قديماً في كل قرية من القرى ، كان هناك شخص أو عدد من الأشخاص ممن امتهنوا انتزاع ما يرومون بالقوة، ويؤكدون وجودهم بالقوة، ويعلون شهرتهم بالقوة، وباختصار أنهم يستخدمون القوة أو التلويح باستخدامها. هؤلاء هم ( شباب القرية) الذين لكل منهم معاونون، وأتباع، ومريدون، وضحايا، ولكل منهم سطوة تتناسب مع قوته، وجرأته، ومدى الروح الاقتحامية عنده. كانوا مهابين من أهل القرية والقرى التي حولهم و لهم مشية معينة فهم يسيرون بطريقة تظهر قوة الخطى، والتحدي، وانتفاخ عضلات الساعدين خاصة عند الغرباء عن قريتهم. ... وكانت لمغامراتهم حكايات يتبادلها الناس بينهم وخاصة في جلسات السهر... ولكن: كان الواحد من هؤلاء كالأفعى لا يلسع إلا إذا قمت باستفزازه، أو منافسته، أو التجاوز على مركز نشاطه. كان لهؤلاء أيضا قيم لا يؤمن بها ولا يمارسها أو يخضع لها اليوم الكثيرون من الشباب ، عندما يدخل هؤلاء لقراهم فان الواحد منهم يغض الطرف عن كل امرأة من حيه أو قريته حياءاً وتعففا... كانوا يعينون الضعيف ولا يسلبون منه شيئا بل كثيراً منهم كان يعطي ما زاد عن حاجاته اليومية للمحتاجين ، فهو ليومه يعيش. كانوا لا يسرقون من أهل قريتهم ولا يخدعون أحداً منهم، ولا يعتدون على احد، ولا يهددون جيرانهم . على العكس كان (هؤلاء) هم حامون ذمار قريتهم ، والمدافعون عنها ، والراصدون لكل غريب، ومعيدون الحق لمن سلب منه... وكان عندهم خط احمر لا يتجاوزونه، وكانت لهم قيم متفق عليها، ومعايير سلوكية لا تقبل النقض، وإلا فان من ينقضها ليس محترف بل هو مجرم عادي وشتان بين الاثنين كما يقولون. ومع مرور الأيام يتغير الحال بحال فيأتي في هذا الوقت بديلاً عنهم (داشرون ، ساقطون ، مقلدون ) سمهم ما شئت قد تغيرت عندهم المبادئ وانحلت القيم واستغلوا كل جديد لتنفيذ ما يسعون له من إشباع رغباتهم وشهواتهم ، فلا احترام للقريب ولا للبعيد ، ولا لأهل حيهم أو قريتهم قد فتنه الفراغ وأخذ يصول ويجول حول نفسه لم يعد هناك ما يستوجب أن يثبت شخصيته فالقرى أصبحت مدن كبيرة . وأعتقاداتهم أصبحت منحلة ، قد ذهبت عن كثير منهمك الرجولة واستعلوا الموضة للرقي مع عصر العولمة . وما يحدث بالأسواق والمنتزهات والحدائق هو خير شاهد على مثل هؤلاء وحدث ولا حرج عما يقترفونه وقفه : لا يفهم البعض أنني أعمم بالقول على كل الشباب ، بل أنما هم شلل قد أبتعدو عن التمسك بالقيم وبدين الله الحق فأصبح عبداً لشهواته ذليلاً لأشباعها وطائعاً للشيطان والعياذ بالله، وأقول لا يزال الخير في أمة محمد صلى الله علية وسلم إلى قيام الساعة وهناك من هو مثل في الخلق والتمسك بالقيم والدين . ولعلي في نهاية مقالي هذا اتسائل هل ترى تعود هذه القيم ونرى مجتمع يسموا بالأخلاق والكرم والرجولة ويبتعد عن كل رذيل أم ماذا سوف يكون بعد ما رأيناه !!