كشف ل»الشرق» مدير عام الجوازات، اللواء سليمان اليحيى، أن جميع فرق الجوازات تشارك مع جهات حكومية أخرى في إنجاز ترحيل العمالة المخالفة من الجالية الإثيوبية عن طريق مركز المعلومات في الجوازات، مشيراً إلى أن الفرق تعمل على مدار 24 ساعة في موقع الإيواء في جامعة الأميرة نورة، بالتعاون مع السفارة الإثيوبية في الرياض، من خلال تقديم البيانات، وأسماء الذين سيتم ترحيلهم من المملكة نهائياً. وفي السياق نفسه، كشف مصدر مسؤول في شركة الخليج للأغذية أنه تم توفير أكثر من 22 ألف وجبة تشمل الفطور والغداء والعشاء، والمياه، للعمالة الإثيوبية في مقر جامعة الأميرة نورة بالمبنى القديم. وأكد اللواء اليحيى أن سبب التأخر والبطء في تصحيح أوضاع العمالة الإثيوبية هو التأكد من جميع بياناتهم وتبصيمهم قبل مغادرتهم إلى بلادهم، لافتاً إلى أن من تم ترحيلهم من العمالة الإثيوبية لن يعودوا إلى المملكة بتأشيرة جديدة كما أشيع مؤخراً، مشيراً إلى أن الأعداد المخالفة من الجالية الإثيوبية جميعهم قدموا إلى المملكة من خلال عمليات التهريب والتسلل عبر الحدود. وقال «المملكة لم تكن تجهل وجودهم كمخالفين لنظام الإقامة والعمل، وبالتالي أعطيناهم فرصة لتصحيح أوضاعهم، ويحسب لنا هذا كعمل إنساني، وإلا كان من المفترض أن يتم ترحيلهم على الفور». وكشفت جولة «الشرق» في مكان الإيواء الجديد عن وجود جهات حكومية أخرى، في مقدمتها وزارة المالية، التي تعاين المصروفات التي تتطلبها العمالة، بالإضافة إلى التعاقد مع مقاولي صيانة ونظافة وتشغيل المبنى، وتأمين مفروشات أرضية، فيما قدر أحد المسؤولين الأمنيين عدد العمالة الإثيوبية الموجودة في المبنى بأكثر من 2000 عامل مخالف. وفي الجولة نفسها، لوحظ أن هناك تعاوناً كبيراً يشهده مقر الإيواء، من خلال تشديد الحراسة على مداخل ومخارج الجامعة لمنع أي محاولات لهروب العمالة المخالفة إلى الأحياء المجاورة، إضافة إلى التنظيم الجيد الذي فرضه رؤساء قبائل إثيوبية داخل المبنى من خلال تنظيمهم على شكل طوابير. من جانبه، كشف ل»الشرق» المتحدث الإعلامي باسم شرطة الرياض، العميد ناصر القحطاني، أن الشرطة استعانت بثلاثة رؤساء قبائل من الجالية الإثيوبية للتعاون مع الشرطة في ضبط وتنظيم العمالة المخالفة، وترتيبهم في مقر الإيواء بمبنى جامعة الأميرة نورة القديم، «مخرج 9»، لافتاً إلى أن هؤلاء الرؤساء يتقاضون ما يقارب 200 ريالاً يومياً نظير الخدمة التي يقدمونها. وأشار القحطاني إلى أنه تم توفير المستلزمات كافة، من أغذية ومسلتزمات طبية، وجميع وسائل الترفيه، استعداداً لترحيلهم قريباً، إضافة إلى توفير 300 باص مستأجر لنقل المخالفين إلى موقع الإيواء الجديد. وكشف مصدر مسؤول في هيئة الهلال الأحمر ل»الشرق» حدوث أكثر من 40 حالة ولادة تم نقلها إلى المستشفيات القريبة من دار الإيواء خلال اليومين الماضيين، لافتاً إلى أنه لم تسجل أيه حالات لتفشي فيروسات بين العمالة الإثيوبية «أغلب الحالات التي تصل إلينا تأتي بسيارات الإسعاف دون وجود مرض يستدعي حضورهم إلينا، فأغلبهم لا يعاني من أي مرض، أو أعراض، تستدعي العلاج».