الحكاية بدأت عندما لم يجد مهندسو البترول والغاز الطبيعي عملاً في بلاد النفط والغاز، أي أصبحوا «عاطلين»، ولأن حكاية أن لا يجد مهندس للنفط وظيفة في بلد يعتبر من أكبر مصدري النفط في العالم تعتبر «قويّة حبتين» لذا أعلنت وزارة المالية ووزارة الخدمة المدنية وصندوق الموارد البشرية (هدف) عن إيجاد فرص عمل حكومية لمهندسي البترول والغاز الطبيعي (العاطلين عن العمل)، أو (المُعطلين إن شئنا الدقّة)،إلى هنا (الوضع حلو)، لكن المرارة دوماً تأتي ساخرة في الوقت غير المُناسب، فبعد شهرين فقط أتت البشائر -وليتها لم تأتِ- فالوظائف الحكومية التي اجتمعت الوزارة والهيئات الأربع لإيجادها أتت على رأي المثل العربي (تمخّض الجبل فولد فأراً)، لكنه فأر جميل ذو فرو أبيض، أنيق وأليف و (ياقلبي عليه)، فالوظائف المُعلن عنها بعد المخاض (تتوقعون أنها في القطاع الخاص كونه هو الأنسب لهم مع أن الوعود كانت بوظائف حكومية) الوظائف التي تم الإعلان عنها بعد شهرين (للأمانة هذا أسرع وعد يتحقق من جهة رسمية) الوظائف هي (مندوب لشركة تأجير سيارات ووظائف في شركات ألبان ومشروبات غازية)! طبعاً كان وعد (هدف) باستدعاء ثلاث شركات بترول وغاز طبيعي من المنطقة الشرقية، في الوقت الذي (وعد) فيه وزير الخدمة المدنية بإعداد تقرير متكامل عن فرص مهندسي البترول في الجهات الحكومية وقال إن التقرير سيكون على مكتبه خلال يومين (الوعد كان خلال رمضان الماضي)، ثم تحوّلت شركات الغاز والبترول إلى شركات ألبان، ووظائف الحكومة لمندوبي تأجير سيارات! مدير تنمية الموارد البشرية يقول «لا نفرض هذه الوظائف على الخريجين»، وهذه معلومة مهمّة جداً، فيا شباب، تنمية الموارد لا تفرض عليكم شركات الألبان، هي فقط تُريد أن تقبلوا بها كي (تشخّص) بكم كأرقام تم توظيفها عن طريق تنمية الموارد، و(شكا) المعيقل من عدم سلبية بعضهم، مثل أن يعتذر أحدهم عن الحضور بحجة ذهابه إلى الحج، طبعاً هذه حجة غير مقبولة إذ المُفترض أن يغادر المشاعر فوراً ويترك الحج ليحضر المقابلة مع شركة النفط التي لم تختر سوى الحاج، وقد تحوّل الشركة نشاطها إلى ألبان أو يُبدع مهندس البترول ويُقنع شركة الألبان بتحويل نشاطها إلى شركة نفط أو غاز ويكون كبير المهندسين ويحج على حساب الشركة «البترولبنية»، المعيقل في نهاية تصريحه فجّر قضية أُخرى يقول (جميع خريجي جامعة الملك سعود من قسم هندسة البترول والغاز الطبيعي، غير جاهزين للعمل في شركات البترول مرجعاً ذلك إلى ضعف الجهة التعليمية التي تخرجوا فيها)! وغداً نكمل..