طالب الكاتب المسرحي معتوق الشريف، بتحويل فروع جمعية الثقافة والفنون إلى أكاديميات فنية، لإعداد أجيال مسرحية تسد العجز في المدن الإعلامية واستوديوهات القنوات الفضائية. جاء ذلك خلال ورقة قدمها في الجلسة الثالثة لملتقى «استراتيجية المسرح» في جدة، الذي نظمته فرقة «محترف كيف للفنون المسرحية»، أمس الأول، في مقر النادي الأدبي بجدة. وناقش الشريف في الجلسة، التي أدارها الفنان عبدالله الغامدي، «وضع المسرح في المؤسسات الثقافية»، عبر ورقته، التي دعا فيها أيضاً إلى رفع مستوى العمل الثقافي والمجتمعي، على مستوى المسؤولين عن الثقافة والمؤسسات الثقافية والإعلامية، واستقلالية المؤسسات الثقافية، وإعداد استراتيجية واضحة لتنمية الوعي بأهمية المسرح من الجهات صاحبة القرار الثقافي، ودعم إيجاد تخصص للمسرح في الجامعات، وإشراك المؤسسات المجتمعية المدنية، مثل مراكز الأحياء والمنتديات الثقافية وغيرها لتشجيع الثقافة المسرحية لدى المتلقين، موضحاً أن «غياب الثقافة المسرحية ساهم في ضعف الحركة المسرحية والنقد المتخصص، حتى أصبحت فكرة الذهاب إلى المسرح لا تجد ما يحفزها في عقل المتلقين مع طغيان القنوات الفضائية». تدريس المسرح وشهد الملتقى عقد جلستين أخريين، ناقشت الأولى «دور الجهات التعليمية بين الإنتاج والإثراء»، أدارها مثنى معمر، وتحدث فيها الكاتب إبراهيم الحارثي، الذي طالب بتدريس المسرح وجوانبه الفنية والأدبية من خلال المناهج، والاستفادة من الأندية المسائية، وتفعيل المسرح من خلال الأنشطة. فيما تناولت الجلسة الثانية «مسرح الأمانة والسياحة بين التجاهل والاختزال»، وتحدث فيها هائل عقيل، وأدارها عبدالرحمن آل منصور. مكتب ثقافي من جانبه، أعلن وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية، الدكتور ناصر الحجيلان، الذي افتتح الملتقى، عن إنشاء مكتب للشؤون الثقافية في منطقة مكةالمكرمة، لتلبية تطلعات الشباب. وعن المسرح في المملكة، قال الحجيلان: «نحن نرصد حالة تطور المسرح، والآن نحن نهتم بالكتابة المسرحية، وقد أصدرنا سلسلة للنهوض بالكتابة المسرحية لأننا نرى الأساس ينطلق من خلال الاهتمام بالكتابة المسرحية، وأعد بتشجيع توصيات هذا الملتقى»، متمنياً إقامة مثله في مختلف مناطق المملكة. وأضاف: «جهزنا مسرح المكتبة العامة في جدة، ليكون مفتوحاً طيلة الأسبوع، لمن يريد أن يقدم عروضاً مسرحية، كما أن هناك النادي الأدبي، وفرع جمعية الثقافة والفنون، اللذين يدعمان العروض المسرحية»، مشيراً إلى أن المسرحيين في بعض الدول الأخرى، يقدمون عروضهم المسرحية في أماكن مختلفة، ولم تقف عاجزة أمام وجود مقار مجهزة، لافتاً إلى أن هذا الأمر لا يعني عدم التطلع لتجهيز أفضل الإمكانيات للمسارح في المملكة. وقال: «بدأنا في تأسيس مراكز ثقافية، وهناك خمسة مراكز الآن، سنتسلم مقرين في حائل وفي الجوف». خدمة المسرح وبدأ الملتقى بكلمة لمديره، الفنان زياد السلمي، بين فيها أن الملتقى ينعقد سنوياً بمشاركة من مسرحيي جدة، لمناقشة الطموحات والتطلعات، وسبل التعاون مع الجهات المعنية، من خلال مبادرات مشتركة للنهوض بالمسرح وتنظيم أفكارهم، تعزيزاً لرؤية مشتركة تخدم الحراك المسرحي في جدة بصفة خاصة، والمملكة بصفة عامة، بالإضافة إلى تكريم أبرز الناشطين في المسرح، مشيراً إلى أن استراتيجية المسرح في جدة كانت فكرة دعا إليها الكاتب المسرحي ياسر مدخلي، وتبنتها فرقة «محترف كيف للفنون المسرحية»، من خلال تنظيمها بالتعاون مع النادي الأدبي الثقافي، الذي رحب باستضافة جلسات الملتقى. تكريم واختتمت فعاليات الملتقى بتكريم الحجيلان للمشاركين، ومن بينهم «فريق حكاية»، الذي يعد أول فريق مسرحي نسائي متخصص. كما تم تكريم المكتبة العامة في جدة لدورها في تفعيل دور المسرح، واحتضانها عديداً من الفعاليات. توصيات وقدم الملتقى مجموعة من التوصيات، منها أهمية توفير مساحات إعلانية للمسرح في وسائل الإعلام، وتدريس المسرح في المدارس والجامعات، وتقديم عروض مسرح الجامعة في الفترة المسائية، وتفعيل الشراكة مع أمانة جدة والغرفة التجارية والهيئة العامة للسياحة والآثار، وإقامة ورش عمل مستمرة مع الفرق والجهات المعنية على مدار العام، على مستوى المملكة، وتوسيع الجدول الزمني للملتقى، إضافة إلى جمع أوراق العمل للملتقى وطباعتها.