الطائف – عناد العتيبي الفيصل: الوصول إلى العالم الأول يبدأ من المحلية.. ورهاننا على الشباب أطلق أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الإشراف لسوق عكاظ الأمير خالد الفيصل مساء أمس، الدورة السابعة لسوق عكاظ، نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وذلك بحضور رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان، وبحضور أكثر من ثلاثة آلاف متفرج وألفي مثقف و25 سفيرا داخل المملكة وعدد من وزراء الدولة. وقدّم الأمير خالد الفيصل خلال حفل التدشين جوائز مسابقات السوق للفائزين، بعد أن تم استعراض فيلم وثائق عنها، فيما ألبس شاعر عكاظ وشاعر شباب عكاظ بردتين مُذهبتين مطرزتين بأبيات من شعرهما، قبل أن يلقيا بعضا من قصائدهما أمام الحضور، ثم وضع الأمير الفيصل حجر الأساس لأكاديمية الشعر الشعبي بعد أن تجول والضيوف في جادة عكاظ التاريخية، ومعارض الجهات الحكومية المشاركة بخيمة المعارض العملاقة. وفي ختام احتفالية التدشين شاهد الحضور مسرحية (الأعشى) التاريخية، وهو العمل الرئيس الذي يتم عرضه في أيام سوق عكاظ، وهو من تأليف الدكتور سامي الجمعان، وبطولة كل من ياسر المصري، رياض الصلحاني، خالد صقر، أسامة القص، ونايف خلف، وشارك في تقديمه وتنفيذه أكثر من مائة شخص من بينهم جنسيات أوروبية. وكان أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل قد أكد أن سوق عكاظ «كيان مستقل»، وأن موعده السنوي لا يرتبط بمواسم الإجازات أو خلافها، مبيناً أنه «متى ما كان هنالك ما يستحق فإن الزوار سيأتون دون النظر في مواعيد إقامته»، مشدداً على أنه لو لم يكن هنالك ما يدعو لزيارته فلن يأتي الزائر «سواء كان في إجازة أو صيفا أو شتاء، ونحن نعمل على جذبهم من خلال التطوير وتقديم الجديد في كل عام». وقال الفيصل، خلال مؤتمر صحفي عقده أمس في مقر جامعة الطائف، إن هنالك مشروعاً يتم التنسيق بخصوصه مع الهيئة العامة للسياحة والآثار، لبناء مدينة سوق عكاظ، وأضاف «حينها سنجعل عكاظ طوال العام، ونحن نفكر جدياً في تمديد فترة السوق نحو شهر في الأعوام القليلة المقبلة، ونتمنى أن نطبق ذلك ابتداء من العام المقبل»، لافتاً إلى أن هنالك دراسة مع جامعة الطائف لاستغلال خيمة سوق عكاظ الكبرى طوال العام، وذلك من خلال إقامة فعاليات ومناشط ثقافية مستمرة. وعن جديد السوق قال «هذا العام سنضع حجر الأساس لمركز الشعر العربي الذي سيكون نواة لأكاديمية الشعر العربي في المستقبل، فيما سيكون في العام المقبل بحول الله مشروع نافذة المستقبل، وهي النافذة التي ستحتضن المؤسسات الكبرى بالمملكة في القطاعين الحكومي والخاص لكي يرى المواطن السعودي مستقبل بلاده والعالم». وعن دخول وزير التجارة في عضوية اللجنة الإشرافية للسوق قال: كافة أصحاب السمو ومعالي الوزراء أعضاء اللجنة الإشرافية يعملون كلٌّ في جهته لدعم هذا المشروع الوطني الذي يعتبر مشروعاً اقتصادياً فريداً، وكل عضوية لها علاقة بحراك السوق وبرامجه المختلفة. وأشار إلى أن سوق عكاظ ليس معرضاً أثرياً، إنما هو للحاضر والمستقبل ونقدم فيه مشروعنا المستقبلي «عكاظ السعودي» الذي يرانا العالم من خلاله، فالسوق ليست متاجرة، بل هي مناسبة لتبادل الفكر والثقافة، ويكفينا فخراً أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – يحفظه الله- أول شخصية عالمية بادرت إلى الدعوة للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، ومن خلال سوق عكاظ تمكنا من ترجمة هذه المبادرة في حراك فكري وفتحنا النوافذ لتقديم فكرنا الإسلامي والوطني للعالم. وأضاف الأمير الفيصل، إن سوق عكاظ أسهم في إذكاء التنافس في مختلف المجالات، وهو ليس نشاطاً سياحياً، ولا سوقاً للتجارة، إنما تظاهرة ثقافية فريدة تؤصل للماضي وتستشرف المستقبل، والتغيير الذي نهدف إليه يجب أن يتم بالتدرج بهدف التطوير، والإنسان السعودي قادر بأعماله على تحقيق نجاح يعتد به. وفي إجابة عن سؤال ل «الشرق» حول وجود حاضنة لإبداعات الشباب في السوق قال: الوصول للعالم الأول يجب أن يبدأ من المحلية، والشباب من نراهن عليهم لبلوغ أعلى مستويات الإنجاز، وما وعدنا به في الأعوام الماضية بأن يكون للشباب منصة ثقافية وحوارية في هذا السوق، ها هو يتحقق من خلال مشاركتهم في الندوات، وسنعمل على أن نجعل لهذه الأفكار والإبداعات نافذة وحاضنة لها، وسيتطور حضور الشباب شكلاً ومضموناً كما بدأناه. جانب من حفل الافتتاح (تصوير: عبيد الفريدي)