طمأنت الهيئة العامة للغذاء والدواء، المواطنين والمقيمين بأن الأسواق السعودية خالية تماما من أي عبوات ملوثة من حليب «سيميلاك Gain Plus3» الخاص بالأطفال الرضع، موضحة أنها قررت حجز جميع الإرساليات الخاصة بالمصدر النيوزلندي المسؤول عن الحليب ذاته، وإخضاعها لشروط وإجراءات وصفتها ب«الصارمة»، حتى تتأكد من سلامتها. وقال الرئيس التنفيذي لهيئة الدواء الدكتور محمد المشعل إن الهيئة لا تستطيع أن تفرض عقوبات أو تقوم برفع شكاوى في مثل هذه الحالات. وقال: «هناك فرق بين الغش المتعمد، وبين أن تقوم الشركة المصنّعة للمنتج بالإبلاغ عن خطأ حصل لديها، فحينما تعمد إلى الغش فهي تُعاقب، ولكن في الحالة الثانية، يقتصر دور هيئة الغذاء والدواء بالتحذير من استخدام المنتج، وهذا ما حدث في حليب «سيميلاك Gain Plus3». وأوضح المشعل أنه ليس هناك ما يدعو للقلق، لأن الكمية الملوثة من الحليب لم تنزل للأسواق. وقال :»كل ما في الأمر أن مركز الإنذار السريع للغذاء بالهيئة تلقى بلاغاً من الشبكة الدولية للسلطات المعنية بسلامة الغذاء يوم الجمعة 25/9/1434ه تضمن معلومات بخصوص إرساليتين تم تصديرهما للسعودية، وتحتوي على تسع كميات من منتج بودرة حليب الأطفال «سيميلاك Gain Plus3» المنتج بواسطة شركة فونتيرا النيوزلاندية للألبان، لصالح شركة أبوت، والمحتمل تلوثها ببكتيريا كلوستريديوم بوتولينيوم، ولخطورة هذا الميكروب وحساسية الفئة المستهلكة للحليب وهي العمر من سنة إلى ثلاث سنوات فقد قامت الهيئة بالإعلان الفوري عن بيانات الشحنتين بموقعها الرسمي مع التأكيد على أنها لم تفسح». وتابع المشعل «بعد الإعلان، قامت الهيئة بالتواصل مع وزارة الصناعات الأولية النيوزلندية وشركة فونتيرا النيوزلاندية للألبان واتضح أن التلوث البكتيري انحصر في كمية واحدة فقط، وليس في الكميات التسع، وثبت لدينا أن رقم الكمية الملوثة هو «287824k402» وتاريخ إنتاجها 2/5/2013م وتاريخ انتهاء صلاحيتها 31/10/2014م وتأكد للهيئة أن هذه الكمية لم يسبق دخولها السعودية في أي إرسالية سابقة للإرساليتين المعلن عنهما، اللتين لم يتم فسحهما، وهي عبارة عن 3606 كرتونة للإرسالية الأولى، منها 3465 كرتونة من الكمية الملوثة، وباقي الكمية وقدرها 141 كرتونة من كميات غير متأثرة بالتلوث، والإرسالية الثانية التي تبلغ كميتها 1383 كرتونة، منها 255 كرتونة من الكمية الملوثة، وباقي الكمية وقدرها 1128 كرتونة من تشغيلات غير متأثرة بالتلوث». وأكد المشعل في المؤتمر الصحافي الذي عقده في مقر الهيئة ظهر أمس أنه لم يتم فسح جميع الكمية في الإرساليتين، ولم تنزل في الأسواق السعودية، بما في ذلك الكميات غير المتأثرة، وبمراجعة سجلات الاستيراد، اتضح أن أجزاء من الكميات الثماني وهي تشغيلات غير متأثرة بالتلوث، سبق أن دخلت أجزاء منها لأسواق السعودية ضمن إرساليات سابقة على مدى عدة شهور، وهذا ما يفسر وجودها بالأسواق، ونؤكد أنها غير متأثرة بالتلوث. فونتيرا تؤكد إرسال حليب ملوث إلى السعودية .. والوكيل: نتخذ إجراءات احترازية أكد مسؤول في شركة مكتب الكمال للاستيراد المحدودة مستورد حليب سيميلاك غين بلص 3 ووكيل شركة أبوت «طلب التحفظ على هويته» ل»الشرق» أن الشركة ستتخذ عديداً من الإجراءات الاحترازية الجديدة لمنع وصول حليب سيميلاك غين بلص 3 الملوث للأراضي السعودية مشيراً إلى تعاون وثيق بين الشركة والهيئة العامة للغذاء والدواء في هذا الصدد . وتابع المصدر في تصريحه أن الشركة تتواصل مع الصيدليات منذ تحذير الهيئة لسحب كافة كميات الحليب من الأسواق السعودية لضمان عدم وصوله للمستهلك. ولم يشأ نائب رئيس الشركة بصفته وكيلاً عن شركة فونتيرا النيوزيلندية للألبان عن الموقف القانوني أو وجود دعوى ضدها بسبب المخاوف من الحليب الملوث. وشدد على أن الشركة ستتعامل بواجبها الديني والأخلاقي وبحسها الوطني خاصة بعد فضيحة التلوث في عديد من الأسواق التي أطاحت بمدير وحدات إنتاج الألبان في الشركة النيوزيلندية جاري رومانو أمس. وزادت حدة المخاوف المحلية بعد اعتراف مدير الشركة ثيو سبيرينغز، الإثنين الماضي، خلال زيارة استرضاء للمستهلكين في الصين بأن المنتجات الملوثة من السيميلاك والحليب ومشروبات الطاقة التي توجهت للسعودية والصين وماليزيا وفيتنام وتايلاند تحتوي على بكتيريا سامة وقد ثبت فعلياً تلوثها ببكتيريا كلوستريديوم بوتيولاينوم السامة . وبحسب وكالة بي بي سي فإن رئيس مجلس إدارة فونتيرا قدّم اعتذاره خلال مؤتمر صحفي، عقده في العاصمة الصينية من أجل تطمين المستهلكين الصينيين. وكانت الصين قد قررت وقف استيراد بعض منتجات الألبان من نيوزلندا، وأستراليا، بسبب المخاوف التي أثارتها «فضيحة» التلوث. إجراءات «صارمة» لمنع دخول أي منتجات ملوثة أعلن الرئيس التنفيذي لهيئة الدواء الدكتور محمد المشعل عن إجراءات اعتمدتها الهيئة للتعامل مع المصدر النيوزلندي، وقال: «ألزمنا وكيل شركة أبوت بسحب جميع تشغيلات بودرة حليب الأطفال «سيميلاك Gain Plus3» من الأسواق علماً بأن التشغيلات التي تم سحبها من الأسواق المحلية لا تشمل الكمية الملوثة، لأنها لم تصل للأسواق المحلية، كما قامت الهيئة على الفور بإرسال عينات من كميات مختلفة من بودرة الحليب «سيميلاك Gain Plus3» التي سحبت من الأسواق المحلية لمختبرات عالمية متخصصة في الكشف عن أنواع البكتيريا النادرة مثل بكتيريا الكلوستريديوم بوتولينيوم للتأكد من خلوها من هذا الميكروب. وتابع المشعل «لا نستطيع أن نفرض عقوبات على الشركات الموردة سوى أننا نشترط على أي مصنع يصدر للسعودية دواءً أو غذاءً أو جهازا، إخضاعه لأسس السلامة والجودة من قبل لجان تفتيش خاصة بنا، وإذا لم نحقق ما نرغبه لا نصرح بدخول المنتج للسعودية، ولو أكدوا لنا أنهم أصلحوا الخطأ، نذهب إلى المصنع ونتأكد من تصحيحه بأنفسنا»، مشيراً إلى أن «الكميات التي تدخل، تحجز في الميناء على حساب التاجر المورد، حتى يؤخذ منها عينات وترسل إلى المختبرات ويتم فحصها بدقة». وقال: «سوف نحتجز جميع الكميات التي تصلنا من المصدر النيوزلندي، ولن نفرج عنها إلا بعد أن نتأكد من تصحيح أخطاء الصنع لديهم».