قال مدير المتحف البريطاني، نيل ماغريغور، إنه زار المملكة العربية السعودية لأول مرة عام 2009م، ساعياً لإقامة معرض “الحج: رحلة إلى قلب الإسلام” في المتحف البريطاني، حسبما نشرت مجلة إيكونوميست. وذكرت الأسبوعية البريطانية أن نيل تحدث آنذاك مع فينيشيا بورتر، المشرفة على الفن الإسلامي في المتحف، ومع رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان، كما قابلا الأميرة عادلة بنت عبدالله، ووزير التعليم الأمير فيصل بن عبدالله. وفي كل لقاء حددوا طموحات المتحف البريطاني لصنع أول وأضخم معرض غربي عن الحج. الإسلام الحضاري وذكرت الإيكونوميست بأن جميع المسؤولين في المملكة تحمسوا للمعرض، لمعرفتهم بأهمية مثل هذا المعرض في المتحف البريطاني، الذي سيعطي صورة مشرقة للإسلام؛ تُبيّن الدور الحضاري للحج، وتسهم في تغيير المفاهيم الخاطئة لدى الغرب حول الإسلام. “طريق زبيدة” ويأخذ المعرض الزائرين في رحلة إلى مدينة مكة، تماماً كما فعل الحجاج منذ مئات السنين. كما يشتمل على تصوير للكعبة والحجر الأسود في وسط المعرض. ويركز على أقدم طريق لمكة من الكوفة، والبالغ طوله 1448كم، حيث يجتمع فيه الحجاج من العراق وإيران وآسيا الوسطى، ليذهبوا جنوباً إلى مكة. بالإضافة إلى الدور الذي فعلته زبيدة، زوجة هارون الرشيد، في حفر الآبار، وإقامة الحصون والمنارات على جنبات الطريق. وتذكر موسوعة الويكيبيديا” أن “طريق زبيدة” من أهم طرق الحج والتجارة خلال العصر الإسلامي، والذي خلد ذكرها على مر العصور، واستخدم بعد فتح العراق وانتشار الإسلام في المشرق، وأصبح استخدامه منتظماً وميسوراً بدرجة كبيرة، إذ تحولت مراكز المياه وأماكن الرعي والتعدين الواقعة عليه إلى محطات رئيسية. مناسك الحج وفي العصر العباسي، أصبح الطريق حلقة اتصال مهمة بين بغداد والحرمين الشريفين وبقية أنحاء الجزيرة العربية. واهتم الخلفاء العباسيون بهذا الطريق، وزودوه بالمنافع والمرافق المتعددة، كبناء أحواض المياه، وحفر الآبار، وإنشاء البرك، وإقامة المنارات، وغير ذلك. كما عملوا على توسيع الطريق حتى يكون صالحاً للاستخدام من قبل الحجاج والمسافرين ودوابهم. وتذكر المصادر التاريخية إلى أن مسار هذا الطريق خطط بطريقة عملية وهندسية متميزة، حيث أقيمت على امتداده المحطات والمنازل والاستراحات، ورصفت أرضيته بالحجارة في المناطق الرملية والموحلة، فضلاً عن تزويده بالمنافع والمرافق اللازمة، من آبار وبرك وسدود، كما أقيمت عليه علامات ومنارات ومشاعل ومواقد توضح مساره، ليهتدي بها المسافرون. ويشتمل المعرض أيضاً على كل ما يفعله الحجاج خلال أداء الفريضة، من لبس الإحرام والطواف والشرب من بئر زمزم والسعي إلى جمع الجمرات، وحلاقة وقص الشعر. يُذكر أن مكتبة الملك عبدالعزيز العامة، وسفارة خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة، تقومان بالتنسيق ومتابعة الإعداد للمعرض، وأنه سيفتتح يوم 26 يناير ويستمر إلى 15 إبريل 2012م.