في كلمته لأبناء المملكة والأمتين العربية والإسلامية تحدَّث خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، عن «واقع مؤلم ومصير مجهول تمرُّ به أمتنا الإسلامية» معتبراً «الفكر المنحرف»، الذي أسس لشرخ عميق في خاصرة الأمة، أشد خطراً عليها وأعمق فتكاً من حراب عدوها المتربص علناً. تحدَّث – حفظهُ الله- عن أناسٍ «انتحلوا الإصلاح فكذَبوا، واختطفوا عقول السذجِّ فضلُّوا وأضلُّوا».. لم يتقوا الله في شعاراتهم، ولم يبالوا بتبعات أقوالهم وأفعالهم.. تحوَّلوا بظلمهم إلى أداةٍ للإرهاب ومعولٍ للفساد في محاولةٍ لهدم قيم الإسلام الرفيعة. الملك عبدالله لفت أيضاً إلى ما وصفه ب «الدخيل الفكري»، الذي قال إنه يتوشح في تأويلاته وتحركاته بعباءة الدين – وهو منه براء-. كما نبّه خادم الحرمين إلى خطورة التنازع والتناحر، واعتبر أنهما باتا سبيلاً أفضى بالأمة إلى إراقة دمائها وتدمير مكتسباتها وتشويه قيم ومبادئ الدين والروح الجامعة للمسلمين القائمة على التعايش بمبادئ الحق والعدل. وأمام هذا الواقع الأليم، رأى خادم الحرمين أننا مُطالَبون بالوقوف مع النفس بحزم، للاتفاق على كلمةٍ سواء على أساسٍ من الكتاب والسُنَّة ثم التصدي بكل عزم لدعاة الفتنة والضلال والانحراف، والساعين إلى تشويه سُمعة إسلامنا بعد أن احتوى القلوب وساهم في بناء الحضارة الإنسانية بشهادة العالم أجمع. علينا أن ندرك أن الإرهاب لن يتلاشى في موعدٍ محدَّد مسبقاً، قد تطول الحرب ضده وتتوسع، وقد يزداد عنفاً كلما حوصر، ولقد حرِص الملك عبدالله، في كلمته أمس، على تبيان هذه الحقيقة وقرَنها بثقته في أن الحق سينتصر على الباطل في النهاية.