رفض زعيم جبهة العدالة والتنمية «قيد التأسيس» بالجزائر الشيخ عبدالله جاب الله، أن ينخرط حزبه في مطلب إقالة الحكومة الحالية التي يقودها الوزير الأول أحمد أويحيى، حيث طالبت حركة مجتمع السلم من الرئيس بتعيين حكومة تكنوقراطية، في حين طالبت النهضة بحكومة حيادية، مشيراً إلى أن المشكلة في اعتقاده ليس في شخص أو شخصين، أو في تغيير الوجوه «لأننا جربنا ذلك ما لم تتغير السياسات والممارسات والعقليات والقوانين فلن يقدم ذلك شيئاً ولن يؤخر»، مؤكداً أن حزبه يطالب بتغيير الذهنيات والممارسات وتغيير القوانين والإجراءات المختلفة «وهذا هو التغيير المطلوب، والمفيد الذي يجب أن نطالب به جميعاً». وكشف جاب الله خلال مؤتمر صحفي عقده بالجزائر، أمس، أن وزارة الداخلية الجزائرية لم ترد على طلب الترخيص بتنظيم مؤتمر تأسيسي للجبهة، المزمع تنظيمه السبت المقبل، وأشار جاب الله الذي كان يتحدث إلى عدد من الصحافيين الجزائريين والأجانب إلى أن حزبه لم يتلق إلى يومنا هذا رداً من وزارة الداخلية للترخيص بعقد مؤتمر الحزب العام، مؤكداً أن المؤتمرات الولائية والجهوية التأسيسية التأمت منذ أيام، قائلاً «نواجه عقبات، ومتواصلون مع الوزارة وملفنا والحمد لله كامل ومستوف لكامل الشروط التي نص عليها القانون الجديد، لكن ننتظر تسليم وصل يسمح بعقد المؤتمر التأسيسي» اليوم(الإثنين) أو غداً (الثلاثاء)، وإذا تأخر تسليم الوصل سنضطر إلى تأخير عقد المؤتمر» وعبر جاب الله عن خشيته من عزوف الناخبين عن المشاركة في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، مشيراً إلى أن توفر جملة شروط وعوامل ستدفع بالجزائريين إلى تغيير موقفهم من الاقتراع المقبل. وقال رئيس جبهة العدالة والتنمية إن فتح المجال السياسي والإعلامي أمام الجميع على قدم المساواة، هي التي تجعل الشعب يطمئن ويثق ويأمل في أن الانتخابات تكون نزيهة، ويتوقع جاب الله أن المشاركة ستكون جيدة، دون تحديد تلك الدرجة لأن الأمر سابق لأوانه، ولكنه عاد فقال إنه يتمنى، بصفته رئيس هيئة المؤسسين، تأجيل موعد الانتخابات شهراً أو شهرين. وبخصوص الجدل الذي أثارته المادة الرابعة من قانون الأحزاب، التي تشير إلى منع قادة جبهة الإنقاذ المحظورة في الجزائر ومناضليها من العمل السياسي، أعلن جاب الله أن الجبهة مفتوحة أمام الجزائريين المتمتعين بحقوقهم السياسية والمدنية، أما من لا يتمتعون بحقوقهم المدنية والسياسية فمشكلتهم ليست مع الجبهة بل مع الجهة الأخرى» في إشارة إلى الحكومة الجزائرية. وسألت «الشرق» عن مبادرة التحالف الانتخابي التي تقدم بها بعض رموز التيار الإسلامي، أشار جاب الله إلى أن أمر التحالفات مؤجل النظر فيه إلى مؤسسات الجبهة التي ستنبثق عن المؤتمر التأسيسي، عن الجدل الذي أثارته لقاءات رئيس الجبهة ببعض البعثات الدبلوماسية في الجزائر، وفي مقدمتها سفيرا الولاياتالمتحدةالأمريكية والحكومة الفرنسية، قال جاب الله إن هذه اللقاءات عادية، ودأب الدبلوماسيون الغربيون على تنظيمها بمناسبة كل استحقاق انتخابي، مشيراً إلى أن اللقاء تم بطلب من السفير الأمريكي، وكان في مقر الجبهة بالعاصمة، وبدد مخاوف المعارضة من صعود جبهته، وأن ذلك يأتي من مصداقية الجبهة، قائلاً «نطمئنهم جميعاً، لن نحارب أحداً، ولن نعادي أحداً سواء في السلطة أو في المعارضة».