انتقدت روسيا الجمعة قرار السعودية رفض دخول مجلس الامن الدولي، ووصفت الحجج التي قدمت في هذا الاطار في خضم الازمة السورية بأنها “غريبة جدا”. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان “نستغرب هذا القرار غير المسبوق للسعودية”، مضيفة ان “حجج المملكة تثير الحيرة. ان المآخذ على مجلس الامن في اطار الازمة السورية تبدو غريبة جدا”. واضاف البيان ان “المملكة العربية السعودية بقرارها اخرجت نفسها من الجهود المشتركة في اطار مجلس الامن للحفاظ على السلام والامن الدوليين”. وتعتبر روسيا الحليف الدولي الرئيسي للنظام في سوريا، وهي تتهم السعودية بدعم المجموعات المعارضة في سوريا المرتبطة بالقاعدة. وكانت الرياض رفضت الجمعة القبول بعضوية مجلس الامن احتجاجا على “عجز” هذه الهيئة وفشلها في حل النزاعات في الشرق الاوسط وخاصة في سوريا. ومن جانب آخر اعلنت وزارة الخارجية الفرنسية الجمعة تعليقا على رفض الرياض عضوية مجلس الامن، ان فرنسا تشاطر العربية السعودية “احباطها” ازاء شلل مجلس الامن في مواجهة الازمة في سوريا. وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية رومان نادال “نشاطر (المملكة) احباطها امام شلل مجلس الامن، الا ان لدينا بالتحديد للرد على ذلك اقتراحا اصلاحيا لحق الفيتو”. وكانت فرنسا عرضت في ايلول/سبتمبر عدم استخدام اعضاء مجلس الامن الدائمين (الولاياتالمتحدةوفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين) لحق الفيتو في حال حصول “مجازر واسعة”. وانتخبت السعودية الخميس للمرة الاولى عضوا غير دائم في مجلس الامن قبل ان تعلن الجمعة رفضها الدخول اليه بسبب “عجز” المجلس وخصوصا في تسوية النزاع السوري. وذكر نادال بانه “طيلة عامين ونصف عام، لم يتمكن مجلس الامن من اتخاذ قرار بشان سوريا”. وقد استخدمت روسيا والصين، وهما اثنتان من خمس دول دائمة العضوية في مجلس الامن، حقهما في الفيتو لتجميد صدور قرارات تدين النظام السوري وكان يمكن ان تشرع تدخلا عسكريا دوليا في هذا البلد. وذكر رومان نادال ايضا بانه اثناء الجمعية العامة للامم المتحدة في نهاية ايلول/سبتمبر في نيويورك، عرض الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند اصلاحا “دون تعديل شرعة (الاممالمتحدة) يؤدي الى الحد التلقائي من استخدام حق الفيتو من قبل الاعضاء الدائمين”. وبحسب الاقتراح الفرنسي، عندما يكون امام مجلس الامن اتخاذ قرار بشان حالة “مجازر واسعة”، يتعهد الاعضاء الدائمون بالعدول عن استخدام حقهم في الفيتو. وعلى الامين العام للامم المتحدة وبعد طلب يقدم اليه من خمسين دولة عضوا على الاقل، ان يتخذ القرار حول طبيعة المجزرة. وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية ايضا “انه رد بسيط سيسمح بتعزيز فعالية مجلس الامن، ولا شك ايضا شرعيته وقدرته على الاضطلاع بمسؤولياته في حفظ السلام والامن الدوليين”. وتدعم باريس من جهة اخرى مشروع توسيع مجلس الامن الدولي في عملية اصلاحية عميقة مرتقبة منذ سنوات لكنها تستدعي تعديلا في شرعة الاممالمتحدة. ولتوضيح قرارها بعدم قبولها الدخول الى مجلس الامن، اخذت الرياض على مجلس الامن فشله خصوصا في حل القضية الفلسطينية منذ 65 عاما والنزاع السوري وجعل الشرق الاوسط خاليا من اسلحة الدمار الشامل.