بالتعاون مع عدد من الجهات صدر عن النادي الأدبي الثقافي بالطائف الجزء الأول من كتاب (ملامح من التراث العمراني في محافظة الطائف) للدكتور محمد قاري السيد، والذي يأتي إصداره بمناسبة انعقاد المؤتمر الدولي الأول للتراث العمراني في الدول الإسلامية بالرياض مؤخرا. وافتتح الإصدار بإهداء إلى الدكتور ناصر بن علي الحارثي –يرحمه الله- الذي قدم للمكتبة العربية مراجع متميزة في الآثار والتراث وأمضى سنين طويلة في خدمة البحث الأثري الأصيل. فيما ذكر محافظ الطائف فهد بن عبد العزيز بن معمر في كلمة افتتاحية للكتاب إن الطائف كان لها ولا تزال نصيبا وافرا من التنمية والتطور الذي تعيشه المملكة في مختلف المجالات في ظل قيادة رائد النهضة المباركة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده وسمو النائب الثاني –يحفظهم الله- حتى غدت الطائف واحدة من أكثر محافظات ومدن المملكة تطورا ونماء. وأشار إلى أن تاريخ الطائف الموغل في القدم يؤكد الدور الكبير الذي لعبته الطائف عبر العصور المتعاقبة في كافة المجالات ومنها المجال المعماري والعمراني الذي تعود بداياته –كما تشير كتب التاريخ- إلى سور الطائف الذي بنته ثقيف حول طائفها قبل الإسلام، وحتى ظهور معالم بارزة من التراث العمراني تجلت بوضوح من خلال كتابات المؤرخين والرحالة الذين زاروا الطائف وأفردوا لها في كتاباتهم ما يعكس لهذه دورها في العمار العربية والإسلامية. من جانبه أكد رئيس مجلس إدارة النادي الأدبي الثقافي بالطائف حمّاد بن حامد السالمي أن تبني النادي الأدبي لطباعة هذا الإصدار بالتعاون مع جهات أخرى، يأتي في إطار الشراكة الثقافية التي فتحها النادي مع جهات عدة منها المحافظة والهيئة العامة للسياحة والآثار والأمانة والغرفة التجارية ومجلس التنمية السياحية، وأشار إلى أن صدور الجزء الأول من كتاب (ملامح من التراث العمراني في محافظة الطائف) يأتي بمناسبة انعقاد المؤتمر الدولي الأول للتراث العمراني في الدول الإسلامية، الذي رعاه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود –يحفظه الله- بالرياض، وامتدت فعالياته لتشمل كافة مدن ومحافظات المملكة، مشيرا إلى أن السياحة الثقافية قد برزت في الآونة الأخيرة كواحدة من أهم الأنماط السياحية، كما أن التراث العمراني يعد واحد من أهم عناصر هذا النمط الذي تحتفظ الطائف بمقومات فريدة تساعد على نموه بدرجة قد لا تتوفر في أي مكان آخر. ولفت إلى أن النادي وكعادته في استضافة العديد من الأنشطة التراثية فإنه يجدها فرصة للتعريف ببعض ما تضمه الطائف من تراث عريق من خلال هذا الإصدار الذي يسلط الضوء على جوانب من التراث العمراني في الطائف، ليصبح إضافة إلى ما صدر عن المحافظة من كتب وإصدارات أسهم فيها عدد من أبناء المحافظة الذين أنه من الواجب الاهتمام بهذا الإرث العظيم الذي يعكس تاريخاً مجيدا لهذه المحافظة الجميلة. فيما أشار مؤلف الكتاب، المدير التنفيذي لجهاز التنمية السياحية بالطائف الدكتور محمد قاري السيد إلى أن المؤتمر الأول للتراث العمراني في الدول الإسلامية المنعقد في الرياض برعاية خادم الحرمين الشريفين –يحفظه الله- كان الدافع لإصدار هذا الكتاب الذي لم تبخل العديد من الجهات مع نادي الطائف الأدبي الثقافي بالطائف في رعايته ليكون باكورة عمل متواصل ينقل بالصورة والكلمة تراث الطائف المعماري. هذا وقد اشتمل الإصدار على ستة أبواب تناولت موقع الطائف وجغرافيته والنشاط السكاني والتطور العمراني ونماذج من العمارة الإسلامية والعمارة التي اندثر معظم معالمها ونماذج أخرى من العمارة المائية، كما ركز الكتاب على تعريف المخططين والمصممين والمستثمرين بأساليب البناء التقليدي الرائع، كما تضمن الكتاب على نماذج فريدة من الصور الفريدة.