منذر ماخوس قال سفير الائتلاف الوطني السوري في باريس، منذر ماخوس، ل «الشرق» إن المبادرة الروسية التي تقضي بتسليم ترسانة الأسلحة الكيماوية التي يملكها النظام إلى المجتمع الدولي بعد وضعها تحت رقابته كانت هدية لنظام بشار الأسد وإنقاذاً له. وأضاف السفير «بدلا من أن يُعاقَب النظام على جرائمه التي اقترفها سواءً كانت بالكيماوي أو بالأسلحة التقليدية، أُعطِيَ فرصة جديدة وهدية جاءت له من السماء، عبر حلفائه الروس لإنقاذه من جرائمه». وقال ماخوس إن المجازر تُرتَكب كل يوم في سوريا «لذا علينا أن نركز على الأمر الأساسي وأن لا نحصر الأزمة في الأسلحة الكيميائية». وأكد السفير أن المسألة السورية ستدخل في نفق مظلم بعد الاقتراح الروسي، واعتبر أن إلغاء الضربة العسكرية سيمنح الروس وحزب الله وإيران مجالاً واسعاً للمناورة وإجهاض كل ما تحقق لمصلحة الثورة، وتابع «بات من الواضح أن الضربة تأجلت إلى أجل غير مسمى وربما لن تحصل، وبدلا من أن يعاقب المجرم على جرائمه كوفئ بإعطائه مزيداً من الوقت له ولحلفائه». وأشار إلى أن الدخول في دوامة التفتيش عن الأسلحة الكيماوية سيتطلب شهوراً طويلة، كما حدث في العراق قبل سنوات، خاصة أن البحث لن يكون سهلاً عن مكونات هذه الأسلحة فهي ليست بالضرورة موجودة على شكل غازات سامة، بل ربما معظم ما يملك النظام على شكل مواد أولية تدخل في صناعة الغازات القاتلة، وهذا ما يعقّد مسألة السيطرة عليها، ومعروف أن ما لدى النظام من مواد كيماوية تكفي للقضاء على الشعب السوري بأكمله، وشكك السفير في وجود آلية تؤمّن السيطرة على هذه الترسانة الكيماوية. وتساءل السفير ماخوس إذا ما كان الاقتراح الروسي الذي مثَّل طوق نجاة لأوباما جاء صدفة أم كان مرتباً لإنقاذ الرئيس الأمريكي من الورطة التي وضع نفسه فيها، ابتداءً من وضع الخط الأحمر للنظام السوري وانتهاءً بإحالة قرار الضربة العسكرية إلى الكونجرس للموافقة عليه، مع تزايد المخاوف من أن يصوت الكونجرس ضد الضربة. وأردف السفير أن الاقتراح الروسي يعتبر نصراً للأسد وحلفائه، وأنه سيطلق يدهم من جديد في سوريا، سواء كانت السياسة الأمريكية أرادت ذلك أو لم ترد. وحول مشروع القرار الفرنسي الذي ستقدمه باريس إلى مجلس الأمن الدولي لإضفاء الشرعية القانونية على الاقتراح الروسي، أوضح ماخوس أن الروس لن يحاولوا إفشاله بل إدخال تعديلات على المشروع الفرنسي وهي فرصة لن يفوتوها لإفراغه جزئياً من مضمونه ولمنح النظام مزيداً من المناورة وكسب الوقت سواء ًعلى صعيد موضوع الكيماوي أو الاستمرار في قتل السوريين وتدمير البلاد، لكنه أكد أن هامش المناورة لن يكون كبيراً حتى لا يخسروا الفرصة التاريخية التي حصلوا عليها، وتلافياً للعودة لمشروع الضربة العسكرية، التي أصبحت من الماضي رغم إمكانية التلويح بها من قبل الغرب.