على الرغم من عدم توافر ميزانية خاصة للمكفوفين، في محافظة الطائف، إلا أنهم أصروا على اقتحام عالم التقنية الحديثة، واستخدموها كالمبصرين تماماً، إن لم يكونوا أفضل منهم، حيث تجلى ذلك في معمل للحاسب الآلي، عمدت إدارة مدرستهم، ومسؤولو التربية الخاصة، والمعلمون إلى تأسيسه، ليبادر المكفوفون إلى تعلم استخدام طابعة برايل مع برنامج الوورد، وتقنية تكبير الصفحات، إضافة إلى التقنيات الحديثة الأخرى. ومن خلال جولة ، في معمل الحاسب الآلي الخاص بالمكفوفين في ثانوية الحديبية بالطائف - الذي دشنه أمس عبد الرحمن الصخيري مساعد مدير إدارة التربية والتعليم للشؤون التعليمية بتعليم الطائف - قيام عدد من الطلاب المكفوفين بالتعاطي الاحترافي مع وسائل التقنية، إضافة إلى استخدامهم بواسطة حاسة اللمس للمجسمات التعليمية، التي توضح أجزاء جسم الإنسان، يقابلها مجسمات تمثل شكل الكرة الأرضية، وبعض خرائط الدول، واستخدامهم الدقيق للحاسوب عن طريق برنامج ''الناطق''. وجاء تدشين معمل الحاسب الآلي للمكفوفين، في الوقت الذي دُشنت فيه ثلاثة مشروعات أخرى، شملت: مركز التدريب الطلابي، الفصل النموذجي، ومعرض النشاط الطلابي. حيث أكد الصخيري خلال تدشينه تلك المشروعات في ثانوية الحديبية، على أهمية تفعيل لغة الحوار عند الطلاب، مشيراً بذلك إلى أهمية الدور التعليمي والتربوي لنادي التدريب الطلابي، لافتاً – في الوقت نفسه – إلى أن معمل الحاسب الآلي للمكفوفين يعطي انطباعاً ودلالة على الاهتمام بهذه الفئة، والعمل على إيصال جميع وسائل التقنية لهم، وتدريبهم على التعاطي معها. وأوضح عمر العبادي – معلم التربية الخاصة في ثانوية الحديبية - أن المكفوفين يستخدمون في معمل الحاسب الآلي ''الجهاز المكبر'' وهو الذي يستخدمه بعض الطلاب ضعاف البصر، حيث يساعدهم الجهاز في تكبير صفحات الكتاب، بحيث يستخدمها الطالب بحسب قدرة عينيه، منوهاً إلى أن تلك الصفحات قد تكون ملونة، أو باللونين الأسود والأبيض. ولفت العبادي إلى أن المكفوفين بدأوا يستخدمون أجهزة الحاسوب عن طريق برنامج ناطق، منوهاً إلى براعتهم في استخدام وسائل الاتصال الحديثة، وتبادل الرسائل، والاتصال، وجميع برامج التقنية، وحول الأجهزة التي يحتاج إليها المكفوفون. قال العبادي، هناك بعض الأجهزة تنقصهم منها الأسطر الإلكترونية، وهي عبارة عن خلايا برايل الإلكترونية، وهي تقوم بتحويل النص إلى صوت، حيث تعمل الخلايا بدلاً من الصوت، وذلك بأن تبرز على لوح بشكل نقاط يمكن لمسها بأطراف الأصابع، إضافة إلى جهاز الباك منت، وهو عبارة عن جهاز شبيه بالآلة الكاتبة، لكنه يخزن المعلومات.