره الأستاذ عطالله الجعيد في الزميلة صحيفة ( مكة ) حيث أوضح أن يحيى بدأ مسيرته من مدينة الطائف التي درس فيها المرحلة الثانوية، ثم تخرج بعدها في كلية قوى الأمن الداخلي. نال ثقة ولاة الأمر، وأصبح مديرا لمرور منطقة مكةالمكرمة برتبة مقدم، لتشهد إدارة المرور في مكة أثناء توليه لها، نقلة نوعية على مستوى الفاعلية والتواصل مع المجتمع، عين بعد ذلك قائدا لقوة الحج والمواسم، ثم مديرا لشرطة منطقة مكةالمكرمة، ثم مديرا عاما للمرور ومستشارا في الأمن العام حتى إحالته إلى التقاعد. برز اللواء يحيى في العمل الأمني عندما كان مديرا لمرور منطقة مكة، وكان يطبق القانون على الجميع دون استثناء، خاصة حول المسجد الحرام، إذ لم تكن تأخذه في الحق لومة لائم، ولمع نجمه في فترة الحج بحسن تنظيم حركة الحجاج والمعتمرين رغم تواضع الإمكانات في ذلك الوقت. كان اللواء يحيى دائما في الميدان، يشرف بنفسه على العمل، حتى عرف عنه أنه طوال أيام شهر رمضان يفطر مع جنود قوى أمن الحرم في كشك صغير أمام باب الملك عبدالعزيز في المسجد الحرام. وأذكر جيدا كما يذكر كثيرون ظهوره بشكل متواتر على القناة السعودية الأولى أثناء مواسم الحج والعمرة، ليقدم رسائله التوعوية وإرشاداته للحجاج والمعتمرين، مستعينا في شرحه بقلمه المعهود يمرره على الخريطة بجانبه. توجه اللواء يحيى بعد تقاعده إلى مجال الأعمال، ليشكل مع أخيه مشعل ثنائية مميزة قل نظيرها في مجال الأعمال، ليحققا نجاحات كبيرة، ومنها عمارة الملكة التي أصبحت فيما بعد أحد معالم مدينة جدة. لم ينس الأخوان مسقط رأسيهما في الطائف، إذ قدما مساهمات كبيرة في مجالات العمل الخيري والإنساني وحتى الأدبي، وقد لعبا أدوارا كبيرة على مستوى أسرتهما الكبيرة، وأسهما في عتق الرقاب، وإطلاق كثير من السجناء المدينين بعد تأدية ما عليهم. كان اللواء متقاعد يحيى الزايدي رحمه الله دائم التواصل مع أصدقائه وأحبابه، ولم تشغله أعماله وضيق وقته عن تفقد أحوالهم وأخبارهم ودعمهم. وأذكر عند تأسيس شركة وج القابضة، عندما كان يرأسها الشيخ صالح كامل يرحمه الله، كنت أقدم حفل انطلاق الشركة، وكان هناك جمع كبير من رجال الأعمال من منطقة مكةالمكرمة، وقد ساهم مشعل الزايدي بمليون ريال، وأثناء تقديم الحفل اتصل مشعل بأخيه اللواء يحيى، الذي ساهم على الفور بمبلغ مليون ريال أيضا. ارتبط اللواء يحيى رحمه الله بحبل متين من الولاء للوطن وطاعة ولاة الأمر، فلم يغب يوما عن المشاركة بالمناسبات الوطنية وتهنئة ولاة الأمر بها، وهو الأمر الذي ما زال يسير عليه أخوه الشيخ مشعل الزايدي وأبناء اللواء يحيى رحمه الله، الذين قدموا التهنئة لولاة الأمر في ذكرى بيعة تولي الأمير محمد بن سلمان ولاية العهد، رغم أنهم ما زالوا في حالة عزاء بوالدهم. أخيرا، من الصعب الإحاطة بمناقب اللواء يحيى سرور الزايدي وسجاياه ومسيرته الحافلة بأسطر معدودة، لكن سيرته العطرة تشهد وذكره الطيب سيبقى خالدا بما قدمه للوطن وفي أعمال الخير والمجال الإنساني، وتعازي الحارة للشيخ مشعل سرور الزايدي وإخوته مطلق وسعد ومنصور ونافع وأبنائهم، وأبناء الفقيد محمد ومشعل وسلطان. رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته وإنا لله وإنا إليه راجعون.