لازلنا فى جنوب الجزيرة العربية ومناطق من العالم العربي نعيش عبق التاريخ واحداثة.فأسواق الجنوب موزعة على أيام الاسبوع وتسمى بها بل البعض سمى بأسم المكان وتستخد م كلمة(أهبطوا)لمن يقصد السوق للتبضع فى هذة الأماكن التى تكتض بروادها وهى تجمع معظم أطياف المجتمع. والناس يقصدونها للتزود بأخبار المجتمع.ومعرفة احوالهم واستشفاف مشاعر الرضا والسعادة عندهم. بل أنها عملية مشاطرة الآمال والتطلعات والتباشر بالقادم من الأخبارالمفرحة التى يبنى المجتمع عليها استقرارة وعلاقاتة فى التعايش مع نسيج هذة الأخبار وماتحدثة فى التركيبة الاجتماعية وتطلعاتها. و(الهبوط )فية كثير من التحدى للذات ومخزونها الثقافى أذ أن الموقف يتطلب ممن يهبط السوق براعة فى لغة استقصاء الحقائق وذكاء فى طرح الاسئلة المتدرجة فى سبر غياهب مايخفية البعض بذكاء قد يفوت على من يهبط السوق هوية المنتج المادى أو الفكرى.فالتبضع عبر البوابة الاكترونية قد يجلب لك ما تريد ولكن فى المقابل يأخذ منك مالاتريد اوأنة يدخل الى عالمك الخاص والى أسرتك فيأخذهم رغماً عنك ويضيفهم الى اعداد أخرى من المغلوب على أمرهم ويقنعهم بأنهم كانوا قصرآ وكانوا يعيشون فترة عبودية والآن جاء وقت الحرية.(فتهبط للسوق) لايمكن تحديد مكاسبه وخسائره مسبقا ولا معرفة شيئاً منها مسبقا مالم يكن للشخص رغبة صادقه فى التلاحم مع من هبطوا الى السوق ويكاد يكون هو السلوك الأجتماعي الآمن الذى يألفه الجميع منذ ان نشأت الخليقه وهو واحد من اهم الاساليب لنشر المعرفه. والاسواق تأخذ طوابع مختلفه بأختلاف الروؤى الحقيقيه للحياة والتعايش مع مكوناتها ومكنونها فمنذو أن كان التعامل فيها بالمقايضه.واستبدال عاجل بآجل كانت عرصات الاسواق هى المكان الآسر لهواة التحدى بكل أنواعه وخلق نماذج لديها والقدرة على أحتواء مايمكن أن تغلب عليه القوة الشخصية أو المادية واحيانا القوة الجسديه أو العدديه فالقدرة على التأثير فى سلوك الأخرين وانصياعهم طوعا أوكرها لعمليه التقايض اوالبيع الأجل أوقبول فكر الأخر. هوجزء من أهداف الهبوط الى الأسواق. وعندما خالف آدم نصائح بقائه فى الجنه .وكذا لم يمتثل ابليس لأمر ربه . قال الله عزوجل ( اهبطا منها جميعاً) هو التحدي الواضح في هبوطهما الى الأرض ليعزز كل منها جوانب الرضا او العدوانية وتنفيذ ماوعد به .وهي مساحه تتسع وتضيق بحسب جهد كل منها في القدرة على الاحتواء أو التأثير وتلبية الاحتياج الآتي منه أو الاجل وشطر الآيه في ( اهبطوا مصر ) (فإن لكم ماسألتم ) سواء كانت مصر يقصد بها حاضرات الأمكنة ومدنها التي يجد الإنسان فيها بغيته والباحث عن ضالته . أو هي (مصر) التي يقول عنها محبوها ( مصر ام الدنيا ) والمعروف عنها أنها بلد غني بموارده وطبييعته وثقافته . وهذا يعطي المتدبر في قراءة الآيه الكريمه أبعاداً في ادارة وقياده الانشطة البشريه واستثمارها اذ ان الهبوط هو تلمس خبايا معاناة لايظهرها التعالي على الحدث أو الإكتفاء بقراءة وصف واصف ٍ له . بل ان يسمع ويروي ويعيش الظرف نفسه. عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يخرج بالليل بعد ان أصبح الخليفة الثاني لرسول الله صلى الله عليه وسلم يستمع لمعاناة امته ويعود لتحديد معالم القرار الذي يجب ان يسهم في رفع المعاناه . فعندما يهبط الاب الى معرفه خبايا معاناة اسرته فإنه يقضي على العقوق واتساع دائرة الترهل التربوي وعندما يهبط المدير الى معرفه ماينبغي له أن يقوم به تجاه الفئات التي من أجلها يعمل فإن الفساد وبكل اشكاله المقيته وانواعه المنتنة ستنتهي , ولعل في دروس الطيران والهبوط المضلي الذي يتم من شاهق في الفضاء هو لتلمس ادلة كافية على حقائق تسهم في صنع القرار غير ان كثيراً ممن امروا بالهبوط وتجاهلوا شواهد الحقائق التي تدل على ان (مصر ) فيها كل ماسالوا . ولم يجرؤ على الهبوط خوفاً من ان تلامس هذه الحقائق والشواهد الوجه الأحر الذي يخفون فما ذاك إلا نتيجه حتميه في السياق (وضربت عليهم الذلة والمسكنة وباءوا بغضب من الله )