جدة – رنا حكيم 1026 مليون رحلة جوية في عام 2012 الغبار.. من أكثر التحديات التي تواجه حركة الطيران السعودي السالمي: المهمة الأساسية للمراقب هي منع اصطدام الطائرات ببعضها الجابري: لا يعمل المراقب إلا 5 ساعات و20 دقيقة في اليوم فقط يجهل كثير من الناس عمل المراقب الجوي، الذي يقود حركة الطيران، وفي الوقت الذي يشاهد المسافر خلال رحلته للصعود للطائرة عدداً كبيراً ممن يقومون بخدمته إلا أنه لا يتمكن من مشاهدة الشخص الذي يساهم في وصوله بأمان ويمنع اصطدام الطائرات ببعضها سواء كانت في الجو أو على الأرض. حالات الأعطال ووصف مدير عام الحركة الجوية في هيئة الطيران المدني السعودي إبراهيم الجابري عمل المراقب الجوي بالشاق والمجهد، وقال: يواجه المراقبون أيضاً بعض حالات الأعطال أو الخلل في هيكل الطائرة. وأضاف: يبدأ المراقب الجوي بإخبار الجهات المسؤولة مثل الإطفاء أو الإسعاف أو مهندسي الطيران لمباشرة الحالة الطارئة لاتخاذ الإجراءات اللازمة. موضحاً أن الأخطار في الطيران تقسم لثلاثة أقسام: حالة قصوى، وحالة فقدان الاتصال بالطائرة، وحالة الأعطال.. وأضاف: «إن أي خلل في الطائرة ولو كان بالشك يعتبر حالة قصوى، ويوضع ضمن ثلاثة أنواع من الإنذار أو التحذير. وهذا يعتمد على تقدير الكابتن. مشيراً إلى أن آخر حالة شديدة الخطورة كانت في مدرج مطار الملك خالد الجوي بالرياض مع طائرة شحن خرج منها دخان قبل إقلاعها بسبب عطل فني، وتم التعامل معها». الكوارث الجوية وأضاف الجابري أن أكثر الكوارث الجوية التي تصيب حركة الطيران السعودي خلال العام هي تدني مستوى الرؤية بسبب العواصف والعوارض الطبيعية مثل الغبار، وحدثت أشد تلك الحالات بين عامي 2009-2010 وقال: يكون الإجراء الاحترازي لمثل تلك الحالات هو توجيه الطائرات لمطارات بديلة تحط في أحدها الطائرة حتى زوال العارض البيئي، ومن ثم عودتها للمطار الرئيس. مشيراً إلى أن المراقب الجوي يكتفي بإعلام قائد الطائرة بحالة الجو والطقس ويترك القرار لخبرة كابتن الطائرة. ساعات العمل مراقبو منطقة الاقتراب يتحملون مسؤوليات كبيرة وحول متوسط عدد الطائرات التي يقودها المراقب الجوي خلال الساعة الواحدة، أوضح الجابري أن متوسط الطائرات يتراوح ما بين 40-50 طائرة في الساعة الواحدة، بحسب كثافة الحركة الجوية، مبيناً أن فترة عمل المراقب الواحد تصل لثماني ساعات لا يعمل خلالها سوى 5 ساعات و20 دقيقة بناءً على التعليمات الدولية؛ إذ يشترط ألا يعمل المراقب أكثر من ساعتين متصلتين ثم يمنح بعدها فترة راحة على حسب الجهد وعدد الطائرات التي استقبلها، ثم بعدها يكمل العمل، ويعمل المراقبون من خلال 6 ورديات؛ إذ يعملون ثلاثة أيام متواصلة تم يأخذون إجازة لثلاثة أيام مماثلة، ويشترط وجود حوالي 18 مراقباً أو أكثر في الساعة الواحدة حسب ضغط العمل. زيادة المراقبين فيما بيّن نائب الرئيس لخدمات الملاحة الجوية في هيئة الطيران المدني المهندس محمد بن أحمد السالمي أن أكثر الحالات الطارئة التي يتم استقبالها هي الحالات المرضية، مشيراً إلى أنه يعمل في المملكة 515 مراقباً جوياً جميعهم سعوديون، تم تدريبهم وتأهيلهم وتعيينهم في مراكز وأبراج المراقبة الجوية بالمطارات الدولية والداخلية، ويعملون في 14 برج مراقبة حول المملكة، ومن المتوقع أن يزيد هذا العدد في 2014 ليصبح 567 مراقباً جوياً، كما سيزيد العدد بنهاية 2015 ليصبحوا 651 مراقباً.وحول عدد الرحلات الجوية في المملكة أوضح السالمي أن العام الماضي 2012 سجل حوالي 1.026 مليون رحلة جوية، ومن المتوقع زيادة هذا العدد بنهاية العام الجاري 2013. مؤكداً أن نسبة خطأ أفراد المراقبة الجوية هي 0%، وذلك بفضل متابعتهم وتطويرهم وظيفياً من خلال الدورات المتقدمة داخل وخارج المملكة؛ إذ إن الخطأ غير مسموح به في مثل هذا المجال خصوصاً أنه يتعلق بأرواح آلاف الأشخاص المحلقين في الجو. وأضاف: في بداية عهد الطيران في العالم لم يكن هناك مراقبون جويون؛ وذلك لعدم كثافة حركة الطيران، كما أن إجراءات عمليات الطيران كانت تتم من قبل قائد الطائرة فقط وبحسب خبرته الملاحية، لكن مع تطور حركة النقل الجوي في بداية العشرينيات برزت الحاجة إلى تنظيم تلك الحركة الجوية من قبل جهة موحدة، ومن هنا بدأ التفكير في مهنة المراقبة الجوية، وظهور كوادر المراقبين الجويين الذين يقع على عاتقهم تنظيم حركة الطائرات على الأرض وفي الجو لمنع حدوث أي تصادم. خلف الشاشات مراقب الاقتراب خالد الشهري خلال تأدية عمله في مطار الملك عبدالعزيز الدولي وتابع السالمي قائلاً: «يعتبر مجال المراقبة الجوية مجالاً خافياً على غالبية الجمهور وخصوصاً المسافرين؛ بسبب عدم التعامل المباشر بين المراقب الجوي والمسافر، فمنذ حضور المسافر إلى المطار لإنهاء إجراءات سفره حتى خروجه من محطة الوصول يرى كثيراً من الموظفين الذين يقدمون له خدمات السفر بمختلف أشكالها، لكنه لا يتعامل مع من هم خلف الشاشات، يقومون بدور مهم وعمل فائق الحساسية ويساهمون في الحفاظ على سلامة الرحلات. مهام المراقبين وحول المهام الأساسية للمراقبين الجويين، أوضح السالمي أن المهمة الأساسية للمراقب الجوي هي منع اصطدام الطائرات ببعضها في الأجواء أو على الأرض، ومنع اصطدامها بأي حواجز أو عوائق أخرى، وتسهيل تدفق الحركة الجوية مع المحافظة على معايير السلامة بدقة، بالإضافة إلى التعامل مع حالات الطوارئ وسوء الأحوال الجوية، والمساهمة في عمليات البحث والإنقاذ وغيرها وفقا للإجراءات الدولية. صفات المراقبين موظف جديد مع المشرف في وحدة التدريب وأكد السالمي أنه يجب توفر عدد من الصفات في المراقب الجوي التي يتم تدريبه عليها دورياً مثل: اللياقة والذكاء الشديد، وهدوء الأعصاب، وقوة الملاحظة، ومهارة التعامل مع الأرقام، والقدرة على اتخاذ القرارات الصحيحة في الظروف القاسية، والتركيز الشديد، إضافة إلى فحص طبي سنوي وفق المتطلبات الدولية، واجتياز مستوى متقدم في اللغة الإنجليزية. وأشار السالمي إلى أن المراقبة الجوية تعتمد على ثلاثة عناصر رئيسة هي: الإجراءات المتعلقة بالمعايير والقواعد الرئيسة للطيران التي يتبعها المراقب الجوي في أداء عمله، بالإضافة إلى المعايير والقواعد الرئيسة التي يتبعها الطيارون في الجو، وهي معايير وإجراءات دولية تصدر عن منظمة الطيران المدني الدولي (الإيكاو). أما العنصر الثاني فهو الأنظمة (العنصر التقني) الذي يمثل الجانب التقني في منظومة عمل المراقبة الجوية منها ما يتعلق بالأنظمة التي تتوفر في مراكز وأبراج المراقبة الجوية مثل: أجهزة الاتصالات وأجهزة الاستطلاع (الرادار). والعنصر الثالث هو العنصر البشري، ويتمثل في المسؤولين عن المراقبة الجوية (المراقبين الجويين) الذين يكمن دورهم الحيوي في استخدام العنصرين الأول (الإجراءات) والثاني (التقني) للمحافظة على سلامة وانسيابية الحركة الجوية. التخصصات ينقسم عمل المراقب الجوي إلى ثلاثة تخصصات، لكل منها شهادة تأهيل يحصل عليها المراقب الجوي بعد دورات معتمدة وفترة تدريب محددة تصل إجمالي تلك السنوات لأربع سنوات. وهذه التخصصات هي؛ تخصص مراقبة البرج، تخصص مراقبة الاقتراب، تخصص مراقبة المنطقة. مراقب جوي سعودي يتابع حركة الطائرات من بين 515 مراقباً جوياً سعودياً في 14 برج مراقبة على مستوى المملكة