منى – واس أمَّتنا لا تقبل المساومة على دينها وقيمها ولا تسمح بالتدخل في شؤونها نمدُّ أيدينا محترمين الأديان السماوية في مبادرة تنبذ الكراهية والعنف قلوبنا تتَّسع لكل مفاهيم الصداقة.. وقادرون على حفظ عِزَّتنا وكرامة شعوبنا الاختلاف في الأمور لا يجب أن يكون طريقاً لهدم وحدة أمتنا الإسلامية دعا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، المسلمين إلى نبذ الخلافات والتناحر بينهم خشية من الفرقة والشتات، فهمومهم واحدة، وآمالهم مشتركة. مؤكداً أنه لا عز ولا تمكين إلَّا في التمسك بعقيدتنا، واستنهاض كل القيم الأخلاقية التي أمر بها رب العزة والجلال. مشدداً على أن الاختلاف في الأمور لا يجب أن يكون طريقاً لهدم وحدة الأمة الإسلامية. ولي العهد يلقي كلمة خادم الحرمين الشريفين في حفل الاستقبال جاء ذلك في كلمته التي ألقاها نيابة عنه أمس ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، في الديوان الملكي بقصر منى في حفل الاستقبال السنوي لقادة الدول الإسلامية وكبار الشخصيات الإسلامية وضيوف خادم الحرمين الشريفين ورؤساء بعثات الحج الذين أدوا فريضة الحج هذا العام، حيث استقبل كلاًّ من الرئيس التركي عبدالله غول، ورئيس باكستان ممنون حسين، ورئيس السودان عمر حسن البشير، ورئيس موريتانيا محمد ولد عبدالعزيز، ورئيس جمهورية غينيا بيساو مانويل ناماجو، ورئيس الوزراء الأردني الدكتور عبدالله النسور، ونائب رئيس جمهورية جزر القمر المتحدة نورالدين برهان، وكبار المسؤولين في عدد من الدول الإسلامية. وهنأ خادم الحرمين الشريفين في كلمته المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها بعيد الأضحى، سائلاً الله جل جلاله أن يتقبلَ من عباده حجهم، وأن يغمرنا جميعاً برحمته وغفرانه وعفوه، وأن يُعين الأمة الإسلامية على تحمل مسؤولياتها التاريخية، تجاه دينها وعزة أوطانها، وتعزيز وحدة الصف، والتعامل مع الغير بإنسانية متسامحة لا غلو فيها، ولا تجبُّر ولا رفضاً للآخر لمجرد اختلاف الدين، فما اتفقنا عليه مع الآخر فله المنزلة توافقاً مع نوازع القيم والأخلاق وفهم مدارك الحوار الإنساني وفق مبادئ عقيدتنا، وما اختلفنا عليه فديننا الإسلامي والقول الفصل للحق تعالى: (لكم دينُكم ولي دين). وقال: أيها الإخوة والأخوات: «إننا أمة -ولله الحمد والمنة- عزيزة بعقيدتها، ما دمنا على قلب رجل واحد، فهمومنا واحدة، وآمالنا مشتركة، ولا عز ولا تمكين إلَّا في التمسك بعقيدتنا، واستنهاض كل القيم الأخلاقية التي أمر بها رب العزة والجلال، فكان الإسلام ومازال بوسطيته، واعتداله وتسامحه ووضوحه فيما لا يمس العقيدة النقية، طريقنا إلى فهم الآخر وحواره، وطريقنا للفهم الحضاري لحرية الأديان والثقافات والقناعات وعدم الإكراه عليها، يقول الحق تعالى: (لا إكراهَ في الدين قد تبين الرشدُ من الغي). ومن هذا المنطلق تم إنشاء مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، ليكون مدخلاً بين المسلمين وبين أتباع الأديان والثقافات الأخرى، لنقول للعالم إننا نمد أيدينا محترمين جميع الأديان السماوية في مبادرة تنبذ الكراهية والعنف، وتبين للعالم أن الإسلام دين الصفاءِ، والنقاءِ، والوسطية. فإذا كان هذا منهجنا مع غير المسلمين، كان من الواجب علينا جميعاً نبذ الخلافات والتناحر بين المسلمين أنفسهم، وعلى هذا الأساس دعونا لإنشاء مركز الحوار بين المذاهب الإسلامية في المدينةالمنورة، الذي تبناه مؤتمر التضامن الإسلامي الذي عُقد في مكةالمكرمة في شهر رمضان المبارك سنة 1433ه، هدفنا من ذلك صلاح أمر المسلمين، وخشية من الفرقة والشتات، قناعة منا بأن الحوار بين المذاهب الإسلامية، هو بعد الله -جل جلاله- وبقدرته، المدخل السليم لفهم بعضنا بعضاً، فما اتفقنا عليه فالحمد لله فضلاً ومنة، وما اختلفنا عليه يجب أن لا يكون طريقاً لهدم وحدة الأمة الإسلامية، فباب الاجتهاد سنة الله في خلقه، ولذلك جاء الخلاف في الرؤية بين المذاهب رحمة للعالمين، على أن لا يكون مدخلاً للمساس بعقيدتنا السليمة التي لا نقبل المساومة عليها. أيها الإخوة المسلمون: من أرض الرسالة ومهبط الوحي، نقول للعالم أجمع، إننا أمة لا تقبل المساومة على دينها، أو أخلاقها أو قيمها، ولا تسمح لكائن من كان أن يمسَّ سيادة أوطانها، أو التدخل في شؤونها الداخلية، أو الخارجية، ولْيَعِ العالم أجمع أننا نحترمه، ونقدر مساهمته الإنسانية عبر التاريخ، ولكن لا خيار أمام من يحاول أن يستبد، وفق نظرته الضيقة، أو مصالحه، فنحن أمة سلامتها من سلامة دينها وأوطانها، وتعاملها مع الآخر الند للند، ولذلك نأمل أن يكون الاحترام فيما بين الأمم والدول مدخلاً واسعاً للصداقة بينها وفق المصالح والمنافع المشتركة، إدراكاً منا بأن هذا العالم وحدة متجانسة في عصر تُنبذ فيه الكراهية، وتُرفض سطوة التسلط والغرور، فمن أدرك ذلك فقلوبنا تتسع لكل مفاهيم ومعايير الصداقة، ومن رأى غير ذلك فهذا شأنه، ولنا شأنٌ آخر نحفظ فيه عزتَنا وكرامة شعوبنا الأبية». ثم ألقى وزير الحج الدكتور بندر حجار، كلمة عبَّر فيها عن تقدير رؤساء مكاتب شؤون الحجاج ما تم ويتم من جهود مباركة لرعاية الحرمين الشريفين، والمشاعر المقدسة، والمشاريع العملاقة التي أمر بإنجازها خادم الحرمين الشريفين، وتلك التي في طور الإنجاز. عقب ذلك، ألقى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله التركي، كلمة قال فيها إن عديداً من بلاد المسلمين تعاني من الأزمات الأمنية والاقتصادية، أدت إليها عوامل داخلية وتحديات خارجية. مشيراً إلى أنه في هذه الظروف العصيبة اشتدت التطلعات إلى المملكة وقادتها، أملاً في مضاعفة الجهود في حقن الدماء النازفة وتضميد الجراح المبرحة، وإخماد الفتن المهلكة، وإصلاح ذات بين المسلمين، وإعادة الثقة إليهم في دينهم الذي هو عصمة أمرهم ومناط عزتهم. بعد ذلك، ألقى وزير الشؤون الدينية التونسي الدكتور نورالدين الخادمي، كلمة رؤساء مكاتب شؤون الحجاج، عبَّر فيها عن سعادتهم بمشروع التوسعة الكبرى للحرم المكي، حتى يتمكن ملايين المسلمين في الأزمنة القادمة من عمارة المسجد الحرام بيُسر، وبما يحقق رغباتهم الشديدة المتزايدة للحج والاعتمار والزيارة والاستذكار. وفي ختام الحفل تشرَّف الجميع بالسلام على ولي العهد، ثم تناول الحضور طعام الغداء معه قبل أن يودعهم. حضر الاستقبال عدد من الأمراء والمسؤولين وكبار المسؤولين وسفراء الدول العربية والإسلامية. ولي العهد لدى استقباله قادة ورؤساء الدول الإسلامية وكبار الشخصيات (واس)