ثمة عقبات يجب على الشخص أن يتحداها، ويواجهها ويتغلب عليها، وأول عقبة تواجه أفراد مجتمعنا هي «الفساد»، الذي يشتكي منه القاصي والداني، والكل أيقن أن الفساد موجود وقد تفشى في بعض الأشخاص. ولكن المشكلة أننا تربينا ونربي أبناءنا على «الستر»، فأغلبنا عندما يرى حالة فساد يتكتم عليها، ويقول: «حرام يمكن أقطع رزقه إذا بلغت». هذه مشكلة أكبر من مشكلة الفساد لأن «الساكت عن الحق شيطان أخرس»، فالشخص عندما لا يبلغ عن فاسد لدى الجهات المختصة، فإنه ظلم نفسه وظلم أبناءه لأن الفساد يتكاثر وينمو بسبب «ستر الناس على الفاسدين»، وهكذا سوف تبقى تلك المشكلة أزلية إلا إذا تعاون المواطن مع الجهات المختصة، وبلغ عن حالات الفساد. أتوقع لو أن كل مواطن بلغ عن حالة الفساد التي يراها، فلن نجد فاسداً، وسوف تقطع جذور الفساد، سواء كان إدارياً أو أخلاقياً، ولن يجد المفسد بيئة خصبة، إذا كان هناك من يتعاون مع الجهات المختصة لقتل هذه الظاهرة، فعندما يبلغ المواطن عن حالة فساد فهو يبرئ ذمته أولاً، حتى لو لم يجد أذناً صاغية لشكواه مثلاً. الفساد آفة من آفات المجتمع يجب للقضاء عليها، تعاون الجهات المختصة وتعاون المواطنين النبلاء والمحبين للوطن، ضد كل من يريد إفساداً في هذه الأرض.. يجب التعاون ضد الفساد حتى لا يتكاثر ويصبح من الصعب قطع جذوره، فهو معول هدم لكل ما تم بناؤه، وفيروس خطير ينبغي صناعة مصل يقضي عليه، وهذا المصل موجود في يد الشرفاء.