أعلنت، اليوم الأربعاء، كل من شركة أرامكو للتقنية، التابعة لأرامكو السعودية، وشركة مازدا، والمعهد الوطني لعلوم الصناعة والتقنية المتقدمة باليابان، تدشين برنامج للبحوث التعاونية لتطوير محركات وقود متقدّمة، وإدخال تحسينات كبيرة على كفاءتها؛ بهدف الحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. ويُتوقع أن يكتمل عمل البرنامج المشترك في السنة المالية 2020م، مع استمرار إسهامات الباحثين من الأطراف الثلاثة في تطوير تقنياته. وتعليقًا على تدشين هذا البرنامج التقني المتقدّم، قال كبير الإداريين التقنيين في أرامكو السعودية، المهندس أحمد الخويطر: "إن بحوثنا التعاونية مع شركة مازدا والمعهد الوطني لعلوم الصناعة والتقنية المتقدمة تؤكد التزامنا بتقديم حلول تقنيّة متقدّمة يكون لها تأثير بالغ على المشكلات التي نواجهها على أرض الواقع، خاصّة فيما يتعلق باستدامة حيوية التنقل مستقبلًا بأسعار مناسبة". وأضاف "الخويطر" أن "تقنيات المحركات الجديدة ستستمر في إثبات أن محرك الاحتراق الداخلي سيظل هو الأكثر كفاءة من حيث التكلفة، فضلًا عن قدرته على الحدّ من انبعاثات الغازات التي تسبّب الاحتباس الحراري من قطاع النقل، مع إمكانية الخروج بنتائج هائلة". وفي إطار هذا التعاون، تُسهم أرامكو السعودية في توفير نوعٍ جديدٍ من الوقود ذي محتوى كربوني منخفض، فيما تقدّم شركة مازدا نموذجًا أوليًا لمحرك متقدّم عالي الكفاءة، قائم على تقنيات "سكاي أكتيف"التي تمتلكها. فيما تتم جميع اختبارات وتطوير الأعمال البحثية بالمقر الرئيس للمعهد الوطني لعلوم الصناعة والتقنية المتقدمة في العاصمة طوكيو. ويشتمل البرنامج على تقييم لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون بدءًا من البئر وصولًا إلى السيارة من خلال نمذجة المصافي، واختبار المحركات، ودراسة خصائص رذاذ الوقود، ومحاكاة ديناميكيات السوائل الحسابية. ومن بين الفوائد التي يُتوقع أن تحققها هذه المنهجيّة تقديم نظرة شاملة للأثر البيئي لمحركات الاحتراق الداخلي. وظلّت أرامكو السعودية تكرّس جهودها بكثافة على مدى أعوام في التطوير المشترك لأنواع الوقود، وبحوث المحركات كجزء من برنامجها لابتكار تقنيّات رائدة في قطاع النقل على المستوى العالمي. كما تدعم الشركة تقنية الإشعال بضغط البنزين بوصفها تشكّل مسار تطوير مُجدٍ لتحقيق مستويات عالية من كفاءة الوقود مع الحد من الانبعاثات، وتطوير تركيبات جديدة للوقود من شأنها أن تكون عنصرًا مكمّلًا لمفهوم تطوير هذا النموذج من المحركات، علمًا بأن مفهوم الإشعال بضغط البنزين، الذي يُعد المشروع الرئيس ضمن هذا البرنامج البحثي، سيسهم في الحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة تتراوح بين 25 و30% مقارنة بمحركات البنزين العاملة بشمعات الإشعال التقليدية على أساس التقييم من البئر إلى السيارة. ويعتمد النموذج الأولي للمحرك المتقدّم الذي طورته شركة مازدا على تقنية اشتعال بالضغط فائقة التوفير للوقود. يُشار إلى أن تقنيات وقود محركات الإشعال بضغط البنزين التي تطوّرها أرامكو السعودية، وتقنيّات المحركات التي تطوّرها "مازدا"، تكمّل بعضها، علمًا بأن وقود محركات الإشعال بضغط البنزين يتميّز بمحتواه الكربوني المنخفض، وارتفاع قيمته الحرارية مقارنة بوقودي الديزل والبنزين التجاريين. وتنتج هذه المحركات، فائقة التوفير للوقود، كمّيات أقل من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون مقارنة بمحركات البنزين التقليدية. وتأمل الشركتان بأن يُسهم دمج تقنيتي المحرك والوقود في خفض انبعاثات الكربون من البئر إلى السيارة بصورة كبيرة. وترى كل من أرامكو للتقنية و"مازدا" والمعهد الوطني لعلوم الصناعة والتقنية المتقدمة في هذا التعاون نموذجًا يحمل آفاقًا هائلة لتحسين مستويات كفاءة محركات الاحتراق الداخلي بصورة اقتصادية، مع الحد من انبعاثات الغازات التي تسبّب الاحتباس الحراري. ويأتي هذا التعاون تجسيدًا للهدف الاستراتيجي بإيجاد حلول فعليّة للحدّ من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، مع أخذ إجمالي الانبعاثات بالاعتبار، وتقديم مستويات أداء للمحركات وأنواع الوقود تتسم بالكفاءة والموثوقية.