علمت «الشرق» أن وزارة الحج سلمت مخيمات مخصصة لإيواء 25 ألف حاج من حجاج الداخل في مشعر منى بلا دورات مياه ولا مطابخ، إلى شركات حجاج الداخل، بحسب الأوراق التي تحصلت عليها. وطال نقص خدمات المخيمات كافة المخيمات التي تبدأ من (أ) وتنتهي ب (ه). وأكد رئيس اللجنة الوطنية للحج والعمرة أسامة فيلالي ل «الشرق» أن المعادلة الآن ليست عادلة، «تسليم مخيمات غير مكتملة والمطلوب في الوقت نفسه خدمات متميزة للحجاج». وقال: «في السابق كان يتم منحنا دورات مياه ومساحات للمطابخ في المخيمات، وإن كان هناك نقص تبادر الشركات إلى إكماله، إلا أن هناك في موسم حج هذا العام بعض المخيمات دون خدمات البتة، لا دورات مياه ولا مطابخ وهذا يزيد الأمر سوءاً»، مبيناً أنه تم الرفع إلى المسؤولين عن الأضرار التي تلحق بهم والمعاناة التي سيتكبدونها. بيان بالمخيمات التي تفتقد دورات مياه ومطابخ وأوضح فيلالي أن شركات حجاج الداخل ستتحمل تكلفة إقامة دورات المياه على حسابها الخاص، وتتدارك افتقاد المخيمات للمطابخ باعتبار أنه يستحيل تقديم التغذية للمخيمات، منوهاً إلى أنه تم تحديد مواقع المخيمات في منتصف شهر ذي القعدة، ولم يعد أمام الشركات إلا 15 يوماً فقط من أجل إكمال النواقص بالكامل. واستغرب من شكاوى البعض من شركات حجاج الداخل لرفعهم الأسعار من أجل تحقيق مزيد من الأرباح، على الرغم من أن الإجابة واضحة. وقال: «عندما ترتفع تكلفة المخيمات ترتفع الأسعار وعندها لا يجب على أي مسؤول أن يتساءل لأنه يعرف الإجابة مسبقًا.. هذه أحد الأسباب التي تؤدي إلى ارتفاع الأسعار». ولفت إلى أن عدد حجاج الداخل أقل بنسبة 50%، لكن المساحة ليست كبيرة بل ضاقت عن موسم الحج الماضي ما أدى لافتقاد الخدمات، وما اُقتطع من مخيمات حجاج الداخل من مساحة لن يترك خالياً، بل سوف يتم منحه إلى حجاج الخارج. وأضاف: «المخيم السابق الذي يستوعب ألفاً في هذا الموسم تم تخصيصه لشركتين، أو إعطاء نصف المخيم للداخل والنصف الآخر لحجاج الخارج، بحجة أن حجاج الخارج لم يأخذوا حقهم كاملاً كما يقال، مستدركاً بأن مساحة مشعر منى لم تتغير، لكن ما تم استقطاعه تم منحه لصالح حجاج الخارج». وأكد فيلالي أن نسب مساحة المخيمات تتراوح ما بين 24% إلى 42% من عدد المرخص به، حيث إن أقل شركة تحصل على نسبة 25% وأكبر شركة 42%، وهذا أثَّر تأثيراً سلبياً على أداء الشركات، وأثار استياءها، معتبراً أن هذا الإجراء عائق في سبيل تقديم جودة الخدمة التي تنشدها وزارة الحج. وطالب فيلالي من وزارة الحج مقابل المخيمات التي تفتقد دورات مياه بتخصيص مقاولين معينين لإقامة دورات المياه، ومن قبلها تنسيق بعض المطابخ، أو التسهيل من حركة الدخول والخروج بالأغذية خارج المشاعر لتأمين الأغذية للمخيمات. من جانبه، برر وكيل وزارة الحج والمتحدث الرسمي حاتم قاضي نقص دورات المياه والمطابخ في بعض المخيمات مراعاة للطاقة الاستيعابية وقال: «بالنسبة لنقص الدورات في بعض المخيمات فقد تمت مراعاته بحيث لا يؤثر على الطاقة الاستيعابية، لاسيما أن المساحة المخصصة لكل حاج 160 سم دون أي تقليص. وشدد على أن المخيمات والعدد المخصص لكل شركة متاح وفق الإمكانات، والوزارة حريصة على تذليل كافة العقبات لتمكين حملات حجاج الداخل من القيام بواجباتها، لافتاً إلى أن تسلُّم المواقع متوقف على سداد أجور المخيمات بنسبة 100% في مدة أقصاها عشرة أيام من تسلُّم المواقع.