كشفت شرطة منطقة الرياض عن ملابسات حادث تبادل إطلاق النار بينها وبين مطلوب أمني خطر، احتجز رهائن في «حي النسيم « شرق العاصمة الرياض ليلة الجمعة الماضية. وأوضحت في بيان لها أصدرته ليلة الجمعة، أنه أثناء قيام إحدى دوريات الأمن بعملها قرب تقاطع طريق الأمير سعد بن عبدالرحمن الأول مع شارع أبو الأسود الدؤلي في حي النسيم، اشتبهت في سيارة «لومينا» سوداء اللون، وعند استيقافها قام قائدها بإشهار سلاح مسدس تجاه أحد رجال الدورية، وعند محاولة ضبطه تمكن من الفرار فتم القبض على مرافقه. وأشارت إلى أن المطلوب دخل إحدى الشقق المفروشة، وقام بتهديد ساكنها وارتدى ملابسه للتمويه على رجال الأمن، لكن استمرت متابعته فدخل إلى شقة أحد الوافدين واحتجزه هو وعائلته، وأطلق الأعيرة النارية على رجال الشرطة من نافذة الشقة، ثم خرج منها وهو يطلق النار بشكل عشوائي محاولاً الفرار واعترض طريق سيارة «بي إم دبليو» موديل 2013 بيضاء وأنزل قائدها تحت تهديد السلاح. ولفت البيان إلى أن رجال الأمن تمكنوا من إعطاب إطارات السيارة لمنعه من الهرب، فلم يجد بداً من النزول ومواجهة رجال الأمن؛ فأطلق عليهم النار، وبادلوه بإطلاق النار حوله، لكنه كان يصوب طلقاته نحوهم تارة وبشكل عشوائي تجاه المارة تارة أخرى، فلم يكن هناك بد من إصابته لحمايته وحماية من حوله، ومنعه من تهديد أهالي المنطقة وسالكي الطريق، وتعريض أرواحهم للخطر، ولاسيما أن الجاني يحمل معه سلاحاً نارياً وذخيرة حية، وفيما بدا من تصرفاته أنه في حالة غير طبيعية، فتم تصويب طلقة تجاهه أدت إلى إصابته والسيطرة عليه، وتبين أنه في حالة سكر، ونقل على أثر ذلك لمدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالحرس الوطني، وقد توفي متأثراً بإصابته. وأشار البيان إلى أن الجهات المختصة باشرت التحقيق على الفور لمعرفة كافة تفاصيل وملابسات القضية واستكمال إجراءاتها، وتبين أن الشخص كان مطلوباً في عدة قضايا مهمة مقيدة لدى شرطة منطقة الرياض. «الشرق» كانت في موقع الحادث والتقت بعض شهود العيان هناك، وأكدوا أن المطلوب كان في حالة غير طبيعية، وقال أحد ساكني الشقق المفروشة إن المطلوب كان في حالة ذعر وتوهان، وقمت بترقب مساره حتى دخل الحارة واحتك بأحد أبناء الحي، ومن ثم اتجه إلى العمارة المقابلة ليختبئ فيها، بينما كانت الدورية الأمنية تتابع تحركاته وتطالبه بتسليم نفسه، وما أن دخل العمارة حتى اكتملت المساندة من رجال الأمن الذين أحاطوا المكان. وقال حارس العمارة إن الجاني اقتحم إحدى الشقق في الدورالسفلي، وقام بخلع الباب، ولم يلبث حتى خرج منها واتجه إلى الدور العلوي وهو في حالة هستيرية، واقتحم شقة أخرى تقطنها عائلة من الجنسية التركية. والتقت «الشرق» صاحب الشقة التي اقتحمها المطلوب الأمني وقال «تفاجأت برجل يقتحم سكني، ويشهر سلاحه في وجوهنا، ويطالبنا بالصمت وسط ذهول أسرتي، وطلب مني أن أعطيه ملابسي «لباس ميكانيكي سيارات»، وكان في ذلك الوقت يطلق الرصاص من النافذة على رجال الأمن الموجودين في محيط العمارة، غير أنه استغل تجمهر المواطنين، وتخفى بينهم واستطاع الهرب إلى الشارع». وأوضاف أن المطلوب الأمني أراد إنزال شخص من سيارته، وعندما قاومه هدده بسلاحه، وتمكن من الاستيلاء على السيارة قبل أن يقوم رجال الأمن بإعطاب عجلات السيارة، ما دفع المطلوب إلى إطلاق النار العشوائي على المارة ورجال الأمن. وذكر أن رجال الأمن أطلقوا النار عليه، وتمكنوا من إصابته، والسيطرة عليه، وتم نقله إلى مدينة الملك عبدالعزيز الطبية في الحرس الوطني وعلمنا بأنه لقي حتفه هناك. وشكر المواطنون جهود رجال الأمن وحسن تعاملهم مع الموقف وحرصهم على عدم إصابة المارة والموجودين من الأشخاص الذين تجمهروا أثناء الحادث. في حين قال مالك السيارة التي تضررت جراء إطلاق النار إن العملية استمرت ما يقارب الساعتين، وتهشم زجاج السيارة، وهذا لا يعني لنا شيئا أمام الحفاظ على أمن المملكة.