غادر دنيانا الفانية أخي أحمد بن عبدالرحمن البسام، بعد أن قضى عشرين عاماً من شبابه يصارع المرض بإيمان خالص، راض بما كتبه الله له. رحل أخي الحبيب من هذه الدنيا بعد مرض عانى منه ماعاني من التعب والإرهاق محتسباً الأجر عند الله سبحانه وتعالى. أي مخلوق يعيش على هذه الأرض سيأتيه يومه الموعود وأجله المحدود، الذي لا يتقدم عنه ولا يتأخر، تحقيقا للأمر الإلهي: «كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فانٍ. وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإكْرَامِ» (سورة الرحمن). أخي فارقت أحبابك، وحزن عليك صحبتك وأصدقاؤك، حيث فارقت هذه الدنيا في زهرة شبابك، لتلقى رباً رحيماً بالعباد. كانت الصدمة يا أخي كبيرة على أسرتك وأصدقائك، إلا أن العزاء العظيم في سيرتك الحسنة، وبرك بوالديك رغم ما عانيته من مرض، غير أنك حرصت دائما على تفقد أحوالهما قبل نومك، وحرصت دائما على الجلوس معهما والتحدث إليهما حرصاً منك على ألا يشعرا بالوحدة والملل، ونحن على رسلك ونهجك سائرون. أخي فقدناك في عيد الأضحى المبارك، ولكنك قلبك ما زال ينبض بيننا، وابتسامتك وحنينك وعطفك تحوم حولنا، ولئن فارقتنا بالجسد. نعم، كل نفس ذائقة الموت، وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور، ولهذا فمهما بلغ الإنسان من عمر مديد، ومال وفير، وصحة ونشاط، فلابد له من الانتقال من دار الفناء إلى دار البقاء، مخلفاً وراءه كل ملذات الحياة من رغد في العيش والاستئناس بالأهل والأولاد والأصحاب، وهذه سنة الله في خلقه. اللهم ارفع ذكر أخي أحمد ومقامه عندك واجعله مع «النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا». اللهم اجعل ما أصابه من مرض، وما عاركه من نصب، وما ختم به محياه من ابتلاء، تمحيصا له من السيئات، ورفعا للدرجات. اللهم يمن كتابه، وهون حسابه، وخفف ألم فراقه على أحبابه، وأجمعنا به في جنات الفردوس. اللهم اغفر له وارحمه، وعافه واعف عنه، وأكرم نزله، ووسع مدخله، واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه من الذنوب كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، وأمطر على قبره من سحائب رحمتك، واجعل قبره روضة من رياض الجنة.