جازان – أحمد مهدلي شيبان: البلدية والمجلس البلدي عاجزان عن متابعة المشاريع. الدغريري: مشروع تصريف مياه الأمطار تحت التنفيذ. قطرات قليلة من المطر عبثت بالبنية التحتية للشوارع.. وأنَّت الطرقات تحت وطأة القليل من الأمطار.. فعاد الخوف مجدداً للأهالي بأن تتكرر كارثة سيول بيش عام 1424ه بعد أن كشفت السيول والأمطار التي شهدتها محافظة بيش خلال الأسابيع الماضية التي أسفرت عن أضرار كبيرة بالأملاك، وذلك بسبب ضعف تصريف المياه داخل الأحياء السكنية والطرق العامة وسوء مشاريع السفلتة، ومدى سوء التنفيذ في البنية التحتية لتلك المشاريع. وأدى ذلك إلى إنهيار عديد من الطرقات وتسببت في احتجاز بعض المركبات، بالإضافة إلى محاصرتها ومداهمتها للمنازل والمحلات التجارية. وكشفت هذه الأمطار القصور الواضح في عمليات التصريف لمياه الأمطار فضلا عن سوء البنية التحتية لبعض المشاريع وذلك في ظل غياب الرقابة من قبل الجهات المعنية على الشركات والمؤسسات المنفذة ما أدى إلى حالة من السخط والتذمر وسط أهالي المحافظة. «الشرق» قامت بجولة في الأحياء ورصدت امتعاض المواطنين من المشاريع مؤكدين سيطرة الفساد على جملة هذه المشاريع. كارثة المشاريع أكد عدد من الأهالي أن الأمر قد ينذر بكارثة حقيقية بعدما شاهدوا ما حدث لبعض الشوارع التي تهاوت في غمضة عين بمجرد ملامسة المياه الأرض، نتيجة الأمطار التي شهدتها المحافظة، مطالبين هيئة مكافحة الفساد «نزاهة»، بالتدخل الفوري وسرعة الوقوف على طبيعة الوضع والتوجيه بالتحقيق ومعاقبة كل من تسبب في ذلك. فساد المشاريع وأوضح سمير خرمي أن من يرى تلك الآثار والحفر يتألم لمصير كهذا ويصاحبها مظهر مقزز وتردٍ في حركة السيارات والناس. وقال: بعد الأمطار المتواصلة الأخيرة سقطت أجزاء عديدة من الأحياء وظهرت حفريات متعددة، حتى أن عددا كبيرا من الناس يتمنى عدم استمرار الأمطار حتى تعود الحياة بعد أن مزقت كل شرايينها فهناك كثير ممن ظل يركن سيارته ولا يقودها، لأنه يعلم أن هذا فيه من الضرر الكبير على مركبته. وأضاف خرمي قائلاً: لحسن الحظ ظهر فساد الشركة المسؤولة قبل إنهاء مهامها، فيجب هنا الأخذ بقوة ومحاكمة كل من له سبب في هذه المهزلة، وعدم السكوت لمثل هذه الأمور. خسائر كبيرة آثار الحفريات والتشققات الإسفلتية في أحد الطرق (الشرق) عبدالعزيز سعيد أحد المتضررين من الأهالي أكد بأن مشاريع السيول وتصريف الأمطار أفسدت فرحتنا بهطول الأمطار، حيث تكبدت خسائر مادية كبيرة، وتسببت في إحداث أضرار كبيرة بمنزلي، ومنازل عديدة أخرى لعدم وجود تصريف للمياه في الأحياء. محمد فقيه أشار إلى أن الطرق العامة بالمحافظة أصبحت تفتقر للخدمات التنموية، بعد أن أصبحت شوارعها بدون سفلتة، وباتت حفرا تتربص بمركبات الأهالي وتكبدهم خسائر مالية فادحة، مشيرا إلى أن شوارع المحافظة عموما لا تكاد تخلو من التشققات التي أتلفت السيارات. لجنة عاجلة علي الحكمي قال بأن ما حصل في بيش مؤخراً هو عنوان للفساد والإهمال وتقصير الجهات المسؤولة في متابعة مشاريعها في محافظة بيش وقراها. وحمّل الحكمي المجالس واللجان في المحافظة جزءا من المسؤولية وقال: لقد شكّلت من أجل تنمية وتطوير المحافظة وهي الآن لاهية عنا، وتغط في سبات عميق ولا تقوم بواجبها على الوجه المطلوب، الذي يحقق للمواطن ما يريد. مطالباً المواطنين بمحاسبة المقصرين الذين تسببوا في تكبدهم خسائر مادية كبيرة، ومتسائلاً عن غياب دور أمانة جازان في ما تشهده المحافظة داعياً لتكوين لجنة عاجلة لتحديد الأضرار وتعويض المتضررين. عجز المجلس البلدي عضو المجلس البلدي محمد شيبان من جهته أوضح عضو المجلس البلدي بمحافظة بيش محمد شيبان أن ما تسببت به الأمطار الأخيرة أظهر الخلل الواضح في عملية تنفيذ المشاريع التي يقوم بالعمل عليها بعض المقاولين من مشروع تصريف مياه الأمطار ومشروع درء السيول مشيراً إلى أن الأسباب تعود إلى عدم تنفيذ المقاول للمشاريع حسب المعايير والمقاييس السليمة وعدم درايته السابقة بكيفية الطبقات وكيفية العمل على المشروع، وقال: إن هذه الأسباب لا تتوقف على هذه المشاريع فحسب بل على بعض المشاريع الأخرى التي يتم العمل فيها، موضحاً أن الأسباب تعود إلى العجز الذي تشهده البلدية ممثلة في المجلس البلدي في متابعة المشاريع وعملية تنفيذها وعدم وجود الرقابة الكاملة عليها. داعيا البلدية والمسؤولين في المحافظة على التشديد والمراقبة على هذه المشاريع والمقاولين وعدم الإهمال في متابعتها للنهوض بعملية التطوير بالمحافظة. وأوضح عضو مجلس الأهالي بالمحافظة منصور أبو هادي أن مشروع تصريف مياه الأمطار ومشروع درء السيول وعديدا من المشاريع التي كشفت الأمطار عن جانب الإهمال الكبير في عملية تنفيذ هذه المشاريع، التي تسببت في حدوث الحفريات وغلق الطرق وتضرر عدد كبير من الأهالي بعد الأمطار التي شهدتها المحافظة. وأشار آل هادي إلى أن أكثر من 90% من شوارع وأحياء المحافظة مدمرة وذلك بسبب الحفريات العميقة والسطحية التي تسببت في حدوث الأضرار، ولم يتم معالجتها وإعادة صيانتها إلى الآن مشيرا إلى أن السبب يعود إلى سوء البنية التحتية وتطوير الطرق التي جرى العمل على تطويرها منذ الثلاث سنوات الماضية، وإلى الآن لم تشهد أي تحسن بل تزدد سوءاً. وأضاف آل هادي قائلاً بأن المحافظة تشهد غيابا من قبل الجهات المسؤولة في متابعة مشاريعها والعمل على تطويرها كباقي المحافظات الأخرى بالمنطقة. تصريف الأمطار المهندس هادي دغريري رئيس بلدية محافظة بيش المهندس هادي دغريري أوضح ل «الشرق» أن البلدية قامت بجهود كبيرة لمعالجة الأضرار الناتجة عنها جراء الأمطار الغزيرة التي شهدتها المحافظة، وذلك بالتعاون مع أمانة منطقة جازان ومتابعة مباشرة من الأمين المهندس عبدالله القرني، وذلك نظراً لعدم وجود شبكات لتصريف مياه الأمطار من السابق، وقال: المرحلة الأولى ما زالت تحت التنفيذ، وقد قمنا بنزح المياه من المناطق المنخفضة ومواقع تجمعها كما تم طمر بعضها وقد تحددت معظم مواقعها في وسط البلد والمواقع العشوائية والقديمة بسبب انخفاض مناسيبها. كما نشأ عن ذلك هبوطات في بعض مواقع شبكات الصرف الصحي التابعة لإحدى الجهات الخدمية بالمنطقة، نتج عنها تضرر سيارات بعض المواطنين. وقد تم معالجة الموضوع مبدئيا في حينه وتم استدعاء المؤسسة المنفذة وتعهدت لدينا بإنهاء العمل بصفة عاجلة ومعالجة المشكلة الرئيسة حتى لا تتكرر مرة أخرى، خاصة وأن بعض التفريعات ما زالت بلا نهاية للتصريف. كما تم أخذ التعهدات عليهم بأهمية تنظيم وجدولة أعمالهم ولن يرخص لهم إلا بذلك. مراحل التصريف وبين الدغريري أن المرحلة الأولى من مشاريع تصريف المياه لا تزال تحت التنفيذ وهي لا تغطى أكثر من 20 % من الاحتياج الفعلي للشبكة. والمرحلة الثانية في مرحلة الترسية وقد رفع محضرها لوزير الشؤون البلدية والقروية لاعتماده ومتى ما تم توقيع عقد المشروع والانتهاء من جميع المراحل التي قد تصل لثلاث مراحل، سيتم بمشيئة الله معالجة مشكلة تصريف مياه الأمطار في بيش. أما عن الأضرار في ممتلكات المواطنين فمن المعروف أن هناك لجانا مشكلة لهذا الموضوع تحت إشراف المحافظة. إحدى فتحات مياه الصرف بعد تعرضها لمياه الأمطار إحدى الحفريات التابعة لأحد المشاريع وسط الطريق تشكل خطرا على المارة وتسببت في غلق إحدى بوابات المركز الصحي (الشرق) تعرض إحدى السيارات للسقوط في الحفريات أحد المنازل بعد تعرضه للغرق سقوط إحدى السيارات في الحفريات