تخرجت في الجامعة وأنا لا أستطيع أن أكتب جملة واحدة بالإنجليزية. كنت -مثل مئات الآلاف من أبناء جيلي- من “مخرجات” التعليم السيء جداً خصوصاً في اللغات الأجنبية. كان لدينا مدرس لغة إنجليزية في المرحلتين المتوسطة والثانوية. ودرسنا موادا “إنجليزية” في الجامعة لكن أغلبنا لم يتعلم شيئاً. كان المناخ العام لا يشجع أصلاً على التعلم. فلا المعلم يعرف اللغة الإنجليزية ولا الطالب مهتم أصلاً. ولم تكن هناك رقابة على جودة التعليم ولا قياسات لمستوى الطلاب. وحينما خرجت إلى العالم الحقيقي، في العمل والسفر، أدركت مباشرة “خطيئة” التعليم في بلادي وأطلقت “اللعنات” على من خذلني -على مدى السنوات الماضية- ولم يهيئني لدخول معترك الحياة مسلحاً بلغة العالم الجديد. قال أجدانا “إن التعلم في الصغر كالنقش في الحجر”. ومهما تعبنا -بعد الجامعة- في إجادة لغات أجنبية تبقى المعاناة مستمرة لأن اللغة تحديداً تصبح سهلة وممتعة حينما نتعلمها في الصغر. ولأننا في عالم جديد لغة اقتصاده وثقافته ليست العربية فنصيحتي أن نعمل حتى المستحيل من أجل تعليم أطفالنا لغات أجنبية، إنجليزية كانت أو فرنسية أو صينية. وبقدر الحرص الأكيد على تعليم أطفالنا لغتهم الأم وإجادتها كتابة وقراءة ونطقاً تأتي أهمية تعلم لغات أخرى على رأس أولويات التعليم. وإلا كنا كمن يرسل فرسان القبيلة لمعركة عنيفة بلا سلاح! لايهمكم أولئك الذين يحاضرون علينا ليل نهارعن مخاطر تعلم اللغات الأجنبية على ثقافتنا ولغتنا. كثيرهم يعارض تعليم اللغات الأجنبية في مدارسنا لكنني لا أستبعد أبداً أنهم يرسلون أولادهم وبناتهم كل سنة إلى مدارس صيفية في بريطانيا وفرنسا وأمريكا.