صحيفة الطائف - متابعه وضع صاحب السمو الملكي الامير خالد الفيصل امير منطقة مكةالمكرمة ورئيس اللجنة الوزارية لتطوير الطائف أمس الأول في مكتبه بجدة حجر الأساس لمشروع «مدينة الورود النموذجية» بالطائف، وذلك بحضور الشيخ اسماعيل بكر قاضي والشيخ أحمد ناصر العبيكان والشيخ عبدالوهاب ناصر العبيكان ورئيس مجلس إدارة شركة العبيكان القابضة ومدير المشروع وعدد من المسؤولين ورجال الاعمال ومهندسي وإداريي المشروع والشركات المطورة. واوضح مدير عام المشروع وعضو مجلس ادارة الغرفة التجارية الصناعية بالطائف الدكتور محمد بن فياض الانصاري انه تم اختيار3/3/1433 موعدا لوضع حجر الاساس وانطلاقة المشروع، مشيرا الى ان رؤية المشروع انطلقت من رؤية منطقة مكة (بناء الانسان وتنمية المكان) لتكون بذلك مدينة نموذجية في بناء الانسان المبدع في مكان بديع يتسم بالتنمية المستدامة. واوضح ان المشروع يقع على مساحة اكثر من 9 ملايين متر مربع في شمال الطائف وداخل النطاق العمراني للمدينة حيث يبعد عن مركز وسط المدينة ثماني دقائق بالسيارة فقط وهو مجاور لحي الشرفية والرحمانية وبالقرب من فندق الانتركونتننتال وحديقة الملك فيصل وذلك على الطريق المؤدي لمكةالمكرمة والرياض. وأوضح الانصاري انه تم تصميم الفكرة التخطيطية لمدينة الورود بشكل الوردة الطائفية الشهيرة لتمثل معلمًا حضاريًا للطائف، حيث يمثل غصن الوردة ممرا ترفيهيا وتجاريا متعدد الاستخدامات بطول اثنين كيلو متر تقريبًا وينتهي في قلب الوردة بميدان المشهد الذي يعلوه مجسم المنارة الجمالي بارتفاع الف قدم لتكون المعلم الابرز والأعلى في المنطقة ويعلو هذه المنارة منطقة مشاهدة ومقهى ومطعم ومسجد ليكون اعلى مسجد بإذن الله، بالاضافة لبعض الخدمات الاخرى، كما تشتمل المدينة على خمسة احياء, والمشروع مقسم الى احدى عشرة مرحلة المرحلة الاولى منه بمساحة حوالي ثلاثة ملايين متر مربع وفيها اكثر من الف قطعة مختلفة المقاسات ومتدرجة البناء من اربعة ادوار الى ثمانية ادوار مع وجود عشرة ابراج في الوسط بارتفاع خمسة وثلاثين دورًا متصلة بسوق كبير مغلق. وقد روعي هذا التدرج المتناسق لتناغم البناء من جهة وتحقيق التهوية والخصوصية العربية من جهة اخرى، كما تم مراعاة تراث المنطقة العمراني والتي تبنته الهيئة العامة للسياحة والآثار في استراتيجياتها بالاضافة لوزارة البلديات، اما باقي المراحل العشر فهي عبارة عن احياء سكنية للفلل بدورين وملحق للقطع الداخلية وعمائر بثلاثة ادوار وملحق على الشوارع التجارية وبحسب معايير وزارة البلديات الدقيقة وتحتوي هذه المراحل اكثر من اربعة الاف قطعة ارض بمقاسات مختلفة تراعي الاحتياجات المتنوعة مع وجود جميع الخدمات اللازمة من مستشفيات ومدارس ومساجد وحدائق ونحوها. معايير المدن الخضراء من جانبه قال محمد الزهراني المدير التنفيذي للمشروع ان التصاميم الهندسية سواء للخدمات العامة كالمياه والكهرباء وأعمال التبريد والتدفئة ونظم الإطفاء والكشف عن الحريق روعي فيها أمور جوهرية لتحقيق معايير المدن الخضراء والمدن الذكية مثل المحافظة على البيئة وترشيد استخدام الخدمات ومعالجة الصرف الصحي وإعادة استخدامه وتقليل انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون للمحافظة على البيئة من خلال استخدام الطاقة المهدرة من عادم مولدات الكهرباء واستخدام الطاقة المتجددة ما امكن ذلك كالطاقة الشمسية وطاقة الرياح وإعادة تدوير المخلفات والاستفادة من نظم خزن الطاقة خارج أوقات الذروة وإعادة استخدامها خلال أوقات الذروة والاستفادة من عامل تنوع واختلاف أوقات الذروة للأنواع والاستخدامات المختلفة للمباني ( Diversity Factor) لتقليل الأحمال على شبكات الخدمات العامة وإمكانية الاستفادة من خزانات مياه حفظ الطاقة لنظم إطفاء الحريق بالاضافة للاهتمام بالقوة البشرية الوطنية في هذا الشان من خلال التدريب ونقل التكنولوجيا وتوطين الخبرة. الى ذلك أكد الدكتور عبدالله الغامدي مدير التخطيط والتطوير بالمشروع انه تم انهاء جميع التصاميم والدراسات اللازمة مثل (الهيدرولجية ومسار السيول، فحص التربة، المساحية والطبوغرافية، المرورية، المناخية، الطاقة البديلة والمتجددة، التشجير ونحوها) وعقدت عدة اجتماعات وورش عمل مع جهات حكومية عديدة مثل هيئة تنظيم الطاقة والانتاج المزدوج ووزارة البترول والثروة المعدنية بالاضافة لأمانة الطائف وبحضور شركات عالمية رائدة وتم ابرام العديد من العقود ومذكرات التفاهم مع تلك الشركات، وأوضح انه سيتم البدء في اعمال التسوية الأولية لأرض المشروع فورًا، وتوقع ان يتم انهاء تطوير المرحلة الاولى بشكل الوردة خلال عامين باذن الله من اعتماد المخطط الذي تعكف على مراجعته واعتماده النهائي الان اللجنة الفنية المنبثقة من اللجنة الوزارية العليا لتطوير الطائف بعد ان تم مؤخرًا دراسته واعتماده من أمانة الطائف. أجواء الطائف الطبيعية ومن جانب آخر قال رئيس مجلس إدارة شركة العبيكان القابضة عبدالقادر بن ناصر العبيكان ان من السياسات المتبعة في ادارة المشروع الاعتماد بشكل كبير وأساسي على الكوادر الوطنية المؤهلة تجاوبًا مع الخطط الحكومية للسعودة، موضحا ان مشروع مدينة الورود استجابة طبيعية من مواطنين احبوا وطنهم ووثقوا في ولاة أمرهم وفيما خططوا له من خطط واستراتيجيات منها الاستراتيجية الوطنية العمرانية المعتمدة من مجلس الوزراء والتي نصت على وجوب تنمية المدن المتوسطة والصغيرة لتصبح مواطن النمو المستقبلية والحد من هيمنة المدن الكبيرة وتوجيه كافة القطاعات الحكومية والتجارية لذلك، والطائف من اهم هذه المناطق المستهدفة بهذه الاستراتيجية الوطنية الحكيمة، حيث تعتبر مدينة الطائف احدى أفضل الوجهات التي اولتها حكومتنا الرشيدة الكثير من الاهتمام، فأجواؤها الطبيعية اكسبتها رونقًا خاص بالاضافة إلى كونها نقطة مركزية لمرور الحجاج والمعتمرين القادمين برا من وسط وشرق وجنوب المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي، ويقطنها حوالي مليون نسمة وبنسبة نمو سنوية بحدود 3٪ مما يؤكد الحاجة لوجود مشروع تنموي بمثل مدينة الورود النموذجية لتستوعب هذا النمو المتزايد بتصميم وتنفيذ فريد وبسعر معقول لتحد من ارتفاع أسعار العقارات بسبب انحسار العرض امام تزايد الطلب