المدينة المنورة – عبدالرحمن حمودة يتسع ل 5 آلاف مصلٍّ.. وبُنيَ على مساحة 90 ألف متر مربع. تم توسعته في عهد الملك فهد -رحمه الله- بأسلوب معماري حديث. بلغت التكلفة الإجمالية للتوسعة 200 مليون ريال سعودي. يتوقف الحجاج والمعتمرون المغادرون من المدينةالمنورة إلى مكةالمكرمة لأداء مناسكهم بميقات أهل المدينةالمنورة، وهو ميقات ذو الحليفة، وهو أحد المواقيت التي حددها الرسول -عليه الصلاة والسلام- لأهل المدينة والمُحْرِمين من غير أهلها المارين بها، ويُعد أبعد المواقيت عن مكة، حيث يقع في الضاحية الشهيرة في أبيار علي، ويبعد عن المسجد النبوي قرابة 14 كيلومتراً. وأوضح الباحث في تاريخ المدينةالمنورة أحمد أمين مرشد ل «الشرق» أن مسجد «ذو الحليفة» الذي اشتهر الآن بمسجد الميقات، قد بُني في عهد عمر بن عبدالعزيز عندما ولي إمارة المدينة في عام 87 هجرية، وجُدد في العصر العباسي، ثم جُدد في العصر العثماني في عهد السلطان محمد الرابع، وكان المسجد صغيراً جداً مبنياً من اللبن والحجارة، ولم يكن الحجاج والمعتمرون في المواسم يجدون راحتهم فيه، فأمر الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- بتجديده وتوسعته. وفي ظل زيادة عدد الحجاج والمعتمرين سنوياً تم مضاعفة حجمه عدة أضعاف، وتزويده بالمرافق اللازمة؛ فأصبح المسجد محطة متكاملة للمسافرين؛ ويتسع ل 5000 مصلٍّ على الأقل، وله مئذنة متميزة على شكل سلم حلزوني ارتفاعها 64 متراً. وتتصل بالمسجد مباني الإحرام والوضوء، كما بني من جهته الشرقية سوق لتأمين حاجات الحجاج، وأنشئت في الجهة الغربية منه مواقف سيارات وحديقة نخل واسعة ذات مظهر جميل. وأضاف الباحث أحمد مرشد أن المسجد سمي كذلك بمسجد الشجرة لأن النبي محمد -عليه الصلاة والسلام- عند خروجه إلى مكة للعمرة أو الحج كان ينزل تحت ظل شجرة في ناحية المسجد يصلي تحت ظلها، ثم يهل محرماً يريد العمرة أو الحج، لافتا إلى أن الأولى في تسميته كما سماه رسول الله -عليه الصلاة والسلام- بمسجد ذو الحليفة. وقد روعي في بناء المسجد في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- إبراز التراث المعماري والأخذ في الاعتبار إيجاد مبانٍ للخدمات وساحات لمواقف السيارات، لكثافة المارين بالميقات من أهالي المنطقة والحجاج والمعتمرين، حيث إن المسجد الحالي مربع الشكل وتبلغ المساحة الكلية للمسجد والساحات المحيطة به (90000م2) وقد شيد المسجد وملحقاته على (26000 م2) منها، أما المساحة الباقية وهي (64000 م2) فهي عبارة عن الطرق والأرصفة والمواقف والأراضي المشجرة. وتغطي صفوف الأروقة قباب طويلة، يصل عددها إلى مائة قبة، وهناك قبة واحدة فقط محمولة على قاعدة مربعة فوق المحراب، وقد غطيت أرضية المسجد بالرخام والجرانيت المزخرف، وصممت الأبواب من خشب التيك، وزود المسجد بتكييف مركزي. وقد ألحقت بالمسجد عدة مبانٍ للخدمات تضم 512 حماماً، و566 نافورة للاستحمام، خصص قسم منها للنساء، وهناك وحدات خاصة للعجزة والمسنين، كما يوجد 384 مكاناً للوضوء، وقد زود بموقف يستوعب 500 سيارة صغيرة وثمانين سيارة كبيرة، بالإضافة إلى مبنى السوق والمطاعم، لتوفير مستلزمات الحجاج والمعتمرين، وقد بلغت التكلفة الإجمالية للتوسعة 200 مليون ريال سعودي. مئذنة مسجد الميقات الوحيدة (الشرق) لقطة جوية لمسجد الميقات