ذكرت مجلة (دير شبيجل) الألمانية الخميس أن وكالة الاستخبارات الخارجية الألمانية ترى أن قوات الرئيس السورى بشار الأسد نجحت فى الفترة الأخيرة فى استعادة سيطرتها على الأرض ونقلت المحنة التى مرت بها قبل عام إلى قوات المعارضة. وقالت المجلة - فى تقرير بثته على موقعها الإلكترونى - إن المخابرات الألمانية غيرت من نظرتها تماما للحرب الأهلية المندلعة فى سوريا، حيث باتت تعتقد بأن القوات الموالية للرئيس السورى تمر حاليا بفترة من الاستقرار لم تمر بها منذ اندلاع الانتفاضة السورية، وأن الجيش النظامى لديه القدرة حاليا للقيام بعمليات ناجحة ضد القوات المعارضة. وأضافت أن رئيس وكالة الاستخبارات الخارجية الألمانية جيرهارد شيندلر قد أعلن فى اجتماع سرى لمجموعة من السياسيين العاملين بالوكالة التقييم الجديد للموقف فى سوريا، موضحا أن المعارضة السورية تمر بظروف عصيبة مقابل استعادة نظام الأسد للسيطرة والاستقرار. وأشارت المجلة إلى التحول الذى رصدته المخابرات الألمانية فى الشأن السورى، ففى صيف العام الماضى أعلن شيندلر لمسئولين بالحكومة الألمانية وأعضاء بالبرلمان توقعه بأن يسقط نظام الأسد فى وقت مبكر من العام الجارى كما أكد رؤيته تلك فى أكثر من مناسبة ومقابلة إعلامية، موضحا أن وضع الإمدادات العسكرية غير المنتظمة لقوات الأسد. آنذاك وأعداد المنشقين المتزايدة بين صفوف ضباط الجيش السورى قد تعجل بما أطلق عليها "مرحلة سقوط النظام" فى دمشق. غير أن المخابرات الألمانية خلال العام الأشهر الماضية رصدت تحولات دراماتيكية فى واقع الحرب فى سوريا، وهو ما ظهر فى عرض شيندلر خلال الاجتماع السرى للواقع الجديد، فقد نجحت قوات الأسد فى إقامة خطوط إمداد حيوية لضمان وصول كميات من الأسلحة والمواد الأخرى اللازمة للقتال إلى مواقع تواجدها، كما نجح النظام السورى فى توفير الوقود اللازم للدبابات والطائرات بعد أن كان عدم توافره يمثل أزمة حقيقية للجيش النظامى فى مرحلة سابقة. ووفقا للمخابرات الألمانية، فإن الوضع الراهن فى سوريا لا يسمح لقوات الأسد بصد هجمات المعارضة فحسب، بل إن الجيش النظامى يمكنه أيضا استعادة بعض المواقع التى استولت عليها المعارضة فى وقت مضى، ورغم أن الجيش السورى ليس بالقوة التى تمكنه من إلحاق الهزيمة بالقوات المعارضة حاليا، إلا أنه قادر على الحفاظ على الوضع الحالى ومنع المعارضة من الاستيلاء على المواقع التى يسيطر عليها.