عقد سفيرا شباب الفكر العربي في بيروت غسان حدّاد وزياد مبسوط يوم أمس، لقاءً شبابياً في مقرّ المؤسّسة تمحور حول "استحداث فرص العمل للشباب في لبنان". وجاء هذا اللقاء في إطار سلسلة اللقاءات التحضيريّة التي يعقدها سفراء شباب الفكر العربي كلّ في بلاده، استعداداً للمؤتمر السنوي لمؤسّسة الفكر العربي "فكر12″، الذي سوف يُعقد في دبي، خلال الأسبوع الأول من ديسمبر 2013، حول "استحداث فرص عمل جديدة في الوطن العربي". تجدر الإشارة إلى أنّ سفراء شباب الفكر العربي في كلّ من الأردن والصومال وفلسطين والسودان ومصر والمغرب والعراق، سبق أن عقدوا لقاءات محليّة مشابهة، دُعيت إليها مجموعة من الشباب المحلّيّين الذين عبّروا عن الصعوبات التي تواجههم في إيجاد فرص عمل. كما عرضوا بعض المقترحات، والآراء، والمبادرات الناجحة، والحلول الممكنة، والتي من شأنها أن تسهم في تحسين بيئة مؤاتية لخلق فرص عمل لنظرائهم من الشباب في مجتمعاتهم المحليّة. وبهدف الحصول على مخرجات من هذه اللقاءات، حدّدت لجنة برنامج مؤتمر فكر بالتعاون مع القائمين على برنامج الشباب محاور محدّدة لمعالجتها خلال هذه اللقاءات، تطرق بعضها إلى دور القطاعات المعنيّة في تأمين بيئة مناسبة لإيجاد فرص عمل للشباب. وقد حاول المجتمعون خلال هذه اللقاءات، التركيز على أهميّة التعاون بين الجهات المعنيّة لأخذ المبادرة وتحمّل المسؤوليّة وإيجاد الحلول والتصدّي لهذا التحدّي؛ مع الأخذ بعين الاعتبار الدور الذي يمكن أن يلعبه كلّ من القطاع العام والخاص، والمؤسّسات التربويّة، ومنظمات المجتمع المدني، والشباب على حدّ سواء. وبالعودة إلى لقاء بيروت، فقد شارك في اللقاء حوالى 15 شابّاً وشابّة من مختلف الأطياف والاختصاصات والاهتمامات. وتناقش المشتركون حول التحدّيات الرئيسة التي تواجه الشباب اللبناني ولعلّ أبرزها التحدّيات الأمنية وارتفاع المخاطر التي تواجه أصحاب العمل وتحدّ من طموحاتهم، ما يؤدّي إلى محدوديّة فرص العمل المتاحة. كما أشار المجتمعون إلى المهارات الاستثنائيّة التي يتمتّع بها الشباب اللبناني والمعاهد التعليميّة في لبنان، ما يسهم في بناء القدرات وتخريج خبراء غالباً ما تستقطبهم دول الاغتراب والخليج العربي. وتحدّث كذلك الشباب عن الصعوبات المعيشيّة وغلاء الأسعار التي تضعف من عزيمتهم وتحدّ من رغبتهم في العمل في حرف ووظائف متوسّطة الدخل، لا تسدّ حاجاتهم الأساسيّة، فيفضّلون البقاء عاطلين عن العمل. ولم يغفل المجتمعون تقصير الحكومات والقطاع العام، في توفير مناخ يشجّع على الاستثمار والتنسيق بين الاختصاصات المهنيّة والجامعيّة وسوق العمل، فضلاً عن عدم وجود التوجيه المدرسي اللازم الذي يساعد الطلاب على اختيار الاختصاصات بحسب متطلبات سوق العمل. وفي سياق الحديث عن دور منظمات المجتمع المدني، توافق المجتمعون حول دور منظمات المجتمع المدني العاملة في لبنان في خلق فرص عمل عدّة. والتي عادة ما تمنح مرتّبات مقبولة مقارنة بالحدّ الأدنى للأجور. إنّما يبقى التحدّي الأكبر أمام هذه المنظمات إيجاد مصادر للتمويل المستمّر أو تحقيق مردود كافٍ لاستمراريّتها، خصوصاً أنّ العديد من الشباب الذي يتشجعون للعمل في منظمات المجتمع المدني، غالباً ما يخسرون عملهم عند انتهاء تمويل مشروع معيّن. وسيرفع الشباب أفكارهم وآراءهم إلى لجنة برنامج مؤتمر فكر12، حيث سيأخذ المؤتمر على عاتقه زمام المبادرة في هذه القضية الإقليمية، ويطرح موضوع استحداث الوظائف، مع مراعاة تباين الوقائع والمعوّقات بين بلد عربي وأخر. كما سيبحث المؤتمر في السياسات الممكنة التي تسمح بتأمين بيئة مؤاتية لاستحداث فرص عمل مدعومة بقرارات حكومية شفّافة ومستدامة، بما أن هذه المسألة لا يمكن أن تُعالج بمعزل عن تدخّل الحكومات. يُذكر من المشاركين فادي ميقاتي من كفالات، لارا فغالي من 3A Solutions Group، عباس سباعي من جمعية عيش وحب بيروت، شانتال مشنتف، نوشيج غازاريان من أميدست، والمخرج السينمائي معتز سلوم بالإضافة الى طلاب الجامعة اللبنانية (حقوق) حسين مكي، سارة حيدر، لجين دندش، سلمى بحصون. الشرق | بيروت