الصيادون: المكرمة الملكية أعفتنا من أعباءٍ لم نكن نتصور كيفية تحملها الشبيكي: 400 صياد في منطقة مكة وينبع ورابغ سيستفيدون من المكرمة الرويسي: كثير من الصيادين يعانون من ظروف معيشية صعبة وافق خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- على إعفاء صيادي الأسماك من القروض المتبقية بذممهم لصندوق التنمية الزراعية في جميع أنحاء المملكة. وأوضح المدير العام للصندوق عبدالله بن عبدالرحمن العوين أن هذه الموافقة الكريمة تأتي حرصاً من خادم الحرمين الشريفين على أبنائه المواطنين، وتلمس احتياجات الصيادين والتخفيف عنهم وعن أسرهم، ومراعاة منه -حفظه الله- لظروفهم الصعبة. مؤكداً أن ذلك سيكون له بالغ الأثر على الصيادين، ويحضهم على الاستمرار في كسب معيشتهم. وقد أبدى عدد من الصيادين فرحتهم بمكرمة خادم الحرمين الشريفين. ورفعوا أسمى آيات الشكر لخادم الحرمين الشريفين. فيما تواصلت الفرحة بينهم فأبلغ بعضهم بعضاً بالمكرمة. ففي جازان، أوضح الصياد حسن أحمد مقبل (61 عاماً) أنه أخذ قرضاً من البنك الزراعي، وسدد منه أربع دفعات، وتبقى من القرض ست دفعات، مشيراً إلى أن الملك عبدالله يتلمس حاجات المواطنين ويسمع أصواتهم، ويساعدهم في أمورهم. وقال الصياد محمد علي أبوشرحة (ستون عاماً) «اقترضت من البنك الزراعي 35 ألف ريال لشراء مستلزمات الصيد من محرك وثلاجات وغيرها، وانتظمت في تسديد القرض، وقد تبقى عليّ نحو خمسة آلاف ريال، وقد شملني قرار الإعفاء من التسديد»، معبراً عن شكره وولائه لخادم الحرمين الشريفين. وفي مقر الصيادين في منطقة جازان، سرى خبر إعفاء الصيادين من القروض المتبقية عليهم سريعاً، وأبدى الصيادون شكرهم وثناءهم لخادم الحرمين الشريفين على هذا القرار الإنساني، الصادر من أب حنون يساعد أبناءه في طلب رزقهم وعيش حياة كريمة. وفي ينبع، قامت «الشرق» بجولة ميدانية على سوق السمك، حيث التقت عدداً من الصيادين لاستطلاع آرائهم حول مكرمة خادم الحرمين الشريفين بإعفاء صيادي الأسماك من القروض المتبقية بذممهم لصندوق التنمية الزراعية، حيث عبر الصيادون عن فرحتهم بخبر الإعفاء، وقاموا بالدعاء لخادم الحرمين الشريفين، الذي شملت مكرماته جميع شرائح المجتمع، ومنها هذه المكرمة التي أعفت شريحة كبيرة من الصيادين من ذوي الدخل المحدود من تسديد بقية قروضهم، حيث لا يجد كثير منهم سوى قوتهم اليومي ويعجز كثير منهم عن تسديد القرض المستحق عليه من قِبل التنمية الزراعية. وتحدث عمر الجهني ل»الشرق»، حيث قال «نتقدم بالشكر لسيدي خادم الحرمين على هذه المكرمة العظيمة، التي سوف تسهم في زيادة الإنتاج الغذائي وتخفيف الأعباء على الصيادين، حيث هناك ما يقارب من 40% من عدد الصيادين لديهم قروض وبعضهم لا يستطيع الإيفاء بتسديدها لأسباب معيشية كثيرة، منها أن الصياد يخرج إلى البحر ولا يعلم هل سيصطاد ما يكفي أطفاله وسد حاجته اليومية أم لا؛ لذلك يصعب عليهم التسديد». وذكر أن هناك أعداداً ليست بقليلة من المقترضين توفاهم الله ويعاني ورثتهم من هذه القروض. وأكد أن «القروض تحرمهم من الضمان الاجتماعي، والمكرمة أزالت عنهم عبئاً كبيراً وغمرتهم فرحة لم أشهدها كما شاهدتها عند معرفتهم بالمكرمة». وقال خالد «الحمد لله على هذه المنحة، وهي ليست غريبة على والدنا خادم الحرمين الشريفين، فقد عفا والده الملك عبدالعزيز عن الصيادين ودعمهم بألا يتحملوا أعباءً مالية لما يقومون به من جهد ومعاناة من أجل كسب لقمة العيش، ومساعدتهم على الاستمرار في مهنة الصيد التي نخشى عليها من التوقف بسبب الظروف المعيشية الصعبة. وفي الآونة الأخيرة أمر خادم الحرمين الشريفين بتشييد مرسى أنموذجي للصيادين في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية، يعدّ الأفضل في البحر الأحمر والخليج العربي، ونتمنى أن يقام مثل هذا المرسى بجميع المواقع». أما مسعد الرفاعي، الذي لم يكن قد علم بخبر الإعفاء، فحين أخبرناه بالمكرمة الملكية، ترجل أمام محله المعد لبيع الأسماك رافعاً يديه للسماء يدعو لخادم الحرمين الشريفين بأن يبارك له الله أعماله الصالحة التي لم تستثن أحداً من أبناء هذا الشعب صغيراً وكبيراً، خاصة ذوي الدخل المحدود. وأكد أن هذه المكرمة أعفته من مبلغ مالي كبير مستحق عليه من البنك الزراعي، وجاءت في الوقت المناسب. وأكد رئيس جمعية الصيادين في ينبع، ناجي حمدي الرويسي، أن المكرمة خصت شريحة كبيرة من أبناء هذا البلد المعطاء، ولكن يوجد كثير منهم لا يستطيعون سداد القروض المستحقة عليهم، وكثير منهم يتجاوز عدد أفراد أسرته ثمانية أشخاص. وأضاف الرويسي أنه سوف يقيم مناسبة يجتمع فيها الصيادون في المحافظة لمَنْ أراد أن يشارك تعبيراً عن فرحته بهذه المكرمة، وعدّ المكرمة لمسة أبوية حنونة أفرحت الصيادين في جميع أنحاء المملكة. من جانبه، كشف رئيس جمعية الصيادين بجدة خالد الشبيكي ل»الشرق» عن شمول هذا القرار جميع الصيادين في منطقة مكةالمكرمة وينبع ورابغ، ويبلغ عددهم 342 صياداً غير منضم للجمعية، و48 منضماً للجمعية بقيمة إجمالية تصل إلى أكثر مليونين و600 ألف ريال. وأشار إلى أن موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود على إعفاء صيادي الأسماك من القروض المتبقية بذممهم لصندوق التنمية الزراعية في جميع أنحاء المملكة، تعدّ فرصة العمر للصيادين الذين توقفوا عن العمل، وستسهم هذه المكرمة في إعادة الأمل لهم، وإزاحة عبء كبير عن كاهلهم، ما سيؤدي إلى تحسين أوضاعهم ورجوع عدد كبير منهم للعمل في مهنة الصيد في منطقة مكةالمكرمة والمدينة المنورة، بعد أن توقفوا بسبب رفض وزارة النقل تجديد تصريح العمل، كنتيجة لعدم رغبة الصندوق الزراعي إعطاءهم خطاباً يفيد بأن الصياد ملتزم بسداد الأقساط؛ الأمر الذي أدى إلى عزوف الصيادين عن العمل، وتركوا قواربهم على البحر وبالتالي تلفها. وعبّر كبير الصيادين في محافظة القطيف، رضا الفردان، عن امتنانه وشكره لمقام خادم الحرمين الشريفين على هذه اللفتة التي وصفها الفردان ب»الأبوية»، مؤكداً أن القرار أدخل البهجة على نفوس جميع الصيادين في محافظة القطيف خاصة والمملكة بشكل عام. وبدوره، قال رئيس اللجنة الزراعية والثروة السمكية في غرفة الشرقية، ونائب رئيس جمعية الصيادين في المنطقة الشرقية جعفر الصفواني، إن هذا القرار كان متوقعاً، وسيستفيد منه عدد كبير من أصحاب أربعة آلاف لنش ومركب صغير في المنطقة الشرقية، متوجهاً بالشكر لمقام خادم الحرمين بالنيابة عنه وعن جميع صيادي الشرقية، متمنياً في الوقت ذاته وزارة الزراعة أن تخطو خطوة إيجابية أخرى، وأن تعامل الصياد معاملة المزارع في التعاملات. وبدوره، قال شيخ النواخذة في القطيف، عبدالله البيابي، إن صيادي الأسماك والنواخذة المستفيدين من قروض صندوق التنمية الزراعية في المحافظة يشكرون خادم الحرمين الشرفيين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على هذه اللفتة الكريمة التي تتجسد فيها كل معاني القيم الإنسانية والتواصل بين الراعي والرعية، ورأى أن قرار إعفاء صيادي الأسماك من القروض المتبقية في ذمتهم لصندوق التنمية رعاية أبوية، واهتمام كبير بالصيادين، وتلمس لاحتياجاتهم الخاصة من تكاليف صيانة لمراكبهم ومكائنهم وشبكهم، ودعم لثروة السمكية وتشجيع للمواصلة على حرفة الصيد، لافتاً إلى أن الصيادين يسهمون في توفير متطلب غذائي مهم لجميع سكان المملكة بشكل يومي. وأشار البيابي إلى أن عدداً كبيراً من الصيادين استفادوا من القروض، وحلت مشكلاتهم الشائكة، وكانت طمأنته على أحوالهم وظروفهم المعيشية والاجتماعية، خصوصاً للذين عانوا في مقتبل أعمارهم شظف العيش، والبحث عن مصدر للرزق ولقمة عيش عيالهم وسط البحار. وقال الخبير الاقتصادي فضل بن سعد البوعينين ل»الشرق»، «يمكن النظر إلى موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على إعفاء صيادي الأسماك من القروض المتبقية عليهم لصندوق التنمية الزراعية في جميع أنحاء المملكة من جانبين؛ الجانب الإنساني، والجانب الاقتصادي؛ فقرار الإعفاء برغم ارتباطه بالجانب المالي والاقتصادي، إلا أنه لا يخلو من الجوانب الإنسانية التي يركز عليها الملك عبدالله في تعامله مع أبنائه المواطنين؛ فالقروض بأنواعها -الحكومية والتجارية- تبقى حملاً ثقيلاً على المقترضين، وتزيد من معاناتهم، وتنعكس سلباً على حياتهم المعيشية، وعلاقاتهم الاجتماعية، ومن هنا يمكن القول بأن الجانب الإنساني ربما ظهر جلياً في القرار الملكي الكريم. إضافة إلى ذلك فالقرار يكشف عن عمق العلاقة بين الحاكم ورعيته، وهي العلاقة التي تجعله أكثر قرباً من احتياجاتهم، وتلمساً لمعاناتهم وأمنياتهم، وهو ما ينعكس إيجاباً على القرارات المُتخذة التي تأتي متطابقة مع احتياجات المواطنين. الجانب الإنساني يظهر في تركيز الملك عبدالله على ما تحققه الديون المشطوبة من مصلحة إنسانية ومالية واقتصادية للصيادين، برغم حجمها الضخم الذي يتجاوز المليارات. أما عن الجانب الاقتصادي، يضيف البوعنين «يمكن النظر إليه من زاوية دخل الصيادين وقدرتهم على سداد مديونياتهم لصندوق التنمية الزراعية، وإمكانية توقف نشاطهم إذا لم يسددوا الأقساط المُستحقة بحسب نظام الصندوق. فدخل الصيادين تأثر كثيراً خلال العامين الماضيين، بل إن موسم صيد الروبيان، الموسم الرئيس للصيادين، كان مخيباً لآمالهم وتوقعاتهم؛ ما أثر سلباً على الدخل بشكل عام، حتى أن بعض الصيادين لم يتمكن من سداد تكلفة شباك الصيد، عوضاً عن سداد أقساط الصندوق الزراعي. انخفاض دخل الصيادين أثر سلباً في قدرتهم المالية، وتسبب لهم في خسائر متراكمة يمكن إضافتها لأقساط الديون المستحقة، وهو ما قد يمنعهم من مواصلة نشاطهم، خاصة أن نظام الصندوق يمنع تجديد رخص الملكية لمن لم يسدد القسط المستحق. ومن هنا جاء قرار الإعفاء لينهي أزمة حقيقية واجهها الصيادون، وأكثرهم من محدودي الدخل، وليخفف عنهم الأعباء المالية والالتزامية، وليساعدهم على إعادة استثمار الأقساط في تطوير نشاطهم، أو استغلالها لسداد الديون المستحقة عليهم للتجار، داعياً الله أن يجعل ما قدمه الملك عبدالله لأبنائه من خير في موازين أعماله، وأن يعفو عنه في الدنيا والآخرة؛ جزاء إعفائه الصيادين من ديونهم لصندوق التنمية الزراعية. الصياد محمد أبوشرحة (تصوير: محمد الفيفي)