أعرب الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس باسمه واسم أئمة وخطباء وعلماء ومدرسي الحرمين الشريفين ومنسوبي الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي عن استنكاره للحادث الإجرامي والهجوم الإرهابي الذي استهدف المصلين أثناء أداء صلاة الجمعة في بيت من بيوت الله بمحافظة الأحساء. وعدّ كل ذلك إجراماً وفساداً وعدواناً وإرهاباً وطغياناً مستشهداً بقوله تعالى "وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ"، وقَوْلُهُ تَعَالَى "وَمَنْ يَقْتُل مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيمًا"، وقوله صلى الله عليه وسلم "لزوال الدنيا بأسرها أهون عند الله من قتل رجل مسلم". ودعا الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي إلى تقوى الله عز وجل والحذر من أعمال العنف والجرائم الإرهابية والتي هي من الشر العظيم الذي يُهدد أمن المجتمعات واستقرارها وهذه الأفعال الشنيعة والأعمال الإرهابية التي هي خديعة أعداء الإسلام بهذه الوسائل الإجرامية التي جعلوا بلاد المسلمين ميداناً لتجربتها فيهم, لا سيما بلاد الحرمين الشريفين. وبين أن الدماء التي تراق دون وجه حق وبلا سبب شرعي إنما هي ظلم وعدوان وإرعاب وإرهاب ومسالك جاهلية وقد جاء في الحديث "لَا يَزَالُ الْمَرْءُ فِي فُسْحَةٍ مِنْ دِينِهِ مَا لَمْ يُصِبْ دَماً حَرَاماً"، مشدداً على أن الشريعة الغراء جاءت لحفظ الدماء وتعظيم شأنها. وأهاب بالجميع الحذر من هذه المسالك الضالة, وتحقيق الأمن بجميع صوره لاسيما على الأنفس والأبدان، مشدداً على خطورة استهداف بيوت الله والمساجد ودور العبادة والمصلين بمثل هذه الأعمال الشنيعة فحق المساجد عمارتها وصيانتها وتجنيبها كل ما يخل برسالتها فضلاً أن تجعل مكاناً للجرائم والموبقات وعدم مراعاة حرمة المكان والزمان قال تعالى "وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ"، كما تسببه من تعريض أمن بلاد الحرمين الشريفين للعبث والفوضى وخرق وحدة شعبه بتصرفات تجسد الفرقة وتذكي الطائفية وتخالف ما سارت عليه هذه البلاد المباركة منذ عهد الإمام المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبد الرحمن آل سعود - رحمه الله -. وأكد الدكتور السديس أن هذه الأعمال الإرهابية لن تزيد لحمتنا إلا قوة, ومتانة وحدتنا إلا استقراراً وصلابة, وستتهاوى بإذن الله سهام الإرهاب أمام صخرة وحدتنا وتماسكنا قيادةً وشعباً. ودعا للمتوفين بالرحمة والمغفرة والرضوان، كما دعا للجرحى بالشفاء والعافية ولولاة الأمر ولأهل المتوفين بحسن العزاء وجبر المصاب وإلهام الصبر والاحتساب وعظم الأجر والمثوبة وأن يحفظ الله بلادنا من عدوان المعتدين وإرهاب الحاقدين المتربصين وأن يديم علينا وعلى بلادنا وبلاد المسلمين الأمن والأمان والاستقرار والاطمئنان إنه سميع مجيب.