دخلت وكالة الأممالمتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» في حوار مع الحكومة الأردنية لاستيعاب اللاجئين الفلسطينيين الموجودين في المخيمات السورية إذا حدثت حركة نزوح بعد الضربة العسكرية الأمريكية المتوقعة، غير أن الأردن رفض الحديث في هذا الموضوع. وقالت مصادر متطابقة من «الأونروا» والحكومة الأردنية إن هذا الموضوع قيد البحث، وتحاول أونروا الضغط على الأردن لاستقبال واستيعاب اللاجئين الفلسطينيين الفارين من الوضع الأمني غير المستقر في سوريا. وقال مصدر رسمي أردني ل «الشرق» إن الأردن يرفض بحث هذا الموضوع؛ لأن من شأن القبول به إحداث تغيير حقيقي في التركيبة الديمغرافية الأردنية، بحيث تتخلخل التركيبة لصالح الأردنيين من أصول فلسطينية. وتابع المصدر، إن هذا الموضوع غير قابل للبحث رغم استقبال الأردن منذ العام الماضي حوالي 7000 لاجئ فلسطيني من المقيمين في سوريا، بالإضافة إلى 200 لاجئ في مدينة سايبر سيتي الحدودية مع سوريا. وكان المفوض العام لوكالة الأممالمتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، فيليبو جراند، أعلن أخيراً أنه دخل في حوار صريح مع وزير الخارجية الأردني ناصر جودة لإيجاد حل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين الفارين من سوريا والموجودين على أراضي المملكة. وتوقع مصدر في «الأونروا» تدفقاً غير مسبوق للاجئين الفلسطينيين من سوريا، قد يصل إلى عشرات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين. وقال المصدر ل «الشرق» إن الأوضاع غير المستقرة وغير الآمنة بالإضافة للحصار الذي يعاني منه اللاجئون في المخيمات الفلسطينية سواء من الجيش النظامي أو الجيش الحر، يزيد من معاناتهم ويؤدي بهم إلى النزوح من المخيمات إلى أقاربهم في المدن السورية. وكانت أونروا توقعت بحسب بيان لها قبل فترة وجيزة، أن عددهم قد يصل في المملكة إلى 10 آلاف لاجئ فلسطيني وقالت «الأونروا» في تقرير نشر على موقعها الإلكتروني، إن احتمالية حدوث تدفق كبير للاجئين الفلسطينيين من سوريا الذين يدخلون الأردن أو الذين يعلقون على طول الحدود «لا يمكن استبعادها». وأشار التقرير إلى أنه «بحلول نهاية العام الحالي (2013) يتوقع أن يرتفع عدد اللاجئين الفلسطينيين من سوريا في الأردن من 6700 لاجئ إلى 10 آلاف، إلى جانب 200 آخرين يتم احتجازهم في مخيم سايبر ستي (في مدينة الرمثا شمال البلاد)، إضافة إلى 200 لاجئ سوري». وأوضح أن الوضع غير المنتظم للاجئين الفلسطينيين من سوريا في الأردن «يعني أنهم يعانون من درجة كبيرة من انعدام الأمن». يذكر أنه يوجد 200 لاجئ فلسطيني يقيمون في مدينة سايبر سيتي التي يشكو المقيمون فيها من سوء تهوية المباني والخدمات الصحية.