أثار غياب عضو مجلس إدارة الفتح، مدير الفريق الأول لكرة القدم في النادي محمد السليم عن مباراة فريقه الأخيرة أمام نظيره الاتحاد في بطولة كأس السوبر عديداً من علامات الاستفهام والشكوك، خصوصاً أن السليم اختفى عن المشهد الفتحاوي لأكثر من ثلاثة أشهر على الرغم من أهمية المنصب الذي يشغله. وغاب السليم عن فريقه منذ نهاية الموسم الماضي، ولم يظهر في الفترة الأولى من إعداد الفريق للموسم الجديد التي انطلقت في الأحساء، واستمر غيابه عن معسكر الفريق في ألمانيا، وكذلك بعد عودة الفريق إلى الأحساء لاستكمال البرنامج الإعدادي، وأيضاً عن دورة نادي الوحدة الإماراتي الودية الدولية التي حقق الفريق لقبها في شهر رمضان المبارك، وكذلك بعد العودة إلى الأحساء والاستعداد لمواجهة الاتحاد في بطولة السوبر التي غاب أيضاً عنها دون أن تفصح إدارة النادي عبر المركز الإعلامي عن سبب ابتعاده الطويل عن الفريق. وكان اللافت للنظر في مباراة الفتح أمام الاتحاد في بطولة السوبر وجود مدير الاحتراف في النادي خالد السعود في دكة البدلاء في أول لقاء رسمي للفريق الفتحاوي في الموسم الرياضي الجديد. وعلى الرغم من أن عضو مجلس الإدارة، المشرف على الفريق أحمد الراشد برر غياب السليم في الفترة الأخيرة إلى اعتذاره لإدارة النادي بسبب ارتباطه بأعماله الخاصة، على أن يعود إلى مهامه مباشرة فور الانتهاء منها، إلا أن مصادر مقربة من نادي الفتح رجحت أن يكون غياب السليم مرتبط بالخلاف الذي نشب بينه وبين المدرب التونسي فتحي الجبال على خلفية انتقال حارس مرمى الفريق محمد شريفي إلى الاتفاق، ورحيل اللاعب عدنان فلاتة إلى نادي التعاون. وكشفت نفس المصادر إلى أن الجبال طالب باستمرار شريفي وعدنان مع الفريق في الموسم الجديد، لكن تعامل السليم السلبي مع ملف تجديد عقديهما تسبب في رحيلهما، حيث اتخذ السليم قرارا بعدم تجديد عقد شريفي دون العودة إليه، بعد أن ماطل كثيراً مع شريفي، فيما حدث خلاف بينه وعدنان فلاته، وعلى ضوئه قرر السليم إبعاده عن التدريبات دون العودة إلى المدرب فتح الجبال الذي اعتبر ذلك تدخلا في عمله. وما زاد من الخلافات بين السليم والجبال – بحسب المصادر – أن الأخير وضع شرطاً في تجديد عقده لموسم آخر ينص على إبعاد السليم عن منصب مدير الفريق، الأمر الذي جعل الإدارة تتردد كثيراً في اتخاذ هذا القرار، بيد أن السليم الذي علم برغبة الجبال آثر الابتعاد من أجل مصلحة النادي الأحسائي. وكشفت نفس المصادر أن الظروف الخاصة التي أوردتها الإدارة الفتحاوية لتبرير ابتعاد السليم والمتعلقة ببناء بيته الجديد قد انتهت، حيث أكمل السليم منزله الجديد قبل ما يقارب الشهر، ومع ذلك ظل مبتعداً عن النادي. وحاولت «الشرق» التواصل مع رئيس النادي المهندس عبدالعزيز العفالق والمشرف العام على الفريق ومحمد السليم لمعرفة الحقيقة، إلا أنهم لم يتجاوبوا مع تلك الاتصالات.