القاهرة – واس كلما تجاهل العالم ما يجري في سوريا زاد العنف. هناك تصميم واضح من نظام الأسد على فرض الحل العسكري على إرادة الناس. نقبل ما يقبله السوريون ونرفض ما يرفضونه.. ولا نستطيع تحمل استعمال الكيماوي. دعا وزير الخارجية، الأمير سعود الفيصل، المجتمع الدولي إلى استخدام كل إمكاناته لوقف العدوان على الشعب السوري، مؤكداً أنه كان هناك تصميم واضح من النظام السوري على أنه «لا يريد سوى الحل العسكري الذي يفرض نفسه على إرادة الناس». وقال الفيصل، في مؤتمرٍ صحفي في قصر الاتحادية الرئاسي في القاهرة أمس بحضور نظيره المصري نبيل فهمي، إن النظام السوري استخدم الغازات السامة ضد شعبه «وهذا ما لا نستطيع تحمله»، مستنكراً أن «يجرؤ نظام على استخدام أسلحة محرمة دولياً حتى ضد أعداء تقليديين فكيف بشعب يفترض أنه يحميه». وردًا على سؤال بخصوص مخاوف الضربة الأمريكية لسوريا، نوه وزير الخارجية بتصريحاتٍ للرئيس الأمريكي، باراك أوباما، قال فيها إنها ضربة محدودة ولن تكون برية أو شبيهة بما حصل في العراق أو أفغانستان. ولفت إلى أن هناك مشكلة تواجه المنطقة العربية التي تحتاج إلى عمل يحفظ أمنها، مؤكداً أن الأزمة تتمثل في «غياب قدرة عربية لحل الأزمات، مقابل فيتو في مجلس الأمن يمنع المضي في تنفيذ قرارات معينة». وقال: إن «ما حدث في سوريا هو أن الحكومة السورية واجهت المظاهرات السلمية بإطلاق النار والشبيحة وعندما تمت مواجهة هذا العمل بالصمت ازداد دخول القوات السورية المسلحة لإلقاء القبض على الناس ومع استمرار التغاضي عن المشكلة استمرت أعمال العنف بالرغم من أن مطالب الشعب السوري لم تكن مجحفة، فقام الشعب بالدفاع عن نفسه». وذكَّر بأنه كانت هناك محاولات عربية لإيجاد حل سلمي للموضوع وكانت هناك محاولات دولية إلا أنها لم تنجح واستمر الوضع على ما هو عليه. وأكد أن العرب ساعدوا الشعب السوري في الدفاع عن نفسه، مشيراً إلى أن الدول العربية ولأول مرة أخذت خطوة تعد متقدمة في مساندة الشعب السوري حيث اعترفت بالائتلاف الوطني المعارض كممثل للشعب السوري في الجامعة العربية. وأوضح وزير الخارجية أن المملكة ساهمت في مساعدة المعارضة السورية ضد نظام بشار الأسد، قائلاً «إن هذا ما يقبله السوريون، وما يقبله السوريون نقبله وما يرفضونه نرفضه». واعتبر أن الدماء في سوريا تنزف دون حساب وأنه كلما تجاهل المجتمع الدولي ما يجري في سوريا كلما زاد العنف. ونبّه إلى أنه من غير المقبول السماح للنظام السوري باستخدام الغازات السامة ضد شعبه، مطالباً المجتمع الدولي باستخدام جميع إمكانياته لوقف العدوان على الشعب السوري وعدم الاكتفاء بالشجب والإدانة. في سياقٍ آخر، أوضح وزير الخارجية أنه سلم رسالة من خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، لرئيس جمهورية مصر العربية، المستشار عدلي منصور، تؤكد أن المملكة حكومة وشعباً ستقف مع مصر في كل وقت وآن وفي كل قضية. واعتبر أن «هذا ليس غريباً على خادم الحرمين الشريفين؛ لأنه ديدن العلاقة بينهما منذ حين»، مشدداً على أن هذا مبنيّ على أواصر القرب التي تجمع بين الشعبين والبلدين والمصالح المشتركة والمستقبل المشترك. وأكد الفيصل تفاؤل حكومة المملكة جراء تحسن الوضع المصري الداخلي وتجاوز الأزمة، وشدد على أن مصر ستحقق مستقبلاً مشرقاً. وأضاف: «كم أنا سعيد عندما أشاهد في مصر الاستقرار الذي يحدث الآن، والتفاف الشعب المصري حول بعضه في هذه الفترة العصيبة يجعلنا ليس فحسب متفائلين، بل ومتأكدين أن المستقبل سيكون مزدهراً من كل ناحية بالنسبة للشعب والدولة». ورأى الأمير سعود الفيصل أن تهديدات بعضهم بقطع المعونات عن مصر غير جدية وتبقى مجرد تهديد لأن هناك مصلحة مشتركة ومتبادلة بين هذه الدول ومصر. وقال: إن «مصر دولة كبيرة وليس من السهل التعامل معها بهذه البساطة»، مجدداً دعم المملكة للقاهرة من منطلق أن وقفة المملكة مع مصر وقفة مبدئية على كل الصعد. من جهته، أعرب وزير الخارجية المصري، نبيل فهمي، عن تقديره وامتنانه لدعم المملكة لمصر، واصفاً العلاقات بين البلدين بأنها «في أعظم و أفضل حالاتها». وقال: إن لقاء الرئيس المصري عدلي منصور بالأمير سعود الفيصل أكد العلاقات الوطيدة بين الشعبين المصري والسعودي. وأبدى وزير الخارجية المصري تطلعه لتعزيز العلاقات بين المملكة ومصر والعمل سوياً من أجل قضايا الشعوب العربية، مشدداً على أن الدول المؤثرة في العالم العربي تحمل مسؤولية رئيسية لضمان حقوق ومصالح الشعوب العربية في ظل التحديات الموجودة في المنطقة. إقرأ أيضاً: * وزير الخارجية لنظرائه العرب: لنقف مع الحق مرة واحدة دون مواربة. الأمير سعود الفيصل ونظيره المصري خلال مؤتمر صحفي أمس في القاهرة (إ ب أ)