كشفت أمانة محافظة جدة عن إنشاء مسار سياحي في المنطقة التاريخية، يمتد من كورنيش البحر إلى المنطقة التاريخية، وقد تم رصد ثلاثة ملايين ريال لدراسة المشروع وإعداد الخرائط. ويهدف المشروع إلى إبراز المناطق الأثرية في المنطقة التاريخية، وتعريف زوّارها بأهم المباني الأثرية والمواقع التاريخية. وأكد رئيس بلدية جدة التاريخية المهندس سامي نوار ل»الشرق» أن أمين محافظة جدة الدكتور هاني أبو راس يشدد بشكل خاص على تطوير المنطقة التاريخية وتوثيق المواقع الأثرية، لافتاً إلى أنّ الأمانة تعد حالياً دراسة لإنشاء مسار سياحي عالمي في المنطقة التاريخية، وقد خصص لدراسة المشروع وإعداد الخرائط مبلغ ثلاثة ملايين ريال، وقد تم الانتهاء من 75% من هذه الدراسة، ولم يتبق إلا المخططات الأخيرة. وبيّن نوار أن المسار السياحي سيربط المنطقة التاريخية بالكورنيش، بالإضافة إلى مسارات محددة، منها المسار الثقافي الذي يمر بالمباني الأثرية والثقافية، وستوضع فيه لوحات إرشادية بكل اللغات وخرائط إرشادية لتعريف السائح بشكل كامل عن المنطقة التاريخية، مشيراً إلى أن هذا المسار سيكون له الأثر الأكبر في تشجيع السياحة. وقد شهدت المنطقة التاريخية في مدينة جدة حركة كبيرة لمشروعات تطوير وإعادة بناء المباني الأثرية بشكل تراثي يراعي الشكل الهندسي القديم، الذي استخدمه أهالي جدة لبناء بيوتهم من خلال استخدام الحجر المنقى، الذي كانوا يستخرجونه من بحيرة الأربعين ثم يعدلونه بالآلات اليدوية ليوضع في مواضع تناسب حجمه إلى جانب الأخشاب التي كانت ترد إليهم من المناطق المجاورة كوادي فاطمة، أو ما كانوا يستوردونه من الخارج عن طريق الميناء، خاصة من الهند. كما استخدموا الطين الذي كانوا يجلبونه من بحر الطين، ويستعملونه في تثبيت المنقبة ووضعها بعضها إلى بعض، وتتلخص طريقة البناء في رص الأحجار في مداميك تفصل بينها قواطع من الخشب «تكاليل» لتوزيع الأحمال على الحوائط كل متر تقريباً. وتضم المنطقة التاريخية حالياً أشهر وأقدم المباني منها: دار آل نصيف ودار آل جمجوم في حارة اليمن، دار آل باعشن وآل قابل والمسجد الشافعي في حارة المظلوم، دار آل باناجة وآل الزاهد في حارة الشام. وقد بلغ ارتفاع بعضها إلى أكثر من ثلاثين متراً، كما ظلت بعضها لمتانتها وطريقة بنائها باقية بحالة جيدة بعد مرور عشرات السنين. ومن أشهر أسواق جدة القديمة سوق العلوي، سوق البدو، سوق قابل، سوق الندى، التي مازالت حتى الآن موجودة وتحوي لمسات من الحياة التقليدية ذات الطابع الاجتماعي والاقتصادي القديم التي تتركز حالياً حول مساجد وأسواق المنطقة، حيث تنتشر بعض محلات الحرف الشعبية والتقليدية القديمة. المدافع لحماية المدينة قديماً (تصوير: سعود المولد)