تعيش مدن الضفة الغربية حالة من التوتر الشديد الذي ينذر بانفجار وصفته مصادر ب «بركان من المقاومة المسلحة» ضد الجيش الإسرائيلي لاسيما بعد تمكن المقاومة من قتل جنديين إسرائيليين في أقل من 48 ساعة، أحدهما في مدينة قلقيلية بعد خطفه، والآخر على يد قناص فلسطيني عند الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل. وقالت مصادر أمنية فلسطينية ل «الشرق» إن قوات الاحتلال أغلقت مداخل مدينة الخليل بشكل جزئي وباشرت حملة اعتقالات وتفتيش في منازل الفلسطينيين، فيما أصيب عددٌ من الشباب خلال المواجهات التي وقعت مع قوات الجيش والشرطة الإسرائيلية المقتحمة للمدينة. وذكرت المصادر أن الأوضاع في الضفة تتجه إلى تصعيد الصدام مع الجيش الإسرائيلي واندلاع انتفاضة شعبية في كافة مدن الضفة لاسيما في ظل استمرار المستوطنين في اقتحام الأقصى. ووفقا للإذاعة العبرية الرسمية، فإن الجيش الإسرائيلي عثر خلال عمليات المداهمة في مدينة الخليل على بنادق صيد لدى شابين من المدينة جرى اعتقالهما وتحويلهما إلى التحقيق، ولا يزال الجيش الإسرائيلي يفرض طوقاً أمنياً على مدينة الخليل وباقي المدن في الضفة الغربية. من جانبهم، اقتحم العشرات من المتطرفين ساحات المسجد الأقصى عبر باب المغاربة بحراسة معززة من شرطة الاحتلال ومارسوا طقوساً دينية خاصة في احتفالاتهم بما يسمى «عيد العرش – المظلة»، وأفاد أحد حراس الأقصى ل «الشرق» بأن ما يزيد عن 130 متطرفاً اقتحموا الأقصى بطريقة همجية. وعلى المستوى السياسي الإسرائيلي، دعا عددٌ من وزراء حكومة نتنياهو إلى وقف المفاوضات مع الفلسطينيين ردا على مقتل الجنديين. وشن الوزراء ذاتهم هجوماً على الرئيس الفلسطيني محمود عباس لعدم صدور أي موقف منه «يدين هذه العمليات». واتهم وزير المواصلات الإسرائيلي، حسبما نُشِرَ على موقع القناة العاشرة الإسرائيلية، الرئيس عباس برعاية «الإرهاب»، مطالباً بوقف الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين الذين جرى الاتفاق على إطلاق سراحهم مقابل العودة إلى المفاوضات. وفي سياق الدعوات لتصعيد المواجهات مع الجيش الإسرائيلي، دعا تجمع شبابي فلسطيني إلى اعتبار الجمعة المقبل يوم ثورةٍ للمقاومة ضد الاحتلال ولنصرة الأقصى وللوقوف في وجه التهويد المستمر الذي يتعرض له. ووفقاً لبيان «ائتلاف شباب الانتفاضة – فلسطين»، الذي حصلت «الشرق» على نسخةٍ منه، فإن النشطاء اختاروا الجمعة؛ لأنها تصادف الذكرى السنوية ال 13 لانتفاضة الأقصى. وطالب الائتلاف الفلسطينيين بالانتفاض في وجه المحتل الإسرائيلي من جديد في كافة مناطق التماس في الضفة المحتلة وقطاع غزة والقدس والأرض المحتلة عام 48.